«أرانب» بري.. الانتخابات قبل نهاية السنة

عادت الانتخابات لتكون الشغل الشاغل للبنانيين، تجلت أمس باقتراح قانون معجل مكرر قدمه رئيس مجلس النواب نبيه بري لإجراء الانتخابات النيابية قبل نهاية السنة، بعد سلسلة من المواقف التي كان يطالب بها بالانتخابات المبكرة.

توقفت الصحف اليوم عند دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الانتخابية، والتي تمثّلت في اقتراح قانون معجّل مكرّر تقدَّم به بري عبر كتلته النيابية لتقصير الولاية الممدّدة من أيار 2018 إلى 31 كانون الأوّل 2017، وإجراء الانتخابات النيابية وفق القانون الجديد خلال الاشهر الثلاثة المقبلة.

وكان بري قد تلا اقتراحَه في كلمة ألقاها بعد اجتماع كتلة “التحرير والتنمية”، وقال: “إلتزاما بروح القانون الذي يفرض إجراءَ الانتخابات بأسرع فرصة نتقدّم باقتراح قانون معجّل مكرّر لتعديل المادة 41 من القانون 44 فتنتهي ولاية مجلس النواب الحالي في آخر العام هذا، أي في 31 كانون الاوّل، على أن تجري الانتخابات قبل هذا التاريخ”، وأضاف: “تبنّيت موضوع التمديد عندما كان هناك مبرّر لكن اليوم لم يعد هناك مبرّر، ونحن نتقدّم بمشروع قانون لتقليص ولاية مجلس النواب، واقتراح القانون الذي تقدّمت به سيقدَّم في الجلسة المقبلة وليس جلسة الغد”.

إقرأ ايضًا: مجلس الوزراء يقرّ البطاقة البيومترية.. والكلفة 133 مليون دولار!

لفتت “الجمهورية” إلى أن الواقع السياسي إنضَبط اعتباراً من ظهر أمس، على إيقاع العاصفة الانتخابية التي هبَّت من عين التينة، وأحدثت دويّاً كبيراً ومفاجئاً للوسط السياسي الذي غرقَ في إرباك تجلّى في الهروب من إبداء مواقف واضحة من اقتراح بري، وفي سحابةٍ كثيفة من علامات الاستفهام حوله، وحول السر الكامن خلف إطلاقه في هذا التوقيت بالذات، وما إذا كان جدّياً أو مناورة سياسية.

وبحسب أجواء عين التينة لـ”الجمهورية”، فإنّ اقتراح بري لم يُطرَح من باب المناورة أو المزايدة، بل من باب الموضوعية والمصلحة الوطينة، وبالتالي هو نهائي ولا رجعة عنه، وسلكَ مسارَه في اتّجاه تسجيله في قلم المجلس النيابي، وطالما إنّ مضمونه أعلِن، فهذا يعني أنّ الكرة أصبَحت في ملعب القوى السياسية الممثّلة في المجلس والتي يفترض أن تستجيب، خصوصاً وأنها في غالبيتها نادت برفض التمديد.

إلى ذلك، أوضح قريبون من بري لـ”الجمهورية”  بأنّ الوقت المتبقّي لإجراء الانتخابات ربطاً بالاقتراح المقدّم، هو 3 أشهر حتى آخر 31 كانون الاوّل، وهذه المدّة كافية لإجراء الانتخابات، خصوصاً أنّ كلّ القوى جاهزة أصلاً للاستحقاق، ثمّ إنّ وزارة الداخلية لطالما قالت إنّها على جهوزية تامة ، ما يعني أنّنا لسنا أمام حالٍ اسمُه ضيقُ الوقت.

في المقابل، رأت “الديار”أنه وفي الشكل، شكّل قرار الرئيس نبيه  بري، “رسالة” الى من يعنيهم الامر حيال جديته في مقاربته للملف الانتخابي، وبحسب اوساط بارزة في 8 آذار، فان الرئيس بري ينطلق من دعوته  هذه من عدة اعتبارات داخلية وخارجية: الأول، يريد “قطع الطريق” امام اي محاولة لتمديد جديد للمجلس النيابي، في ظل محاولات البعض الايحاء بأن هذا الاحتمال لا يزال قائما من خلال خلق تعقيدات لوجستية.

