يوبّخها والدها بشدّة كما يوبّخ سائر إخوتها إن لم تحصّل العلامة النّهائيّة الكاملة في المواد التي تدرسها في مدرسة (الأونروا) التي يدرسون فيها بالمجّان؛ ويكرّر على مسامعهم دون كلل أو ملل: “ليس للفلسطينيين ثروة سوى العلم، إيّاكم والجهل، عليكم جميعاً أن تواصلوا دراساتكم العلميّة حتى لو بعت ملابسي وملابسكم لأجل ذلك”.
منهاج جديد قد أصدرته الدّولة العربيّة التي يدرسون فيها، فرحوا لأنّهم سيحصلون جميعهم في الصّف على كتب جديدة غير مستعملة بخلاف ما ألفوا الحصول عليه من كتب مستعملة مهترئة.
حصلتْ على كتابي تاريخ وجغرافيا جديدين، تفوح منهما رائحة الورق الجديد الذي لم تعبث به الأيدي الآدميّة، في كتاب الجغرافيا بحثت عن خارطة فلسطين، فوجدتْ اسم إسرائيل يتربّع في وسطها، وفي مادة التّاريخ وجدت اسم إسرائيل كدولة من دول الجوار.
أطبقت الكتابين دون اهتمام بأن يتمزّقا، وما عادت تبالي بأن تأخذ أصفاراً في مادتي الجغرافيا والتّاريخ لأنّهما مادتان خائنتان.