الحاج حسن لـ«جنوبية»:الرقص على أوجاع الأهالي مؤلم والتحقيق الدولي يسلك طريقه إلى الكونغرس

ملف العسكريين، ومعاناة الأهالي.. والنهاية الأليمة، ماذا يقال شقيق الجندي الشهيد علي الحاج حسن لـ"جنوبية"؟

«الرقص على أوجاع أهالي العسكريين مؤلم أكثر من الجريمة بحد ذاتها، وبالتالي نحن لم نلتمس أي انتصار حتى نقول أنّ هناك احتفل ممكن أن يقام باسم هذا الانتصار».
بهذه الكلمات يعلق الشيخ محمد الحاج حسن شقيق الجندي الشهيد علي الحاج حسن في حديث لـ”جنوبية”.

ليؤكد أنّ “الانتصار الذي تكون نتيجته استعادة رفات العسكريين ومغادرة القتلة بباصات مكيفة والابتسامة على وجوههم يشكل مقتلة جديدة للأهالي”.

يلفت الحاج حسن إلى أنّ ما حدث قد شكّل صدمة لهم ولم يكونوا يتوقعونه، إذ كانوا – بحسب كلامه – يتوقعون أن يشهدوا محرقة للمجرمين والقتلة والدواعش.
يضيف لموقعنا “تفاجأنا بأنّ الأمور كانت كلّها مرتبة وتمّ أخذ الدواعش إلى مكان آخر ربما لاستخدامهم في مكان آخر في مهمة أخرى وهذا ما سنتبينه في التحقيقات”.

يشدد شقيق العسكري الشهيد أنّهم غير معنيين في بدعة الانتصار الوهمي المزعوم، لأنّ ما كان يجري في جرود عرسال – بحسب رأيه_ هو مسرحية مخزية مسرحية أهانت الوطن بكل مؤسساته وعلى رأسهم قيادة الجيش.

مشيراً إلى أنّ المطلوب الآن تحقيقات واسعة.

وعند سؤاله عن التحقيق الدولي الذي ذكره وقال أنّه بدأ بالتحرك، يوضح الحاج حسن أنّه “يوم أوّل أمس انطلق الملف من الولايات المتحدة الأمريكية وهو يسلك طريقه باتجاه الكونغرس الأمريكي على أمل أن يصدر في أسرع وقت قرار يطلب بموجبه من هيئة الأمم المتحدة فتح تحقيق أممي كون المعركة مع داعش هي معركة أممية”.

مضيفاً “أوجه هنا التحية للأمريكيين تحديداً الذين فعلوا بالدواعش المغادرين من الأراضي اللبنانية ما خجل أن يفعله أي طرف لبناني بحقهم”.

يتحدث الحاج حسن عن الباصات الخضر بألم معلقاً ” هذا المشهد حرق قلوب الأهالي جميعم”، ليتابع “هذا المشهد أعادنا لأن نفكر ملياً في الجهة المسؤولة عن خطف وعن الأهداف التي من أجلها تمّ خطف العسكريين، إضافة لكل ذلك فإنّ داعش بأدبياتها لا تخجل عندما تعدم عسكري من عرض طريقة الإعدام”.

متسائلاً “ماذا يعني أن يعدم هؤلاء العسكريين بهذه السرية، وماذا يعني أن يخرج علينا البعض ومنهم الإعلامي مارسيل غانم الذي قال أنّه منذ عام قد وصله رابط وصور عن طريقة الإعدام”.

ليردف “إن كان هناك ملفات مصورة تثبت عملية الإعدام لماذا تركوا الأهالي في الشوارع لماذا لم يواجهوا فيها الرأي العام، قضية العسكريين ليست قضية عائلات هي قضية وطن”.

يؤكد الحاج حسن أنّ الجرح كبير والألم أكبر، ولكن الذي يطالبون به حالياً هو أن يساق إلى التحقيق كل من صرّح أنّه يملك معلومات وصور، وأن تتم مطالبة هؤلاء بتقديم ما لديهم وسؤالهم عن سبب الصمت وعن الجهة التي أرسلت إليهم الصور.

ينتقد شقيق الجندي الشهيد الأداء السياسي في الملف قائلاً “كنا نتمنى على دولة الرئيس سعد الحريري بعد ما حدث في مهزلة الجرود أن يقول «أعلن استقالتي من رئاسة الحكومة احتراماً لمشاعر الأهالي”، لا أن يضع خطوطاً حمراً على الرئيس تمام سلام مع محبتي واحترامي له ولكن المطلوب إجراء تحقيق»”.

