عون الى دمشق؟

بشار الاسد

السجال الداخلي الذي دار في الايام الماضية حول العلاقات بين لبنان وسوريا كان بمثابة الدخان الذي من المتوقع ان ينجلي قريبا عن قرار قيام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بزيارة دمشق والتي ستكون الاولى من نوعها منذ إنتخابه رئيسا للجمهورية في نهاية تشرين الاول الماضي, والثانية منذ عودته الى لبنان عام 2005 من منفاه الباريسي بصفته رئيسا لتكتل التغيير والاصلاح وذلك في الثالث من كانون الاول عام 2008. وكان وزير الخارجية جبران باسيل واضحا في موضوع علاقة العهد مع النظام السوري في المقابلة التلفزيونية الاخيرة التي أجراها معه الزميل مارسيل غانم فقال “أن العلاقة السياسية الخاصة بين التيار وسوريا نقوم بها وقمنا بها ولا نستحي بها ولا يلزمها قرار من مجلس الوزراء” وسأل: هل يحق لي القول: “ممنوع ان يلتقي رئيس الحكومة مع هذا الفريق لانه يجرح مشاعر البعض؟”

اقرأ أيضاً: صناعة التاريخ بين جمال و«الأسدَين»!

في معلومات من اوساط قريبة من قوى 8 آذار ان “حزب الله” مهتم بقيام الرئيس عون بزيارة نظيره السوري بشار الاسد وهو ما كان دعا اليه بشكل غير مباشر الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله قبل أسابيع عندما كانت حرب الجرود مشتعلة مع جبهة “النصرة” وتنظيم “داعش” فيما دافعت جبهة “الوفاء للمقاومة” بالامس عن اللقاء الذي جمع الوزير باسيل مع نظيره السوري وليد المعلم في نيويورك.وفي رأي هذه الاوساط ان القوى الحليفة لسوريا وإيران لم تعترض على الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الجمهورية للسعودية والتي كانت أول زيارة يقوم بها خارجيا بعد وصوله الى قصر بعبدا وقد حان الوقت لكي يقوم عون بزيارة دمشق بعدما نضجت ظروفها اليوم.
في لقاء لإعلامي مع مسؤول في “حزب الله” نقل الاول عن الثاني ان هناك قلقا جديا من تداعيات الاستفتاء الذي جرى تنظيمه في كردستان العراق والخشية ان تنجح إسرائيل إذا ما قامت دولة الاكراد ان تصل إسرائيل الى حدود إيران ما يشكل تطورا إستراتجيا غير مسبوق في الشرق الاوسط منذ ولادة إتفاقية سايكس-بيكو عام 1917.

وفي السياق نفسه، يقول خبراء إستراتيجيون ان إسرائيل إذا ما تبنت واشنطن قيام كردستان فإنها ستحقق توازنا مهما مع إيران. فكما أن طهران هي اليوم على الحدود الشمالية لإسرائيل من خلال “حزب الله” ستكون هي على الحدود الجنوبية مع إيران.وعلى هذا الاساس هناك حاجة ماسة لتمتين محور دمشق – بغداد – طهران في مواجهة الحدث الكردي.
تقول اوساط في 14 آذار ان الزيارتيّن اللتيّن قام بهما رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل للرياض في وقت واحد حيث إستقبلهما كلا على حدة ولي العهد الامير محمد بن سلمان هي بمثابة رد سعودي على زيارة عون المرتقبة لدمشق ما يعزز فرضية حصول الزيارة؟

السابق
زنازين الممانعة
التالي
1701 يمنع صيادي جنوب الليطاني من ممارسة هوايتهم