بعد توالي مقاطع الفيديو التي تنال من برّي: هل يشفع حزب الله لباسيل وينقذه؟!

جبران باسيل حزب الله
بعد الفيديو المسرب للوزير جبران باسيل كيف ستتطور الأمور بين أمل والتيار الحرّ؟ وهل سيكون هذا الفيديوالمسرب بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير فتكون القطيعة بين الفرقين؟ وهل سيدفع باسيل ثمن هذا الخطأ الفادح مع إهانته العلنية لبرّي؟

الرياح العاتية كانت أشد من “دوزنة” “حزب الله” ضابط الإيقاع الذي قرر أخيرا التوسّط بين حليفيه أمل والتيار الوطني الحرّ، لرأب الصدع القائم، لكنّ ما قيل قد قيل وما سرب قد سرّب قبل أن تتمّ المصالحة.

لم يكن يدري رئيس التيار الوطني الحرّ الوزير جبران باسيل أن كلامه بحق رئيس مجلس النواب نبيه برّي يسجّل بالصوت والصورة لكنّه أدرك تماما أن نعته لبرّي بصفة “البلطجي” والوعيد “بتكسير الرؤوس” لن يمرّ مرور الكرام بعدما أشهر مسؤولو “أمل” ومناصريها أسلحتهم الإلكترونية بوجه الوزير جبران باسيل الذي نال حصته من الشتائم والتحقير على مواقع التواصل .

حتى أن إعتذار باسيل لم يكن كافٍ ولم يشفِ غليل أنصار “أمل” وهو أعرب عن مدى تأسفه لما سرّب له من كلام أتى في لقاء مغلق في بلدة بترونية بعيداً عن وسائل الاعلام، على حدّ تعبيره، وأقرّ ان “هذا الكلام خارج عن أدبيّاتنا وأسلوبنا في الكلام، وقد اتى نتيجة المناخ السائد في اللقاء؛ مهما تعرّضنا له فاننا لا نرضى الانزلاق بأخلاقيّاتنا”.

فقد أكمل أعضاء كتلة التنمية والتحرير ووزراء أمل قصفهم المركز على باسيل دون مهادنة، لتطيح بذلك كل المحاولات الحثيثة من قبل زعيم المختارة كما “حزب الله” للتهدئة بين الطرفين والتي قد إستبشرنا بها خيرا أمس مع وقف محطتي تلفزيون الفريقين الحملات الاعلاميةً على بعضهما البعض وذلك قبل “قصف صاروخ باسيل البعيد المدى”.

وسط هذه الأجواء المشحونة كيف ستطور الأمور بين الفريقين؟ وهل سيكون هذا الفيديو المسرب بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير فتكون القطيعة بين الفرقين؟ وهل سيدفع باسيل ثمن هذا الخطأ الفادح مع إهانته العلنية لبرّي؟ وما هو الثمن؟

وفي هذا السياق، صرّح النائب عن كتلة التنمية والتحرير علي خريس لـ “جنوبية” إن “قبل البحث بموضوع العلاقة بين “أمل” و”التيار الحر” من يريد أن يكون بموقع مسؤولية ورئيس حزب على الأقل يجب أن يتمتع بأخلاق وبصفات وطنية جامعة ويتحلّى بلهجة ومنطق وطني وليس خطاب طائفي”.

كما إستهجن خريس متسائلا كيف “يقبل التيار الوطني على نفسه أن يكون رئيسه “واحد” مثل جبران باسيل”. مشيرا أن هذا الأمر مستغرب” فالمطلوب من التيار الوطني أن “ينتفض على هذه القيادة التي سوف توصله إلى الهاوية”.

وفي سؤلنا حول ما إذا كان إعتذار باسيل كاف تساءل “هل يبرّر له كون الجلسة كانت خاصة ان يتمادى بهذا الكلام. وأضاف “شو هيدا المنطق الأعوج”.

وشدّد خريس على أنه “يفترض على التيار الوطني إذا كان يحترم نفسه أن يتخذ قرارا بإقالة رئيسه، مؤكّدا “باسيل لا ينفع أن يكون رئيسا للتيار ولا حتى ينفع أن يكون وزير خارجية للبنان”.

وعما إذا كان هناك عتب على الرئيس ميشال عون “تساءل لماذ يضع رئيس الجمهورية نفسه طرفا في هذا الموضوع في وقت هو ليس رئيس التيار بل رئيس لبنان وكل اللبنانيين”.

وفي هذا السياق كان لـ “جنوبية” حديث مع الصحافي والمحلل السياسي جوني منيّر الذي أشار إلى أن “الأيام القليلة الماضية شهدت محاولات لإيجاد تسويات وتفاهمات بين الرئيسين عون وبري بعدما وصل الصراع بينهما إلى مرحلة متقدمة جدا ول تعد تتحمل أصول اللعبة وظروفها هذا السقف العالي، لذلك تمّ الذهاب نحو محاولات للحلحلة”.

وفيما يتعلّق بانفجار الحرب الاعلامية الجديدة بعد تسريب فيديو باسيل قال إنّه “على الرغم من أن “الفيديو المسرب من شأنه أن يصب الزيت على النار وسوف يؤدي إلى تشنج كبير، إلا أنه لن يأخذ مدى كبيرا”. مرجحًا أن “هناك من سيتدخل لإعادة ترتيب الأوضاع لكن هذا الأمر سيأخذ مداه وسوف يتطلب وقت لإعادة ترتيبه”.

وأضاف “الخطوط العريضة الإقليمية أكبر وأهم بكثير من ما يجري من سجالات في لبنان، لهذا فإن الخلاف أن يذهب بإتجاه القطيعة”.

اقرأ أيضاً: الانفجار الكبير وقع بين«أمل» و«التيار الحر».. فهل سيدفع باسيل الثمن؟

ولكن هل سيكون حزب الله هو المنقذ هذه المرة ويشفع لباسيل لدى برّي؟ يشير كما منيّر إلى أن “حزب الله” “سينكفىء قليلا في اليومين المقبلين بهدف أن ينفس كل من الفريقين غضبه، على أن يتدخل من جديد كطرف لترتيب الأوضاع”.

كما رأى في الختام “الواضح أن هناك طرفا ثالثا، فبحسب ما يتمّ تداوله فإن من سربت الفيديو تنتسب لحزب معادٍ، وهو ما يبقى ضمن إطار “الحرتقة” الموجودة. ولا صحة لكل ما يقال عن تخطيط وعمل إستخبراتي وأمني”.

وفي المحصلة، الأكيد أن الأزمة بين الرئاستين الأولة والثانية عادت إلى المربع الأوّل، فمن سيشفع لجبران لدى برّي؟ وهل من مصالحة بعد ما سرّب لباسيل قوله بأن “برطعة بري لن تنفع”.. وأن “لازم نحنا نكسرلو راسو ومش هوي يكسرلنا راسنا” عدا عن وصفه بـ”البلطجي”..

السابق
سوتشي ورأس النظام
التالي
الجيش الاسرائيلي: حدودنا مع لبنان آمنة بسبب قوة ردعنا وليس بسبب قوّة حزب الله