مضيفاً “أنا لا أحمل الرئيس تمام سلام وحده مسؤولية ملف العسكريين هناك سلطة كانت قائمة يجب أن تتحمل المسؤولية والآن هناك سلطة حالية عليها أيضاً أن تتحمل مسؤولية ما جرى في الجرود”.

 

 

يسأل الحاج حسن بصوت عالٍ “هل حقاً هناك معركة حصلت في الجرود؟ مع من؟”، ليردف “هذه المعركة كنت قد قلت عنها في أول تعليق لي على الموضوع «انتهت مهمة دواعش مملوك والبضاعة استردت إلى أصحابها» هذا هو التوصيف الحقيقي”.

الحاج حسن يوضح أنّ المعركة الآن بدأت، وأنّ ما سبق كان محطة انتظار، أما الآن فمعركة استعادة كرامة العسكريين قد انطلقت، أما بالنسبة للجثث – فبحسب كلامه- على الدولة أن تقول لهم كيف استرجعت.

إقرأ أيضاً: حسين يوسف لن يفرض حزنه على «المنتصرين»: غارة «التحالف» تعزينا

يرى الحاج حسن أيضاً أنّه “كان يجدر على القصر الجمهوري أن يفتح صالون الشرف وأن يستدعي عائلات العسكريين، وأن يجمعهم هناك ويخبرهم، لا أن يجمعهم في خيمة في الشارع ومن ثم يرسل اللواء هعباس ابراهيم ليخبرهم أنّ النهاية ماساوية.أهالي العسكريين لديهم كرامتهم”.

لافتاً إلى أنّ “هناك شيء ما غامض، ليفكوا اللغز، أنا سأقولها بكل وضوح أنّه في حال سلك قرار التحقيق الدولي في أحداث 2 آب 2014 وما جرى في 19 آب في عرسال، فإنّ كل متواطئ وكل متورط في ملف العسكريين ستهتز كرسيه”.

يتابع الحاج حسن مؤكداً أنّ “كان الأجدر بنا أن نرى الدولة تحترم عسكرييها فتفتح تحقيقات جديدة بعيداً عن تراشق التهم”. مضيفاً “بالنسبة لي هناك قيادة جيش مسؤولة عن العسكر وهذه القيادة كما يقال لديها سلطة سياسية تعطي القرار. المطلوب اليوم من العماد جان قهوجي أن يحمي شرفه العسكري وأن يعلن من طلب منه عرقلة الموضوع وفي نفس الوقت ليقول الرئيس تمام سلام من الذي عرقل الملف في مجلس الوزراء وهذا ليس بلغز فتصريح محمد رعد ما زلنا نسمعه”.

إقرأ أيضاً: الشيخ محمد الحاج حسن: ما عاد ينفع الحكي.. يا خيي

يرى شقيق العسكري الشهيد أنّ العار الأكبر هو في الموقف الذي صدر يوم أمس من القصر الجمهوري والذي قال أنّ الجيش اللبناني وحده هو الذي حقق انتصاراً على الدواعش في جرود عرسال. موضحاً “أنا أتمنى ألاّ يحمي سيادة الوطن إلا الجيش اللبناني ولكن الحزب يصدر التقارير والصور التي تناقض كلام الرئيس .من نصدق؟ وما شعورهم الآن والطيران الأمريكي قد حاصر الموكب الذي انطلق من جرود عرسال”.

متوجهاً إليهم بالقول “أنتم تركتم الدواعش يذهبون بابتسامة بينما الأمريكي الذي توظفونه على أنه عدو لنا انتقم للشهداء وبرّد قلوبهم عوائلهم”.

هذا ويلفت الحاج حسن إلى أنّه يتقبلون التعازي حالياً، إلا أنّ قصة العسكريين ونهايتها لم يأخذوها بعدها بجدية، مبيناً أنّهم ما زالوا بانتظار بيان الجيش واستلام الجثث ليسلموا حينها بالأمر الواقع.

ليختم قائلاً “الذين شاهدوا الباصات الخضراء وهي تغادر لينظروا في الوقت نفسه إلى دموع الأمهات.. ألا يشعرون بالخجل؟”.

السابق
لا يليق بالسيد حسن نصر الله أن يروج أضاليل واهية
التالي
اسرار الصحف ليوم الخميس 31 آب 2017