«وينيّه الدولة»… أول ناشط أمنيّ في لبنان والعالم العربي

كان اللبناني يسأل باستمرار عند وقوع أية مشكلة "وينيه الدولة"، لدرجة بات معها النداء اسما لصفحة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، متخذة هذه الصفحة الاسم نفسه. فمن يقف وراء هذه الصفحة؟  

في حوار مع مؤسس ومدير موقع “وينيه الدولة” مع “جنوبية” لاطلاع القراء على ظروف التأسيس؟ قال: “لا اود الاعلان عن اسمي لما يُشكّل ذلك من خطر من المجرمين عليّ ولأسباب أمنيّة، وحرصا على سلامتي الشخصية”.

إقرأ ايضا: «الزعران» يعتدون على القوى الأمنيّة في محلة الصفير

“كنت أفتش عن اسم ليغطيّ الخلل الذي تقع فيه السلطة الأمنية، اسست موقع بكلفة 500$، اضافة الى كلفة الانترنت الكبيرة بسبب الفيديوهات، مع الكم الهائل من الرسائل والوقت والجهد، فأنا اقضيّ 18 ساعة  يوميا في متابعة الرسائل التي منها الغثّ، ومنها الثمين”.

ويشرح عن نفسه بالقول “انا شاب لبناني في العقد الثالث من العمر، ضاق ذرعا بارتفاع عدد الجرائم المرتكبة في لبنان مؤخرا، فحاول شيئا، وكانت نتيجة البحث هي إنشاء صفحة على “الفايسبوك”، يمكن من خلالها خدمة المواطنين. هذه الصفحة التي تأسست منذ 2013 بامكانيات بسيطة، وهي تعبير عن نقد تقصير القوى الأمنية في أدائها”.

فـ”هناك مئات السارقين دخلوا الى السجون عبر صفحتنا، لكن لا أرقام محددة لديّ حتى الان، فالفيديوهات تصل الى الصفحة مباشرة عبر المواطنين، لان موقعنا بات معتمدا، وكل من يتعرّض للسرقة يرسل لنا فيديو خاص بالحادثة. واكثر مصدر للفيديوهات يأتينا من بيروت، اضافة الى مصادر من شتى انحاء لبنان. ونتيجة متابعتنا نرى ان نسبة الجرائم بهدف السرقة خفت جدا”.

“مما عرّضنا للكثير من المشاكل، صفحتنا شكلت خطرا على السارقين، وسبقنا القوى الامنية في إلقاء القبض على المجرم. ولم يحصل بيننا وبين قوى الامن الداخلي أي اشكال، فعلاقتنا مع شعبة العلاقات العامة في قوى الامن والعقيد جوزف مسلم ممتازة”.
“نحن أشبه ما نكون بجريدة “الوسيط” في عملها الاعلاني، فمن يريد بيع او شراء شيئ ما فانه يقصدنا”.

وردا على سؤال يقول “لم يتصل بنا أحد لاقفال هذه الصفحة، فنحن نوفر على القوى الامنية الكثير من العمل والوقت والجهد، فهم يأخذون الرواتب، ونحن نُحضر لهم المجرمين بالمجان”.
لذا، “لن يطلبوا منا إقفالها أبدا، علما ان هناك اناس يلاحقوننا، لانهم اعتبروا اننا أضررنا بهم، كالمؤسسات التجارية، ولكن الجميع يحترم عملنا، اضافة الى رؤساء الفصائل الامنية. لكني اقضي الوقت الطويل في المخافر”.

فـ”الجرائم خفت بنسبة 99 %، والسارقون والمجرمون بأكثريتهم يتعاطون المخدرات، لذا يستخدمون النشل لشراء المخدر”.
ويرى انه “اول موقع لبناني وعربي يستخدم الفايسبوك لخدمة الامن، نحن صفحة ضد المجرمين والقتلة. وعندما تعرف الناس بعملي أينما أذهب وفي كل مكان، أجد الترحيب الكبير”.

إقرأ ايضا: بعد سرقتها.. صفحة «وينيه الدولة» تعود وتبارك للسارقين وللأحزاب!

فـ”كل المواقع تنشر الاخبار، والنكت، والاغاني، اما  موقعي فهو الوحيد الذي يعرض المجرمين، واللصوص، وتجار المخدرات”.
ويختم بالقول “استطعت ان أثبت نفسي في عالم الإعلام، وليّ الفخر اني عملت قفزة خاصة وجديدة. فأنا من اخترع الصفحات الأمنيّة، وانا اسمي نفسي “ناشط أمنيّ”.

السابق
«الزعران» يعتدون على القوى الأمنيّة في محلة الصفير
التالي
هل يحتل حزب الله الجليل أم تغزو اسرائيل جنوب لبنان؟