جرائم قتل واغتصاب في لبنان تثير جدلا وعنصرية

جرائم
لا يمر يوم إلا ونسمع فيه بحدوث بجريمة، قتل، اغتصاب،خطف، حرق، وكأن لبنان تحوّل إلى غابة يسكنها شياطين الإنس، فلا تكبلهم قيود ولا يمنعهم رادع عن ارتكاب هذه الجرائم.

لبنانيا، ان طابع هذه الجرائم الاخيرة، أصبح يتخطى الإدانة إلى التعميم والعنصرية، ووسم جماعة كاملة بالاتهامات، وذلك يعود أولاً للوجود السوري في كلّ المناطق اللبنانية ولارتباطه بالجرائم سواء أكان الضحية أم الجاني.
وفي هذا السياق نستعرض جريمتين حدثتا مؤخراً، الأولى وضحيتها السورية دعاء أبو دحلوش التي كانت متواجدة في لبنان بطريقة غير شرعية ودون أوراق ثبوتية والتي توفيت بعدما رمت بنفسها من الفان، اثر قيام المدعو ح . أ. ( مواليد عام 1984، لبناني) بتهديدها باستدعاء القوى الامنية إن لم تمارس الجنس معه.

اقرأ أيضاً: جريمة مروعة في برج البراجنة: بائعة في محل ألبسة تقتل جنيناً!

أما الثانية والتي أحدثت حالة من الغضب في زغرتا في الأيام الماضية فهي جريمة قتل الشابة اللبنانية ريا الشدياق والتي عثر عليها جثة بتاريخ 22/9/2017 داخل منزل ذويها الكائن في بلدة مزيارة. فيما تبين نتيجة التحقيقات والتحريات أنّ الناطور ب. ح. (مواليد عام 1991، سوري الجنسية) الذي يعمل في المنزل منذ نحو ثلاث سنوات هو من قام بالاعتداء عليها وقتلها بعدما طالبها بمبلغ من المال.

هاتان الجريمتان قد لاقتا استنكاراً وغضباً شاسعاً من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنّ هذا الاستنكار تجاوز فعل الإدانة إلى التعميم والتعامل مع مجموعة كاملة بأنّها هي الجانية إن كان على المستوى اللبناني أم السوري.

فهناك من يقول أنّ نسبة الجرائم تزايدت منذ قدوم النازحين، وهناك من يقول أنّ اللبناني عنصري ولا شيء يردعه عن التسبب بالأذى للاجئ.

اقرأ أيضاً: جريمة مروّعة في جنوب لبنان: قتل زوجته وابنته ومن ثم انتحر!

ولكن الحقيقة مخالفة عن ذلك، فالمجرم هو “المدان”، بغض النظر عن جنسيته وديانته وانتمائه، هو وحده من يتحمل المسؤولية لا المجتمع الذي ينتمي إليه سواء أكان لبنانياً أم سورياً.
من هذه الزاوية فقط يجب الإدانة دون تحميل السوريين أو اللبنانيين مسؤولية ما يرتكبه أفراد.

في المقابل وفي سياق هذه الموجة والاتهامات المتبادلة بأسلوب معيب أحياناً، هناك من يدين ابن بلده ويتعاطف مع الضحية دون النظر للانتماء، وهذا ما شهدناه من اللبنانيين الذين استهجنوا ما تعرضت له “دعاء”، كما رأيناه أيضاً عند السوريين الذين طالبوا بإسقاط اشد العقوبات بحق قاتل الشابة “ريا”.

السابق
ماذا ينتظر الأسد في حال إستمرّ في حكم سوريا لسنوات قادمة؟
التالي
عاشوراء بين الأمس واليوم: من شعائر حسينية الى تعبئة حزبية