نفايات لبنان الى المكبات العشوائية… ثم الحرق والموت البطيء!

الروائح المنبعثة من دخان حرق النفايات، تفاقم الازمة الصحيّة في لبنان وتؤدي الى أمراض سرطانيّة وخطيرة.

تتخطى مخاطر حرق النفايات في لبنان العوارض البسيطة، كالسعال المؤقت والإنزعاج من الروائح الكريهة التي نشعر بها لدى مرورنا بالقرب من حاويات النفايات.

إقرأ ايضا: تحرّك أهالي «القليلة» بوجه متموليّ المكبّات.. أثمر

فقد أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن اللبنانيين معرّضون الى خمسة أمراض مزمنة على الأقل نتيجة تعرّضهم لهذه الانبعاثات. فقد وثقت المنظمة في تقريرها المكون من 53 صفحة وضع أزمة النفايات في لبنان والوسائل السلبية التي اعتمدت للتخلص منها. مما يعني ان المشكلة الداخلية باتت معروضة على شاشات الاعلام الغربي والعربي.

فلبنان يعاني منذ العام2015 من أزمة نفايات تنذر بكارثة صحية مع كل موسم. وقد اندلعت الازمة بعيد اقفال مطمر “الناعمة” في 17 تموز من العام نفسه.

ففي عام 1997 اي عهد حكومة الرئيس رفيق الحريري، أقفل مكب برج حمود، فغرقت الضاحية الجنوبية لبيروت، وساحل المتن الجنوبي، بالنفايات. فوجدت السلطة حلّا بفتح مطمر الناعمة بعد قيام سكان حيّ السلم بحرق محرقة العمروسيّة بعد سلسلة احتجاجات.

فقامت الحكومة حينها بإنشاء مركزين جديدين لمعالجة النفايات: الأول في الكرنتينا، والثاني في العمروسية بسعة تصل الى 600 طن يومياً.

وطلبت الحكومة من شركة “سوكلين” نقل النفايات الى المركز المؤقت للطمر في منطقة المرامل على طريق المطار، وقد ظل هذا المركز مفتوحا حتى 30 ايلول من العام نفسه، الى ان تم تجهيز معمل العمروسية بتقنيات ضامنة للمعاييرالصحية.
لكن مع حكومة تمام سلام صدر قرار بإقفال مطمر الناعمة، وذلك في كانون الثاني 2015، أي قبل ستة أشهر من إقفاله فعليّا بتاريخ 17 تموز 2015.

وفي الفترة الاخيرة، انطلقت نداءات عديدة، بسبب تفاقم الوضع، مطالبة المعنيين بمعالجة الوضع البيئي المتمثل بانتشار الروائح الكريهة المنبعثة من مواقع النفايات. وذلك بحسب “المفكرة القانونية”.

فظاهرة انتشار الروائح الكريهة والغازات الضارة المنبعثة من النفايات باتت تتنقل في لبنان بين برج حمود، والكرنتينا، والكوستا برافا، والناعمة، وطريق المطار..

فالهواء الحار الذي يحمل روائح وغبار وما يوجد في الغلاف الجوي القريب يؤذي المارة والجيران. فالروائح سببها النفايات المرميّة على جوانب الطرقات، دون أية مراعاة للشروط الصحية والبيئية التي تضرّ بالصحة العامة وخاصة انبعاث الروائح.
وهذه الروائح المنبعثة متعددة المصادر، حيث كانت مدينة صيدا الجنوبية قد عانت اول ما عانت من الروائح المنبعثة من “جبل النفايات” فيها، بحسب “صيدا أونلاين”.

اما اسباب انبعاث الروائح فيمكن تحديده من عدة مصادر، وهي على الشكل التالي: الغازات المنبعثة من بقايا النفايات. فمن الناحية الكيميائية لا يمكن تصريف الانبعاثات الا عبر انابيب مهمتها تصريف الغازات، والمياه المبتذلة، ومياه الصرف الصحي.

من جهة ثانية، تهدد النفايات عمال النظافة وعمال معامل الترميد أي حرق النفايات، وكذلك التجمعات السكانية القريبة من اماكن الحرق، في منطقة معينة. وتشتمل النفايات على مجموعة واسعة من المواد، منها على سبيل المثال لا الحصر: بقايا عضوية من لحوم فاسدة أو الأطعمة التالفة، وفضلات الحيوانات، ومنتجات التنظيف، والمبيدات الحشرية، والأثاث المستعمل، والركام الناجم عن هدم المباني، ومواد بلاستيكية، وفضلات الطبية كالمحاقن، والإبر، والمباضع والشفرات، والحيوانات النافقة أو المذبوحة، وبطاريات السيارات، والمواد الإشعاعية.

إقرأ ايضا: أزمة النفايات إلى الإنفجار من جديد: «لبنان» مكبٌّ عشوائيٌ بالصور

وقد يتعرّض الانسان لسموم النفايات عبر الملامسة، والاختراق، والبلع، والتنفس، مما يؤدي الى إلتهاب الجلد، والتعرض لبكتيريا الكزاز.
وفي حال تكدس النفايات يصعب حصر المخاطر الصحية، نتيجة جذبها للذباب والحشرات والفئران، وجميعها تنقل الامراض للإنسان.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية قد يؤدي التسيبّب في طمر ورمي النفايات الى تلويث مياه الشرب ما لم تُبنَ بطريقة ملائمة.
ولا تزال مأساة منطقة برالياس المطلة على نهر الليطاني الملوث، ماثلة امام عيون اللبنانيين، وما خلفته من انتشار للسرطانات بين ابناء المنطقة.

السابق
الإخبار بحق سعيد ومحاولة تطويع القضاء
التالي
القدس العربية: من رحلة احتلالها الى رحلة ضمها وجعلها عاصمة لإسرائيل