العميد هشام جابر: السفارة الجديدة في عوكر قاعدة أمنيّة أميركيّة

لفت نظر اللبنانيين الاسبوع الفائت أمرين، الاول جولة حزب الله في الجنوب وعلى الحدود مع العدو الاسرائيلي، والثاني قرار اقامة مبنى للسفارة الأميركية على مساحة المجمع المتعدد المباني يقع في ضاحية عوكر بقيمة مليار دولار يطل على بيروت.

يُعتبر مشروع بناء مبنى جديد للسفارة الأميركية في بيروت من أضخم المشاريع في المنطقة بالنسبة للولايات المتحدة، حيث انه سيُبنى على مساحة 174 ألف متر مربع، وسيضم مباني تعتمد حماية أمنيّة كبيرة للموظفين والرعايا والمقيمين في السفارة درءا للحالات الطارئة.

إقرأ ايضا: ديفيد هيل يعيد تأكيد التزام الولايات المتحدة بالجيش اللبناني خلال حفل تسليم مركبات الهامفي

ويُعتبر موقع المشروع نقطة استراتيجية  في بعديه العسكري والسياسي لكونه لا يبعد أكثر من 100 كلم عن قاعدة طرطوس العسكرية البحرية التي أقامتها روسيا، كما لا يبعد اكثر من عدة كيلومترات عن مراكز القوات الدولية في أقصى الجنوب اللبناني، حيث ينتشر حزب الله وعناصره.

مما يُدلل على أن هذا المشروع الضخم تعدّى جانبه الدبلوماسي، وبات أشبه بقاعدة أمنية أميركية في مواجهة مع القاعدة الجوية الروسية في حميميم، وقاعدة الإسطول البحري الروسي في طرطوس.

في ظل هذا الاعلان عن إنشاء هذه القاعدة الضخمة، يُطرح السؤال التالي وهوهل تحوّل لبنان الى قاعدة أمنيّة تتناغم مع القواعد العسكرية الأميركية في كل من البحرين والكويت وقطر؟ وهل دخلت الجبهة المُواجِهة حالة العجز والضعف؟

ولمزيد من الاستيضاح، يرى العميد الركن الدكتور هشام جابر، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات، أن “مقر السفارة الأميركية في عوكر ليس قاعدة عسكرية، فمن يعمل داخل السفارة في لبنان هو رجل أمن. والخطة الموضوعة لتكبير السفارة هي تعبير عن سياسة أميركية موجودة في كل الدول، حيث مؤخرا كنت في افريقيا ولاحظت ان واشنطن تتوسع على مستوى القارة، كأنغولا، وإفريقيا الوسطى، والجزائر حيث ان سفارتها هناك أكبر من السفارة الفرنسية”.

ويتابع، الخبير الأمني، الدكتور هشام جابر، بالقول “اليوم توسعة السفارة في لبنان يُعد أمرا طبيعيا، كونها مركزا للتواصل بعد ان كانت انقرة هي المركز. وهذا يعني ان بيروت باتت هي مركز الإستخبارات، على عكس قاعدتي اللاذقية وطرطوس العسكريتين، فأميركا لا تفكر بقاعدة عسكرية داخل السفارة”.

وردا على سؤال، قال اللواء المتقاعد جابر “لا اعتقد انه ثمة ضربة او تحد للخط المعادي لواشنطن، وهذا دليل اهتمامها بلبنان، اولا لان اميركا متورطة في الحرب السورية العراقية، وهذا دليل على انها ستكون بديلا عن أنقرة وإسطنبول”.

و”هي دليل على الاستقرار في لبنان، فمن يحميّ لبنان، اضافة الى القوى الأمنيّة المشكورة، هو جو الاستقرار الذي تطلبه الدول المعنيّة بلبنان في ظل هذا المناخ الفتنوي، وهذا التوافق الدولي هو لكل من هو معنيّ بالعراق”.

إقرأ أيضا: السفيرة الأميركية تزور مرجعيون وتجري نقاشا حول قضايا إنسانية وتنموية

ويشرح العميد جابر، فيقول”أنا كعسكري، ارى ان توسعة السفارة تعني ادراة الحرب من بيروت، ولوأن بيروت ستكون ساحة حرب لكان دبلوماسييها فروا أولا، كما هي عادة السفارات التي تطلب من موظفيها العودة الى بلادهم قبيل نشوب المعارك”.

وعن امكانية ان تصبح بيروت مقرّا للتجسسية جراء هذه التوسعة؟ يرى العميد هشام جابر، أن “التجسس موجود في لبنان حتى خلال الحرب الأهليّة اللبنانية، وكان اوتيل السان جورج مقرا للمخابرات الدوليّة، ومرتعا بل مقرّا لكل ما يجري في المنطقة، بدءا من التركي، الى البريطاني، الى الايراني، الى الفرنسي، وصولا للصومالي…”.

 

السابق
الاضرابات بدأها اليساريون وتستخدمها السلطة اللبنانية لمآربها
التالي
مصدر في حزب الله لـ«جنوبية»: ظروف الحرب مع إسرائيل مكتملة