لبنان بمنأى عن أحداث اليمن والتسوية الحكومية باقية برئاسة الحريري

هل سيبقى لبنان بمنأى عن أحداث اليمن؟ وهل ستصيب هذه التطورات المتسارعة الواقع اللبناني ببعض شظاياها السلبية التسوية اللبنانية التي أصبحت قيد التنفيذ؟ وأين السعودية من إعلان الحريري عودته عن الإستقالة لإعادة إحياء التسوية التي أنهتها بالإكراه؟

فيما تجري محاولات حثيثة للنأي بلبنان عن الصراعات الإقليمية، إستقطبت التطورات اليمنية الأخيرة إهتمامات الأوساط اللبنانية لجهة إمكانية تأثيرها التسوية السياسية المستجدة، وذلك نظرا لترابط المعطيات الاقليمية المتصلة بالصراع الايراني – السعودي. سيما أنه كان المتوقع قلب الطاولة في اليمن عبر إنقلاب الرئيس اليمني السابق على الحوثيين، إلا أن إنتقام الحوثيين على الفور بإغتيال صالح أعاد خلط الاوراق وأجج الصراع الإيراني – السعودي الذي يجري بالوكالة في منطقتنا العربية، وساحته سوريا والعراق واليمن عسكريا، اما في لبنان فيتخذ وجها سياسيا عنوانه تجاذب واختلاف حول سلاح “حزب الله” وتدخلاته الخارجية.

لذلك يبقى السؤال هل سيبقى لبنان بمنأى عن أحداث اليمن؟ وهل ستصيب هذه التطورات المتسارعة الواقع اللبناني ببعض شظاياها السلبية على التسوية اللبنانية قيد التنفيذ؟ وأين السعودية من إعلان الحريري عودته عن الإستقالة لإعادة إحياء التسوية التي أنهتها بالإكراه؟

اقرأ أيضاً: الصراع العربي الايراني لا يستثني العراق ويقلب التحالفات في اليمن

وفي هذا السياق كان لـ “جنوبية” حديث مع الصحافي والمحلّل السياسي نبيل هيثم الذي رأى أنه “خلافا لكلّ ما يقال لا تأثير لأحداث اليمن على الساحة اللبنانية على الإطلاق”. وأضاف “قد يشعر البعض بالإحباط معنويا، وذلك نتيجة التوزعات السياسية وإختلاف وجهات النظر في لبنان حيال أزمة اليمن”. مؤكداً أنه “من المستبعد أن يكون لتلك الاحداث أية إرتدادات وتداعيات على الداخل اللبناني”.

وفيما تحدث البعض أثناء أزمة إستقالة الحريري الملتبسة أن الأحداث اليمنية وتقدّم النفوذ الإيراني فيها كان السبب الذي دفع المملكة نحو هذه الخطوة التصعيدية. قال هيثم إن ” هذا الكلا تمّ تداوله لكن من زاوية تدخل “حزب الله” في اليمن وما حدث أمس لا علاقة له بهواجس السعودية فيما يتعلّق بحزب الله، إضافة إلى أن الحزب أعلن أنه غير موجود في اليمن ولا يرسل أسلحة لليمنيين”. مشيرا إلى أن “ما حدث في اليمن يبقى فيها، وهو قد يؤثر على دول التحالف التي تخوض حربا على اليمن لأنها خسرت ورقة كادت أن تربح الحرب فيها على الحوثيين”. مشددا على أن “هذا الأمر حدوده يمنية- سعودية خليجية ولا حدود له لا لبنانيًا ولا غير لبنانيًا”.

نبيل هيثم

أما في الداخل اللبناني والمشاورات الحاصلة بين الأفرقاء قال إن “المشاورات السياسية شبه منتهية ونحن ذاهبون نحو تسوية سياسية ستبدأ إبتداءا من اليوم تحت عنوان “تسوية 5 كانون”، وبالتالي الأمور تتجه إيجابيا وإلا لما إنعقدت الجلسة”.

وأشار “جميع الأفرقاء يحتاجون ويريدون التوافق، وهناك عملية تسهيل متبادلة للوصول إلى بيان 5 كانون”.

وعن مسألة النأي بالنفس قال هيثم إن “النأي بالنفس ليس على الأحداث السورية وليس عن إسرائيل. ولا يمكن أن ينأى لبنان بنفسه عن التكفيريين والإرهابيين”. أما فيما يتعلّق بالعلاقات العربية “فتمّ التوافق على عدم التدخل بالصراعات والشؤون العربية، وأن لا يتدخل الآخرون في الشؤون الداخلية للبنان”.مشيرا إلى أنه “جرى التوافق على االنأي بالنفس قدر الإمكان”.

وفي سؤالنا حول مباركة السعودية بتسوية “5 كانون” رأى أن لا مباركة سعودية بمعناها على ما يجري في لبنان ، خصوصا أن السعودية أرادت إحداث صدمة كبيرة في لبنان من خلال إزاحة الحريري والإتيان بشقيقه بهاء بديلا عنه وفشل هذا المشروع، لذا يمكن القول أن السعودية قبلت على مضض بما يجري في لبنان ولا يمكن على الإطلاق القول أن السعودية ترحب بهذه التسوية”.

اقرأ أيضاً: النأي بالنفس: ماذا يسابق حزب الله والحريري؟

وختم الصحافي نبيل هيثم بقوله “السعودي لا يزال في إمكانه الهجوم على الحريري، وهدفه الآن وعلى المدى المتوسط والبعيد هو تغيير سعد الحريري”.

وفي النهاية يمكن التساؤل هل الأزمة اللبنانية ستنتهي بالإلتزام بمبدأ النأي بالنفس؟ وهل سيتم تطبيق هذه السياسية بشكل فعلي، خصوصا من قبل حزب الله؟

السابق
آخرها غارة إسرائيل على جمرايا: الصمت السوري الإيراني يستمرّ
التالي
ترامب أبلغ عباس نيته نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس