خطاب السيد نصرالله يزج لبنان في الصراع الإيراني السعودي

ما بين تغريدات وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، وخطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، تهديدات ومخاوف وشتائم.

لقد ظهر في خطاب السيد حسن نصرالله يوم أمس الأحد 8 تشرين الأول، أنّ الواقع السعودي المنفتح على القيادات المسيحية اللبنانية والذي تُرجم بالدعوة التي وجهت لكل من رئيس حزب القوات سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل لزيارة المملكة، وما تبعها من شيطنة الممانعة لهذه الخطوة، كان هو المهيمن على مضامين الكلمة، ليترافق ذلك مع ذكر العقوبات الأمريكية الجديدة وتضييق الخناق على كل الكيانات المرتبطة بحزب الله وعلى المصارف اللبنانية.

هذا وكان الوزير السعودي ثامر السبهان قد استبق إطلالة أمين عام حزب الله السيد نصرالله بتغريدة تويترية دعا فيها إلى قيام تحالف دولي لمواجهة الحزب.

وبالعودة إلى ما تضمنته كلمة نصرالله، فإنّ أبرز ما يمكن التعليق عليه فيها، هو عودة “السيد” إلى مرحلة التهجم الخطابي على السعودية، وإلى التهديد بقطع الأيدي، ومحاولة التخفيف من تهويل العقوبات الأمريكية ومن مخاطرها، متمسكاً بالمقابل بالدولة وبالسلم وبمفاصل الدولة على حد قوله.

هذا ولم ينهِ كلمته دون أن يضع السعودية واسرائيل في جهة واحدة إذ اعتبر أنّ “السعودية والكيان الاسرائيلي هما الخطر على الامن والسلام الاقليميين”.

كلام نصرالله الأخير وتعليقات السبهان يضاف إليها ردّ الأخير تويترياً على شتيمة أمين عام حزب الله له بشتيمة مضادة استشهد فيها ببيت شعر هجاء للمتنبي قائلاً: ـ”إذا أتتك من مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل” رفع نسبة التوتر من جديد على الساحة اللبنانية بين السعودية وحزب الله.

في هذا السياق تواصل موقع “جنوبية” مع الصحافي راشد فايد فقال “أنّ هذه التصريحات لن تؤدي إلى عقوبات وهذا الكلام لن يجعل دول مجلس التعاون تتخذ عقوبات بحق لبنان أو بحق حزب الله مباشرة، وخطاب نصرالله هو تعبير عن خوف أكثر مما هو تهديد وفيه تكرار لتهديدات سابقة”.

مشيراً إلى أنّ “هذا الخوف ينطق به نصرالله ولكن الصوت هو صوت إيران”.

ولفت فايد إلى أنّ “هناك عملية سياسية لتطويق إيران بشكل من الأشكال، فزيارة الملك سلمان لموسكو أقلقت إيران، ولذلك قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحه أنّه على دول المنطقة أن لا تقلق من التقارب مع السعودية، وهذه الرسالة كانت موجهة لإيران فالروس يدركون أنّ هناك مخاوفا لدى إيران من تطويقها”.

موضحاً أنّ إيران على المدى البعيد ليست حليفة لروسيا، إذ هناك دول إسلامية ودول إسلامية شيعية في الاتحاد الروسي، وبحسب فايد فإنّ الروس لن يتركوا الموضوع كي يأتي يوماً ويتفاجئون بـ”لبيك يا حسين” في إحدى هذه الدول.

وتابع فايد، واصفاً خطاب نصرالله بأنّه ترجمة لخوف إيران من التطويق، وبأنّه يمثل ردة فعل وإن على مستوى أقل من الخوف – من زيارة رئيس حزب القوات سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل للسعودية، وأنّها محاولة لتشكيل جبهة ضدهم.

ورأى فايد عند سؤاله عن تغريدة الوزير السعودي ثامر السبهان التي دعا فيها إلى قيام تحالف دولي ضد حزب الله، أنّ “كلام السبهان لا يأتي مصادفة وهذا نهج سياسي قررت السعودية أن تتبعه تجاه حزب الله، وأقل ما يمكن أن يفعل حزب الله أمام هذا الكلام هو رفع الصوت فهو بذلك يشد العصب الأهلي والذي من الواضح أنّه أصبح متأذياً من القتال في سوريا ومن الأعداد الهائلة لخسائره في الأرواح”.

