العلاقات الإماراتية – الإيرانية يحكمها الموقف السعودي!

ايران
ما الجديد على خط العلاقات الإماراتية – الإيرانية؟ وهل ممكن أن يتطور التوتر بين الجارتين اللتين تربطها علاقات تاريخية؟

على خط العلاقات الإيرانية – الإماراتية المتوترة مؤخراً وصف رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، محسن رضائيإن، الإمارات المتحدة بأنّها “برج من ورق، ينهار حتى بدون صواريخ”.
وجاء تصريح رضائي، في تغريدة له عبر”تويتر” يوم أمس (الأحد)، رداً على تصريحات عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي الأسبوع الماضي، والتي قال فيها ”إنّ جزءاً من حل الأزمة في سوريا يتمثل في خروج أطراف تحاول أن تقلل من سيادة الدولة السورية، وهنا يمكن أن أتحدث بوضوح عن إيران وتركيا”. وجاء هذا التصريح خلال مؤتمر صحفي جمعه مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف في أبو ظبي وذلك وفقا لوكالة أنباء فارس الإيرانية.

اقرأ أيضاً: العلاقات الإيرانية – السعودية: تقاربٌ ديبلوماسي يقابله تصعيد في الساحات

كما أنّ المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أكّد أن ما صرّح به وزير الخارجية الإماراتي حول الدور الإقليمي الذي تلعبه إيران “غير صحيح وغير بناّء”. معرباً عن أسفه بأنّ أبوظبي ارتكبت خلال السنوات الأخيرة العديد من المغامرات التي تخطت بها إمكانياتها الحقيقية وأثارت مشاكل كثيرة في المنطقة. مشيراً إلى أنّ الإمارات قد شاركت في حرب اليمن وحاولت أن تحتل قسماً منها كما أقدمت على التدخل في ليبيا إضافة إلى قيامها بتحريض بعض دول المنطقة لفرض حصار وحظر على دول أخرى. داعياً إياها للتوقف بحسب وكالة الأنباء الإيرانية “إيرنا”.

وفيما تعد العلاقات بين الدولتين الجارتين إيران و‌الإمارات العربية المتحدة تاريخية. إذ تربط الدولتين علاقات دبلوماسية وتجارية إضافة إلى الروابط الاقتصادية الوثيقة بينهما.
يأتي هذا التوتر القديم المستجد، في وقت نشهد فيه تقاربا بين المملكة العربية السعودية وإيران مع الإعلان عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إضافة إلى ذهاب الحجاج الإيرانيين هذا العام، لأداء مناسك الحج وإستقبال السعوديين الحافل لهم.

وفيما يتعلّق بالعلاقات الإيرانية – الإمارتية التي تشهد تارة تقارب وتارة أخرى تباعد بحسب المصالح والظروف التي جعلت من كلا البلدين “أعدقاء”. سيما أن الإمارات خلف السعودية في العموم ولا تخرج عن موقف المملكة.
لكنّ في الوقت نفسه هناك مصالح مشتركة مع الإيرانيين منها التجارية والصناعية، كما أنّ الشركات الإيرانية لها وجود كبير في الإمارات. ووفقا لما ذكره مجلس الأعمال الإيراني المحلي فإنّ حوالي 8،000 من التجار والشركات التجارية الإيرانية مسجلين في الإمارات.
ويقدر أن الإيرانيين يمثلون حوالي 10 في المائة من سكان دبي الذين يبلغ عددهم 2 مليون. وقد تضاعفت التجارة بين البلدين إلى 12 مليار دولار من عام 2005 حتى عام 2009. كما أن صادرات الإمارات إلى إيران أكبر بأربع مرات من وارداتها من إيران.

إلا أنّه في المقلب الآخر، لا تخفي الإمارات إنزعاجها من إيران التي تلعب دوراً كبيراً بدعم الإخوان المسلمين وتشكيل تيارات سنية تعتبرها الإمارات تشكل خطرا عليها. فكانت الإمارت في مقدمة الدول التي تحالفت مع السعودية قبل أشهر وقد إعتمد مجلس الوزراء الإماراتي قائمة تضم عدداً من التنظيمات الإرهابية من بينها جماعة الإخوان المسلمين، وتنظيم القاعدة، ز(داعش) وحركة الحوثيين في اليمن، وحزب الله السعودي في الحجاز، وحزب الله في دول مجلس التعاون الخليجي، وغيرها من الجماعات التي ترتبط بإيران. هذا عدا عن إعلانها عن القبض على خلية تابعة لحزب الله.
وعلى الرغم من هذه التدابير التي اتخذتها الإمارات إلاّ أنّها لا تستطيع الذهاب في المواجهة مع إيران إلى النهاية، بَيْد أنّهم في اللحظة التي يتحسسون فيها بالخطر لا يتوانَون عن توجيه سهامهم. لكن الإمارات تعلم جيدا أن لا مصلحة لديها في التصعيد بشكل كبير نظرا للمصالح التي تربطها بإيران.
كما أنّ الخلاف بين البلدين على الجزر الثلاث في الخليج العربي (أبو موسى، و‌طنب الكبرى، و‌طنب الصغرى) لم يكن عائقا أمام تطور العلاقات بينهما وهو ما يفسر أيضًا موقف الإمارات بعدم التدخل في البرنامج النووي الإيراني. كما أن الإمارات قد شكلت في مرحلة الحصار الذي فرض على إيران ممراً منعشا من ناحية العمليات التجارية والإستثمارات.
غير أنّه في مثل هذه المعركة التي تشكل السعودية طرفاً فيها لا تستطيع الإمارات أن تنأى بنفسها سيما أنها تخوض مواجهة ضد قطر وتركيا والإخوان المسلمين.

 

السابق
من الوزاني إلى الزهراني «ما في ولا لمبة»
التالي
ندوة بتوقيع «أمم للتوثيق والأبحاث» و«منتدى صور الثقافي» زلّات الذاكرة اللبنانيّة