الحكومة بانتظار صيغة البت بـ«النأي بالنفس» لانعقاد مجلس الوزراء

وضعت المُشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع مكوّنات الحكومة الحجر الأخير على طريق معالجة الأزمة السياسية. فهل ستعكس الأجواء الإيجابية بدأ العدّ العكسي لعودة مجلس الوزراء إلى الانعقاد ؟

تتجه الأمور الى حلحلة في معظم الملفات الشائكة المختلف عليها دفعاً لعدول الرئيس سعد الحريري عن تريثه واعادة تفعيل العمل الحكومي من دون تعديلات في جسم الحكومة الحالية كما تأكد لـ “النهار” من أكثر من مصدر ومعلومة منها تصريح عضو كتلة “المستقبل” النيابية هادي حبيش لـ”النهار” بان قول الحريري بإمكان التعديل يشير الى ان لا موانع قانونية اذا اقتضت الحاجة، وتأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره “اننا بالكاد يا أخوان نستطيع حمل بطيخة الحكومة، فكيف اذا جرى الاتجاه نحو تعديل أو تأليف حكومة جديدة.

إقرأ ايضًا: توافق رئاسي على تجديد سياسة النأي بالنفس لتفعيل العمل الحكومي

أما “الجمهورية” فاشارت إلى أن الأوساط السياسية حفلت أمس بمعلومات عن أنّ أزمة الاستقالة أوشكت النهاية وأنّ مخرجاً لها يجري إعداده وسيكون جاهزاً لدى عودةِ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من زيارته لإيطاليا التي يبدأها اليوم وتنتهي بعد غدٍ الجمعة، حيث يُدعى مجلس الوزراء إلى جلسة إثر عودته ليقرّ هذا الاتّفاق ـ المخرج. وعلى رغم التكتّم الذي يُحاط به هذا الاتفاق – المخرج علمَت “الجمهورية” أنّ موضوع “النأي بالنفس” سيُعاد صَوغُه على نحوٍ يكون ملزِماً للجميع أقلّه شفوياً بحيث يكون هناك “نأي متبادَل” عن الالتزام بالمحاور الإقليمية، ولا يكون نأياً من جانب واحد. وفي المعلومات أن ليس مطروحاً إجراءُ تعديلٍ حكومي واسع يكون في صلبِ الاتفاق الذي يتمّ إعداده، ولكن قد يحصل تعديل بناءً لرغبة بعض الأطراف المشاركين في الحكومة لجهةِ تغيير بعض وزرائهم، وفي هذا الصَدد تردَّد أنّ تيار “المستقبل” و”التيار الوطني الحر” متحمّسان لتغيير بعض وزرائهما، لكن لم يَصدر عنهما أيّ إشارات أو مواقف تشي بذلك علناً. وعلمَت “الجمهورية” أنّ موضوع التعديل الحكومي النسبي طُرِح في بعض اللقاءات وجرَت نقاشات حوله قبل انطلاق عملِ الحكومة مجدّداً. لكنّ غالبية الآراء استقرّت عند عدم اعتباره أولويةً في الوقت الراهن، خصوصاً أنّ عمر الحكومة قصير ولا ينبغي توليد انطباع لدى الناس في أنّ هناك نيّةً لتأجيل الانتخابات النيابية.

في هذا الوقت، أكدت مصادر وزارية لـ”اللواء” ان المخرج لحل أزمة استقالة الرئيس الحريري بات شبه جاهز، لكنه ينتظر الصيغة النهائية التي ينتظرها الرئيس الحريري بدوره ليعطي رأيه فيها.
وأشارت إلى ان المخرج يكمن في مضمون البيان الوزاري لحكومة “استعادة الثقة”، وقد يكون من خلال اضافات توضيحية موسعة بصيغة جديدة تتعلق بموضوعي النأي بالنفس والعلاقات بالدول العربية.

وأوضحت المصادر ان الرئيسين نبيه برّي والحريري سيقومان خلال فترة سفر الرئيس عون إلى روما اليوم والتي تستمر حتى الجمعة، باتصالات مع المعنيين في القوى السياسية لتذليل أي عقبات قد تطرأ على صياغة بنود الحل، وقد أبدى الرئيس برّي امام زواره، أمس، تفاؤله بالحل، فيما قال الرئيس الحريري، ان الحوار القائم حالياً يرتكز على مبدأ النأي بالنفس فعلاً وليس قولاً.

ويسعى الرئيس الحريري بحسب “المستقبل” جاهداً لتحصين المشهد الوطني الجامع وتثميره لصالح لبنان أولاً، وسط إعرابه بالأمس عن التفاؤل بمآل الأمور على صعيد “الحوار الجدي” الجاري توصلاً إلى “حلول جدية” تفضي إلى “نأي حقيقي بالنفس لمصلحة لبنان وكل اللبنانيين”، مبدياً أمله في هذا المجال بأن يُشكّل “الأسبوع المقبل بداية الفرج”.

إقرأ ايضًا: ترتيب الاخراج «اللائق» لتريث الحريري
وخلال حديثه عن آفاق المرحلة أمام قوى الإنتاج في لبنان، شدد رئيس مجلس الوزراء على أهمية الاستقرار في السياسة والأمن والاقتصاد، مشيراً إلى أنه وفور عودته إلى بيروت أعاد فتح كل الملفات المتصلة بالمشاريع الاقتصادية،

أردف قائلاً: “إذا تمت كل الأمور في موضوع النأي بالنفس على ما يرام فسننهي دراسة موازنة العام 2018 قبل نهاية العام الجاري (…) كما أنّ فرنسا ودول الخليج ما زالوا ملتزمين بالمشاريع التي كنا نعمل عليها في مجال الاستثمار في البنى التحتية وغيرها”.

وأوضح الحريري أن “الحوار القائم حالياً يرتكز على مبدأ النأي بالنفس، فعلاً وليس فقط قولاً، فهذه هي مصلحة لبنان، ليس لأن هذا ما أريده؛ بل لأن لبنان بحاجة إليه، وكذلك اللبنانيون الذين يعيشون خارج لبنان”، لافتاً إلى أن “مصالح اللبنانيين تقتضي أن يكون لدينا نأي حقيقي بالنفس، لمصلحة لبنان وكل اللبنانيين الذين يعيشون في الخليج، أو في كل أنحاء العالم”. ولفت إلى أن “كل الحوار الجاري اليوم هو على هذا الأساس، وكل الأجواء التي نسمعها هي أجواء إيجابية من كل القوى السياسية، ربما نحتاج إلى مزيد من الحوار، والأسبوع المقبل يكون بداية الفرج بإذن الله لكل اللبنانيين”.

السابق
مخطط إغتيال بهيّة الحريري أفشله الأمن العام
التالي
علاء الأسواني: أفكار إرهابية في عقول مسالمة