جردة حساب صيداوية لدخول «سنة إعادة الأمل»

صيدا
كل عام وأنت بخير سيدي الرئيس، أتمنى لك الصحة والعافية والعمر المديد. وأقصد بالرئيس، رئيس المجلس البلدي في مدينة صيدا، أي رئيس السلطة المحلية فيها، وهو ما أطلق عليه الزميل رأفت نعيم لقب "الريس" في المقابلة التي أجراها معه، ونشرها في صحيفة المستقبل يوم الخميس الواقع فيه 28 كانون الأول 2017.

كنت أتمنى، ان ما قلته سيدي الرئيس في المقابلة المذكورة، أن تقوله في ندوة مفتوحة في بلدية صيدا يحضرها الناشطون والمهتمون بالشأن البلدي كي يتم النقاش حول العوائق التي يجب حلها والتحديات وكيفية احتوائها، لكنك أثرت التحدث في وسيلة إعلامية، مما اضطرني إلى مناقشتك من خلال وسيلة إعلامية أيضاً.

اقرأ أيضاً: قتلى واحراق مولدات في صيدا.. والاسباب مافياوية سياسية

بداية، كنت صائباً عندما قلت أن العام 2017 لم يكن كما توقعت وطمحت وأنه عام مخيّب للأمال، لكنك تشير إلى أربعة إنجازات تحققت:

أولها مشروع البنى التحتية للسوق التجاري، وهو مشروع وحسب رأي أصحاب المحلات في السوق التجاري فيه شوائب كثيرة، وأن أي مهندس خبير بالشوارع والبنى التحتية يستطيع الإشارة إلى الأخطاء التي ارتكبت خلال تنفيذ المشروع ووضع الأحجار فوق الرمل، وغيرها مما أدى إلى إعادة تنفيذ المشروع في الشارع الممتد من الحسبة القديمة إلى قصر العدل القديم.

أما ثانيها وهو انشاء مجرى عين زيتون، الذي ربط بالبحر فإنه يتلقى مياه مبتذلة من مناطق مختلفة وخصوصاً من مخيم عين الحلوة ليقذفها في البحر. ويقول البعض أنه يصب في البركة المستحدثة.

أما ثالثها، خزان مياه الشفة فلا غبار عليه حتى اللحظة.

لنصل للإنجاز الرابع وهو الورقة الانتخابية المعتادة المتعلقة بسندات التعمير والتي نسمع بها منذ انتخابات 2005.

الصحيح أن شركة منيمنة التي التزمت “بالتراضي” أعمال الكشف والمساحة على بيوت التعمير، وأعادت التلزيم إلى جهات أخرى. لن تستطيع إنهاء العمل قبل أيار 2018 موعد الانتخابات النيابية القادمة. أذكرك يا سيدي الرئيس بمقابلتك التلفزيونية في شباط 2017 عندما أعلنت أن السندات صارت جاهزة وما على أصحاب البيوت إلا استلامها. ولكن حتى اللحظة ما زالت المسافة بعيدة بين ما يجري العمل عليه وبين حصول أصحاب البيوت على سنداتها، ولا أحد مما “يحتفلون” بهذه المناسبة يصارح الأهالي بالمبالغ التي عليهم دفعها لحزينة الدولة للحصول على سندات البيوت، دعها مجهولة إلى ما بعد أيار 2018 وبعد ذلك لكل حادث حديث.

أما عن المشاريع التي تحدثت عنها مثل إنجاز المرفأ الحديث والوعود بتأمين الأموال اللازمة له عام 2018 يطرح موضوعاً آخر يتعلق بالجدوى الاقتصادية الفعلية له، وقد علق أحد أعضاء مجلسكم العتيد عندما قال في إحدى الجلسات: إن المرفأ الحديث يستخدم إذا كان هناك أزمة في مرفأ بيروت.

محمد السعودي
رئيس بلدية صيدا محمد السعودي

وما يسترعي الانتباه حديثك عن مشروع سياحي للشاطئ الرملي بين القلعة البحرية والملعب البلدي وأنه جاهز للتنفيذ، وهو مشروع لم يسمع به أحد من قبل، ولم يُعرف المستفيد منه وما هي المساحة التي ستترك للعموم، إذا بقيت، على كل حال من الخطأ إطلاق حكم قبل الاطلاع ونقاش المشروع المقترح، والخوف هنا مشروع، ففي هذه المساحة عشرات العقارات التي هي أملاك بلدية خاصة، وقد وعدتنا أن لا يجري التصرف فيها خلال فترة وجودك على رأس المجلس البلدي.

أما مشروع الفرز والضم، فإن الحديث عن مصلحة الناس يخفي عبارة أخرى مصلحة سياسيين ومتمولين تتعارض مع مصالح المدينة، التي هي أعلى من مصالح مجموعة من أصحاب العقارات، وأنت المهندس الخبير بغياب أي رؤية لتنظيم مدني حقيقي، كما أن هذا المشروع مرتبط بالاوتستراد المرسوم والذي لا يمكن تنفيذ المشروع إلا بعد نقل الاوتستراد إلى مكان آخر.

والسؤال الآن عن المشاريع التي تتحدث عنها، هل تدخل في مجال تنمية المدينة، والتي تعتمد على عناصر اقتصادية، اجتماعية، ثقافية، صحية ومجتمعية.

سيدي الرئيس: هل نتذكر الخطة الاستراتيجية التي وضعتها البلدية ومؤسسة الحريري قبل 3 سنوات؟ إنها ليست خطة استراتيجية، هي مجموعة مشاريع لا رابط بينها يمكن أن يرفع من المستويات المشار إليها سابقاً. تنمية المدينة تعني، رفع المستوى الاقتصادي، تحسين الوضع الاجتماعي، تطوير الوضع الثقافي والتربوي، تأمين الصحة العامة بجوانبها العديدة وتأمين فرص عمل للشباب، فهل المشاريع التي تحدثتم منها تعنى بذلك؟ أشك.

اقرأ أيضاً: عقود بملايين الليرات لمن خرّب مستشفى صيدا الحكومي

وحول الوضع الراهن تتحدث عن جبل العوادم، وكأنك تكتشف شيئاً جديداً، المشكلة الأساس أن أحداً لا يجيب عن سؤال محدد: ما هي القدرة الاستيعابية لمعمل المعالجة، وإدارته تستقبل يومياً نحو 700 طن من النفايات المنزلية. ولم تذكر شيئاً عن استقبال النفايات من خارج اتحاد البلديات وخصوصاً كميات بيروت التي تنقل لأسباب سياسية واضحة. أما الحديث عن النفط والغاز فله حديث آخر. ويبدو أنني سأضطر لطرح ملفات المدينة المتعلقة بحياة الناس على صفحات وسائل الإعلام، لعلي أفتح الباب أمام نقاشها في مكانها البلدي المناسب.

والمشكلة تكمن في المكان البلدي المناسب، فالمجلس البلدي الموجود والذي يضم عشرين عضواً معظمهم من الأصدقاء والمعارف ومن ذوي السمعة الطيبة، إنهم أبناء البلد و”أوادم”، و”الأودمة” شرط أساسي للمصاهرة، لكنها ليست شرطاً أساسياً لإدارة الشأن العام، نحن بحاجة إلى مؤسسة في البلدية. وللحديث تتمة.

السابق
معركة إيران.. لن يأتي التغيير سهلاً، ولا سلمياً، ولا قريباً
التالي
إيران تعتقل 29 شخصاً بتهمة إثارة الشغب والصلة بدولة أجنبية