اتفاق «القاهرة 3» بين حماس وفتح: المصالحة رهن التطبيق

أشادت جامعة الدول العربية باعلان المصالحة الفلسطينية بين كل من فتح وحماس في القاهرة وبرعاية مصرّية. وكان رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية قد أعلن التوّصل إلى اتفاق بين الطرفين في محاولة لإنهاء الانقسام الفلسطيني المستمر منذ عقد من الزمن. والحوار استمر على مدى يومين في مقر المخابرات المصرية في القاهرة بعيدا عن الصحافة.

يترأس وفد “حماس” للحوار نائب رئيس الحركة صالح العاروري، بمشاركة عدد من القادة أبرزهم رئيس “حماس” في غزة يحيى السنوار، فيما يترأس عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” عزام الاحمد وفد حركته. علما أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يعتزم زيارة قطاع غزة قريبا.

علي بركة

ولمزيد من الاستيضاح حول المصالحة، وفي اتصال مع ممثل حركةحماسفي لبنان الحاج علي بركة قال لـ”جنوبية”: “انطلق قطار المصالحة، وبدأت الخطوات التنفيذية لتمكين الحكومة الفلسطينية من استلام مهامها في غزة مع بداية شهر كانون الاول2017 في قطاع غزة. وفي الاول من تشرين الثاني ستستلم كافة المعابرمع الكيان الصهيوني، اضافة الى معبر رفح مع مصر، وسيكون تحت سلطة الحكومة الفلسطينية، ولن يقفل معبر بعد الان، وسيكون كل شيء على ما يرام، والاتفاق مدخل لاعادة ترتيب البيت الداخلي”.

اقرأ أيضاً: السنوار أمام ثنائية السلطة والعسكرة

ويضيف “سيحصل اجتماع موسع وشامل من اجل وضع آليات تنفيذية للاتفاق الذي عقد في أيار2011. ويشمل هذا الاتفاق الفصائل الفلسطينية والقوى كافة، ويترتب معالجة وضع منظمة التحرير الفلسطينية، وبناء المؤسسات، واجراء الانتخابات للمجلس التشريعي الوطني، وانتخابات الرئاسة، واستكمال المصالحات الفلسطينية، واعادة هيكلة الأجهزة الأمنية”..

وحول اقتصار المصالحة على طرفين هما فقط حماس وفتح؟ أكد علي بركة ان: “الاتفاق جرى بين فتح وحماس، لانه يتعلق بغزة. اما الاجتماع في 21 تشرين الثاني فسيشمل كافة الفصائل التي شاركت في اتفاق القاهرة عام 2011”.

ويتابع، بالقول: “خاصة ان الكل معنيّ بالملف الفلسطيني، لذلك سيكون الاجتماع القادم والموسع الذي سيدعى إليه الفصائل التالية: فصائل منظمة التحرير، وحركة الجهاد، وحركة حماس، والجبهة الشعبية القيادة العامة، ومنظمة الصاعقة، والمبادرة الوطنية الفلسطينية بقيادة مصطفى البرغوتي”.

وعن سرّ هذه التهدئة، يقول ممثل “حماس” في لبنان، ابو الحسن “فلسطينيا، هناك اسباب عديدة منها: حصار غزة، والاستيطان في الضفة، ومحاولات تهويد القدس، وعملية التسوية التي وصلت الى طريق مسدود. أما عربيا، فمصر لها اهدافها، عدا عن كون الملف الفلسطيني والانقسام في الساحة الفلسطينية يزيد من تشتت الموقف العربي. ومصر تستفيد من التفاهم مع حركة حماس لضبط الحدود المصرية. وربما هناك مسعى اقليمي او دولي يريد ان ينهي مرحلة الانقسام، واذا كان كانت واشنطن تريد تهدئة الوضع بهدف القضاء على المقاومة فهذا مستحيل”. ويختم “نحن نريد مصالحة فلسطينية تحقق مصالح الشعب الفلسطيني”.
وعن دور إيران في هذه المصالحة؟ ختم بركة، بالقول “ايران، وتركيا، وقطر، وسورية، كلهم يدعمون المقاومة. وكلهم رحبّوا بتحقيق المصالحة. وإيران لا تتدخل بالشأن الحمساويّ، وتدعم القيادة المنتخبة، وتحترم انتخابات حماس، وتتعامل مع القيادات لا مع افراد. اما سلاح المقاومة مرتبط بوجود الاحتلال”.