الثاني، يرتبط “بقطع الطريق” امام رغبة التيار الوطني الحر وتيار المستقبل باجراء تعديلات جوهرية على القانون القائم بعد ان ثبت لهما “بالوجه الشرعي” ان في القانون ثغرات لا تتناسب مع حساباتهما الانتخابية.

الثالث، يتعلق برغبة بري في اعادة تصويب الامور الداخلية في ظل “الميوعة” السياسية التي وصلت الى حدود الاستهتار بمتابعة ملفات داخلية اساسية.

الرابع، يرتبط بالتطورات الاقليمية المتسارعة وخصوصا في سوريا، وهنا يرغب بري في اتمام الاستحقاق الانتخابي بأسرع وقت ممكن، اذا كان ذلك متاحا، رغبة منه في فرز سياسي للقوى الداخلية بما سينعكس حكما على تشكيلة الحكومة.

دعوة بري تحت مجهر المواقف

تفاوتت آراء بعض الكتل والشخصيات السياسية حول دعوة الرئيس بري، فمنها كانت مؤيدة، وأخرى اعتبرتها لن تحدث تغييراً.

أشارت اوساط تيار المستقبل لـ”الديار”الى ان خطوة بري جزء من “اللعبة” السياسية المعتادة في البلاد، ولكنها لن تؤدي بطبيعة الحال الى “مشكل” سياسي لا يرغب به أحد، فالجميع يدركون انه لا يمكن حصول تعديل في موعد الانتخابات دون توافق سياسي بين جميع الافرقاء.. وسيكون الحريري واضحا في مقاربة هذا الموقف عندما يحصل نقاش جدي ومباشر في موعد قريب مع االرئيس بري الذي طالما ابدى حرصه على ضرورة عدم اضعاف تيار “الاعتدال” في الشارع السني، فهل ثمة معطيات اقليمية تستوجب هذا الانقلاب في الموقف؟

إقرأ ايضًا:  التراضي في عقد البطاقة البيومترية يثير خلافات وشكوك

في المقابل، استبعدت اوساط سياسية بارزة في 8آذار لـ”الديار” هذا الامر، وتعتقد ان بري يدرك جيدا ان “البدائل” غير جاهزة، وهو لا يريد استهداف “المستقبل” ، وبالتجربة ثبت ان “كحل” سعد الحريري افضل بكثير من “عمى” غيره….

اعتبرت اوساط التيار الوطني الحر لـ “الديار” ان “رسالة” بري غير موجهة لها، لان رئيس “التيار” جبران باسيل كان من اوائل الذي طالبوا بتقريب موعد الانتخابات اذا ما ثبت ان انجاز البطاقة البيومترية غير قابل للتحقق في موعده، كما ان رئيس الجمهورية ميشال عون كان واضحا في مقاربته للمسألة، وبرأي تلك الاوساط، فان بري لم يأت بجديد وهو يتبنى اليوم موقف التيار الوطني. لكن هل الرئيس بري جاد ام يريد فقط تسجيل نقاط على الاخرين؟

لفتت”الديار” إلى أن حزب الله من جهته جاهز لخوض الانتخابات في اي توقيت، الثابتة الاساسية هي ان الحزب ضد اي تأجيل لهذا الاستحقاق، ومع اجراء الانتخابات في موعدها، ولا مانع من  تقريبها ايضًا.

قال الرئيس نجيب ميقاتي لـ”الجمهورية”: “نُثمّن اقتراحَ الرئيس بري، وأعتقد أنّه نابعٌ من حِرص شديد على الحياة النيابية وتجديدها، وهذا الاقتراح هو محلّ قبول لدينا. وإذا كانت الانتخابات النيابية ستجري في فصل الشتاء.

 

 

السابق
متحرّش ستيني في الصرفند بطفلة
التالي
قطر داخل قدر الضغط