ليختم الصحافي راشد الفايد بالقول “التهديد بقطع الأيدي هو نفسه الذي استخدمه نصرالله منذ سنوات في مرحلة المحكمة الدولية، فهو يشعر بضغط دولي وإقليمي ضد إيران، فما سمعناه في خطابه اليوم هو منطق إيراني وهدفه الدفاع عنها، والواقع أنّ حزب الله هو أداة إيرانية رئيسية في المنطق، وبالتالي فإنّ الضغط المباشر هو على طهران وليس عليه”.

هذا وأكّد الصحافي والكاتب السياسي مصطفى فحص لـ”جنوبية” أنّ “لبنان دخل عملياً في مرحلة الكباش الإقليمي والدولي واصبح في مهب لعبة الأمم التي لن يقوى أيّ طرف لبناني مهما بلغت قوته وامكانياته على الصمود طويلا في مواجهتها خصوصاً أنّ لبنان يشكو من انقسام الجبة الداخلية والمقصود هنا ان خيارات بعض اللبنانيين الخارجية كانت خارج إلاجماع لبناني كما حصل في السابق حول المقاومة والقضايا الوطنية الكبرى”. وهذا الموقف له تداعياته الداخلية.

مضيفاً “انطلاقاً مما سبق فإنّ السيد حسن نصرالله قد حذر اليوم من الخلل في الجبهة الداخلية لذلك هو أعلن عن تمسكه بالحكومة ودعمها ونبّه الى ما يشاع في لبنان ويتهم به الوزير السعودي ثامر السبهان من قبل ابواق المحور الإيراني من أنّ هناك ترتيبات سعودية من أجل إسقاط الحكومة وإضعاف موقف حزب الله الداخلي”.

إقرأ أيضاً: زيارتا جعجع والجميّل الى السعودية لرصّ الصفوف بمواجهة حزب الله

ورأى فحص أنّ لبنان سيكون أوّل المسارح في الكباش الأمريكي – الإيراني المقبل، إن صحّت التوقعات وقام ترامب بخطوات باتجاه الغاء بعض بنود الملف النووي أو الانتهاء مما كان يعرف في واشنطن في عهد اوباما بروحية الاتفاق.
موضحاً أنّ “روحية الاتفاق هي عملياً إنهاء دور إيران الإقليمي وهذا يعني أنّ هناك صدام كبير في المنطقة، والسيد حسن في خطابه اليوم بدأ يهيئ جمهوره
والداخل اللبناني أننا سنكون جزءاً من هذا الصدام المقبل الذي سيكون له مضاعفات على لبنان”.

مصطفى فحص

لافتاً إلى أنّه “من بوادر تدعايات الصراع الاقليم على لبنان طلب نصرالله من جمهوره أن يتحملوا العقوبات التي سوف تفرض والتي على ما يبدو ستكون قاسية على لبنان وعلى اللبنانيين وليس على محور حزب الله فقط”.

إقرأ أيضاً: السعودية توجّه رسائل بالجملة لـ «حزب الله»: لن نترك لبنان ينزلق الى «الحضن» الإيراني

وأردف فحص “كلام نصرالله مرتبط بكلام الحرس الثوري اليوم الذي هدد أنّه إذا وضع الحرس على قائمة الإرهاب الأمريكية فإنّه سيشتبك مع الولايات المتحدة الأمريكية على مدى صواريخه، بمعنى أنّها العمق الاستراتيجي للحرس الثوري الذي سيكون حيث تكون صواريخ إيران وبما معناه أيضاً أنّ حدود لبنان الجنوبية هو في مرمى الصواريخ الإيرانية”.

ليخلص بالقول أننا “أمام تحديات كبيرة ولا أحد يستبعد أن يكون هناك عمل عسكري في مكان ما”.

السابق
علي الأمين: لو لم يدعم كل من الأمريكي والاسرائيلي الأسد لسقط منذ زمن
التالي
وئام وهاب: السبهان يتحدث بلغة إسرائيلية