تحيا فرنسا.. هكذا سقط العرب

العرب يسقطون بعضهم بعضاً.. وما حدث في الأونيسكو خير دليل على اننا نحن من نحصد الخيبات ونهمش الإنجازات.

على مدخل مبنى اليونيسكو المميز في العاصمة الفرنسية، تجد لافتة ترحيب بلغات مختلفة وصورة كبيرة لرئيس المنظمة، لم يشغل إطارها وجه أي عربي منذ تأسيس الاونيسكو عام 1945.
هذا الغياب العربي عن رئاسة المؤسسة الدولية الأبرز للثقافة والسلام، ليس لنقص في الكفاءات الفردية العربية، بل لعيب في قدرة العرب على التخطيط الاستراتيجي والعمل الفريقي، لا بل هو أحياناً نتيجة لطفولية بعض العرب وسخافات نكاياتهم.

خسارة العرب منذ يومين على بعد صوتين من المنصب ليست الأولى، فقد سبقها من قبل خيبات أمل كثيرة في قدرة أمة المئتي مليون على التوحد حول مرشح.
عام 1999، انقسم العرب بين مرشحين هما غازي القصيبي، مرشح المملكة العربية السعودية، والمرشح المصري إسماعيل سراج الدين، ليصب ذلك في صالح مرشح ثالث هو الياباني كويشيرو ماتسورا.
مشهد الفشل ذاته اعيد عرضه بعد عشر سنوات، يوم خسر المرشح المصري د. حسني فاروق أمام المرشحة البلغارية بفارق 4 أصوات، وكانت الجزائر قد رشحت منافساً لفاروق فخسر كلاهما.
وفي الجولة التالية للسباق الرئاسي في 2013 نجحت البلغارية بوكوفا في الفوز بفترة ثانية بعد تخطيها للمرشحين العربيين، اللبناني جوزيف مايلا والجيبوتي رشاد فارح، في ظل الدعم الأوروبي الأمريكي للمرشحة البرتغالية وغياب الحملة العربية الموحدة.

إقرأ أيضاً: فيرا الخوري مرشحة لبنان لرئاسة اليونسكو.. ومنافسوها عرب!

المرشحون العرب الثلاثة لهذه الدورة، حصلوا فى الجولة الأولى على ٣٦ صوتاً، أى قرابة ثلثي أصوات الناخبين. هذه النتيجة تؤكد أن أكثر من نصف أعضاء المنظمة قد اعطى صوته لمرشح عربى لرئاستها، وهى حالة لم تحدث بهذا الحجم فى المحاولات الثلاث السابقة التى تقدم فيها عرب للحصول على المنصب الثقافى الأرفع فى العالم.
هذه الفرصة لم يتلقفها العرب، فتآمروا على بعضهم، والمفارقة أن كل من المرشح المصري والقطرى، يحملان من المقدرات العلمية والدبلوماسية والثقافية ما كان ليضيف إلى مسيرة الاونيسكو ويقدم وجها عربيا حديثا في إدارة المنظمات الدولية.

إقرأ أيضاً: ترشيح اليونسكو وفضيحة الطبقة السياسية اللبنانية

خارج أسوار حديقة الاونيسكو، صرح وزير الخارجية المصري، سامح شكري، عن دعم بلاده المرشحة الفرنسية بوجه شقيقه القطري، وأغفل رأس الدبلوماسية المصرية أن حمد الكواري كان ليكون خير ممثل لتاريخ مصر الثقافي فهو خريج جامعتها الأم القاهرة.. فقط لو أن الحكمة غلبت الكيدية.

تحيا فرنسا… بهذه العبارات على لسان عضو البعثة الدبلوماسية المصرية، سقط العرب مرة جديدة في امتحان الذكاء، وحرمنا نحن جيل ما بعد النكبة العربية، من أن نفرح لمرة واحدة، بوحدة عربية ولو في صندوق اقتراع، تنتج نصرا عربيا بعد دهر من الخيبات..

السابق
بعد المطالبة بطرد الطالبة الشيعية من سد البوشرية: اتهام للفواييه «بالشذوذ» والبلدية توضح!
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 16 تشرين الأول 2017