«شو هيدا؟» مبادرة لـ«بيروت متحف الفن BeMA» تُحيي القطع الأثرية التاريخية

بما

“شو هيدا؟” مبادرة فنية معاصرة ترتكز على النهج التشاركي للفن، حيث يعيد”بيروت متحف الفن (بما)- BeMA” إحياء المقتنيات والقطع الأثرية التاريخية المعروضة داخل المتحف الوطني في بيروت عبر مشروع دليلٍ سمعي يحمل في ثناياه قصص وصور وتسجيلات أبناء بيروت وسكّانها والعاملين فيها، ويعكس صدى تخيّلهم لكل قطعة أثرية، بعيداً عن تاريخها، حقيقتها، وجهة استعمالها، وإشكالية وجودها في المتحف.

وتاتي المبادرة الجديدة التي اطلقها (بما) في إطار جهوده المتواصلة لإشراك المجتمع المحلي بالفن الواقعي من خلال برامجه التفاعلية وضمن نطاق شراكته مع وزارة الثقافة/المديرية العامة للآثار والمتحف الوطني وبالتعاون مع المنصة المؤقتة للفن (T.A.P).

اقرأ أيضاً: ما الذي يعيق تشكيل الهيئة اللبنانية لسلامة الغذاء بعد إتمام الترشيحات؟

ترتكز المبادرة على سلسلة ورش عمل أُقيمتعلى مدى ثلاثة أيام في المتحف الوطني، حيث تلاقى الحاضر مع الماضي في بوتقة فنية حملت أفكار اهالي بيروت والمقيمين فيها ورؤيتهم الخاصة تجاه القطع الأثرية التاريخية، من خلال سيناريوهات فريدة شملت تخيلات كل فردٍ منهم، لنجد أنفسنا أمام قطعة فنية جديدة وُلدت من “رحم” التجارب والآراء والواقع الملموس.

وقد تولّت الفنانة انابيل ضو ادارة ورش العمل طبقت خلالها منهجية تفاعلية مع المشاركين. اعتمدت هذه المنهجية على اشراكهم في احياء قطع اثرية معينة من خلال طرح مجموعة من الاسئلة الهادفة عليهم تستحضر مخيلتهم وتتقصّى آرائهم في تقمّص دور القطعة الأثرية والنطق بلسانها، التعبير عن أحاسيسها، طموحاتها، سرّها، موقعها، هواجسها ومدى إدراكها لقيمتها الاقتصادية والثقافية والفنية، وبالتالي لفرادتها وتميّزها وصمودها. يرافق تجارب المشاركين تسجيل صوتي لآرائهم يعاد اخراجه على شكل دليل بصوت الممثّلين المحترفَين جورج خبّاز وجوليا قصّار، ليروي “نفَس” أهالي بيروت ومقيميها ومحاكاتهم لموروثات المتحف الوطني ومدى تداخلها وترابطها بحياتهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأخلاقية والثقافية، وفي هذا السياق قالت ضو: “الدليل سوف يُطلَق في إطار اليوم العالمي للمتاحف، الذي ينظّمه المجلس الدولي للمتاحف (ICOM) في 18 أيار/مايو المقبل (2018)، تحت عنوان “ترابط المتاحف: مناهج حديثة، جماهير جديدة”. وسيتمكّن المستخدمون من تحميله عبر موقع إلكتروني يتمّ تجهيزه لهذه الغاية، وكذلك عبر الهواتف الذكية والحواسب المحمولة أو الحصول عليه مباشرةً من المتحف”.

وفي تعليق لها على هذه المبادرة قالت العضو المؤسس لبيروت متحف الفن – بما (BeMA) ونائب رئيس الجمعية اللبنانية لتطوير وعرض الفنون (APEAL) السيدة سندرا أبو نادر: “تندرج هذه المبادرة ضمن سلسلة برامج بما- (BeMA) الرامية الى جعل الفن بمتناول الجميع، وتحويل المتاحف إلى مساحاتٍ لا تختزن أصوات الفنّانين والحرفيين والقيّمين والمؤرّخين فحسب، بل تتعدّى ذلك لأصوات الزوّار الذين يختبرون هذه المجموعات الأثرية ويماثلونها مع واقعهم وخلفيّاتهم، وهنا تتجسّد رسالة (بما) في نقل الفن إلى رحاب عموم الناس. كما تهدف هذه المبادرة التي أطلقناها إلى تفعيل الثقافة الفنية وثقافة المتاحف والآثار، والسّفر عبر الأزمنة والعصور ومقاربة هذه المكتشفات الأثرية بنمطٍ جديدٍ من التفكير والابتكار، فيترك كل امرءٍ خلفه بصمةً طيبة عن كل قطعة أو مجموعة تاريخية”.

 

السابق
القوات: اتهامنا بالتحريض على الرئيس سعد الحريري هو كلام هراء وتضليلي
التالي
قرار قضائي بحذف صور جثة الدبلوماسية البريطانية