عاشوراء والبصيرة

 ان عدم وجود البصيرة يعني سوق الأمة بكاملها كسياسة القطيع.. نعم أمة بكاملها تساق كما سيق أهل الشام الى قناعة ان علي بن أبي طالب (ع) خليفة رسول الله (ص) زوج البتول (ع) ابن عم الرسول لا يصلي.

أمة وشعب بكامله وهي أمة اسلامية وعندما ضرب الامام علي(ع) بالمسجد قالوا عجيب هل كان علي يصلي. ولذلك ان عدم وجود البصيرة يعني سوق أمة بكاملها الى معسكر الباطل دون ان تعلم ماذا تفعل.

نعم هناك رواية تقول: (يخرج من الدين وهو لا يعلم ان خرج من الدين). وهكذا أهل الكوفة قتلوا سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين (ع) وهم لم يعتقدوا بانهم قد خرجوا من الدين.. لانهم يعبدون الله ويملأون المساجد. والكثير منهم الأن في زماننا يجب ان يراجعوا أنفسهم. نعم بكل صراحه يجب مراجعة تاريخنا المعاصر.. لقد ساعدنا الكثير من الحكام المعاصرين دون ان ندري ونحن نلطم على الحسين (ع) ونصلي ونقول يا حسين نحن سلم لمن سالمك وحرب لم حاربك.

إقرأ ايضا: «الشكّ»… والنقد الديني العلمي

نعم ان الله لا تربطه قرابة مع أحد: (أن اقربكم عند الله اتقاكم). ولذلك قد تكون الأمة عابدة لله تعالى، قد تكون من أهل الاحتياط والدقه قد تكون من أهل الشعائر والمشاعر والعواطف، ولكنها قد تفشل في نصرة الحسين (ع) أو قد تذهب الى معسكر الباطل وتصفق للباطل وهي تبقى على الاحتياط والشعائر والمشاعر وتذبح حسين زمانها.. وهذا تكرر وتكرر.

على سبيل المثال: سجين بغداد يشهد على ذلك سبع سنوات الإمام الكاظم(ع) في السجن، كان شيعته كانوا يذهبون سيرا على الأقدام الى كربلاء للزيارة وحسين زمانهم موجود في السجن.. أليس هذا تاريخنا؟ أين شيعته ؟ فقط كان حارسان على باب السجن لم يذهب أحد ليخلص الإمام (ع) إلا ثلة قليلة قال لهم الإمام (ع) أذهبوا الى بيوتكم أنتم مغلوب على أمركم.

وهارون العباسي في قصر الإمارة في بغداد والشيعة تصفق له والإمام الكاظم (ع) في السجن سبع سنوات، سبع محرمات، سبع اربعينيات، الى ان قتل الإمام ووضعه هارون العباسي على جسر الرصافة، وقال: هذا امام الرافضة. نعم هناك جاءت الشيعة لتشيعه وتلطمه وتنصب شادر.. نعم هذا تاريخنا وواقعة الطف تشهد على ذلك.

إذن لا بد لمن يريد ان يكون مع الإمام الحسين (ع) في ركبه مع نهجه ان يكون اليوم عاشقا أولاّ للشهادة.. لأن الامام الحسين(ع) لم يكن يريد علماء دين بين يديه، بل كان يريد أبطالا قولا وفعلا عشاق للشهادة، ” من كان باذلا فينا مهجته موطن على لقاء الله نفسه هذا فقط فليرحل معنا، ” ان يكون عاشقا للشهادة.. يبحث عن الحق اينما كان ويقاتل الباطل اينما كان.

إقرأ ايضا: الشيخ عباس حطيط: شيعة الحرب السورية بُغاةٌ علينا وعلى غيرنا

نعم: الوقوف الى جانب الحق صعب جدا لا عشيرة ولا قومية ولا حزبية.. أين العشائر في كربلاء هل جاءت عشيرة ونصرت الحسين (ع) الا نفرات قليلة أخذتهم الغيرة والحمية. إذن علينا اليوم ان نعرف حسينا ونعرف شمر زماننا، أما اذا كان ميزاننا ومعيارنان للانسان الحسيني العاشورائي ألفاظ افقط ومشاعر فقط وشعائر فقط، بلا شك هكذا امة قد تزور الحسين وتقبل ضريح الحسين وفي نفس الوقت قد تحمل السيف ضد من ينصر الحسين(ع).

السابق
مصير ارهابيي عين الحلوة قيد البحث في سفارة فلسطين
التالي
بلدية عرجس في زغرتا تنظّم الوجود السوري