من جهة أخرى، تحدث عضو المجلس الثوري في حركة فتح جمال أشمر عن خلفيات المصالحة، فقال: “اولا علينا ان نعمل من اجل المصالحة باعتبارها واجبا وطنيا، وباعتبار الوحدة الفلسطينية شرط في انتصارنا على عدونا، وتحقيق مشروعنا الوطني، واذا فشلت التجارب السابقة فهذا لا يمنع من المحاولة”.

واضاف، أشمر، بالقول “هناك عوامل منعت في السابق المصالحة، مثلما هناك اليوم عوامل على المصالحة، ومن اهم العوامل ان مشروع الاخوان المسلمين في المنطقة قد إنهار، في مصر، وفي سوريا، وفي تونس يتراجع، وفي ليبيا يترنح. ففي ظل مشروع الاخوان كانت حماس جزءا منه، لكنه في حالة تراجع اليوم. واذا حصل تراجع في المركز يحصل تراجعا في الاطراف. ففي المرحلة الماضية قدّم اسماعيل هنية “حماس” على انها الذراع العسكري للاخوان، كما اعتبر هنية ان حكومة مرسي هي دولة الخلافة. اما اليوم، فحماس تقول في وثيقتها انها حركة وطنية. هذا التراجع في دور الاخوان وتراجع دور تركيا وقطر الحاضنتان لهذا المشروع ادى لبى المصالحة. وتقدم هذا المشروع حيث تشكّل مصر، وبحكم الجغرافيا والتاريخ، ودورها القوي، على انها هي الاقدر على المصالحة. وهذا الاتفاق أيّ “القاهرة 3″ ذو دور مهم في المصالحة، فمصر متقدّمة على غيرها، وتعتبرغزة جزءا من أمنها القومي. وهذا عامل مساعد، ومن العوامل التي سهلت المصالحة ان قيادة حماس الحالية هي في الداخل الفلسطيني اي هنيّة والسنوار. فاسماعيل هنيّة يعيش بين الناس، ويعرف معنى الحصار”.

وتابع جمال أشمر”جاءت اجراءات ابو مازن الاخيرة مفيدة في المصالحة، من خلال الضغط في ملف الكهرباء والموظفين وغيره حيث كنا نغذي القطاع بالكهرباء، ونموّل 40 ألف موظف طيلة عشر سنوات، رغم انهم قاموا بالانقلاب على الحكومة”.

ولفت الى ان “المنطقة تسير باتجاه الاعتدال والتسوية، ونحو حلّ الدولتين، أي دولة فلسطينية في غزة والضفة والقدس. لأنه بعد كان عندنا 30 ألف مستوطن صار عندنا 600 ألف مستوطن. ومشاريع التسوية، التي تقول بالانسحاب الكامل مع التطبيع الكامل، في ظل تطبيع عربي كامل يدفع نحو المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية. فهذه المصالحة أيدتها جمع الدول والقوى، عدا صوت واحد خرج من اسرائيل”.

اقرأ أيضاً: التفاصيل الكاملة لتفاهمات «حماس – دحلان»: ضبط الحدود مع مصر وإجراء انتخابات..

وعن دور ايران قال: “اعتقد ان الايرانيين مع تعزيز الصف الفلسطيني، لان التجربة فيما يخصّ العلاقة الاحادية مع حماس أثبتت فشلها، وبالتالي نحن امام تحديات العامل الاسرائيلي الذي يتحكم بحركة البشر والاليات وحركة التواصل بين القدس والضفة وغزة”.

وختم، جمال أشمر بالتعليق على الايمان باستمرارية هذه المصالحة، بالقول “الاساس هو الموقف الفلسطيني الصلب امام الضغط الاسرائيلي، فالنجاح والفشل يتوقفان على العامل الداخلي، حيث يجب معالجة ملف الموظفين، وملف الاجهزة الامنية، وملف المقاومة الذي لم يناقشه احد، وهو مرتبط بملف الاحتلال، وقد قلنا ايام عدوان غزة، في عز الضغوطات الاميركية والاسرائيلية ان مصير المقاومة مرتبط بمصير الاحتلال”.

السابق
ذكرى 13 تشرين تحلّ وعون رئيسا في قصر بعبدا
التالي
هل يتطور الدور المصري في سورية الجديدة؟