أين «أمل وحزب الله» من جريمة إخفاء الامام الصدر؟

ذهب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الإمام موسى الصدر للمشاركة في احتفالات "ثورة الفاتح من سبتمبر"،تلبية لدعوة معمر القذافي فأخفي فيها ولم يعد حتى اليوم. فماذا حصل بعد ذلك؟

يعتبر31 آب، في أجندة حركة أمل يوما حزينا. ففي مثل هذا اليوم منذ 39 عاما انقطع الاتصال وغاب مؤسسها الإمام السيد موسى الصدر في ليبيا ولم يعد يسمع جمهوره الشيعي العريض نبرة خطاباته القوية الهادرة، المطالبة برفع الحرمان عنهم بلكنته الفارسية المميزة.

إقرا ايضا: أعلام حركة أمل وشعارات «الصدر» في معقل حزب الله: الضاحية تتحول إلى خضراء!

أربعة عقود مرت ولا جواب على التغييب الذي حلّ خلاله مشاكل كثيرة وملفات معقدة، والاهم ان المتهم الاساس أيّ معمر القذافي رحل آخذا اسرار هذه العملية معه.

أسس موسى الصدر”حركة المحرومين”، و”حركة أمل”، والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وعدد من المؤسسات الخاصة بالطائفة الشيعية، مواجها الحرمان الذي عاشه الشيعة في لبنان. وأعلن معارضته لسياسة السلطة اللبنانية آنذاك، وللحرمان القائم في كل من الجنوب والبقاع وعكار.

حينها كان الشيعة مشتتين، جاء موسى الصدر، ابن بلدة شحورالجنوبية، ليعيد رصّ صفوفهم، وكانوا مغبونون في دولة طائفية تعيش على التقسيم. وكانت الزعامات، كآل بيت الأسعد، وآل عسيران، وآل الخليل، وآل حمادة وآل حيدر هي التي تتحدث باسم شيعة لبنان من بقاعه الى جنوبه دون ان تقف على مطالبهم.

بدأت رحلة الصدر إلى الجماهيرية الليبية. في 25 آب 1978، ففي ذكرى الثورة الليبية، حيث جاءت الدعوة عبر الرئيس الجزائري هواري بومدين، الذي تربطه علاقة قوية بالصدر، فسافر ملبيا الدعوة مع كل من الشيخ محمد يعقوب، والصحافي عباس بدرالدين، إلى طرابلس الغرب. ومنذ ذلك الحين اختفى الثلاثة. وبدأت دوامة كان ظنها من خطط للخطف انها قد تضعف الشيعة وتعيدهم الى ما كانوا عليه قبلا. لكن اخفاء الصدر جاء ليخرج الشيعة الى الملأ من قمقمهم.

وكأمين عام مؤقت انتخب الرئيس حسين الحسيني بديلا من السيد موسى الصدر، بعد شهر من عملية اختطافه نزولا عند رغبة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين حينها. وذلك بحسب موقع “المدن”.

واليوم، تمرّ الذكرى الـ39، ولا معلومات حول مصير الصدر فلا تزال ملابسات اخفائه غامضة، رغم سقوط القذافي، فجميع التصريحات بهذا الشأن متناقضة.

حيث أدلى عدد من مسؤولي النظام  الليبي السابق بتصريحات حول ما يعرفونه عن مصير الصدر، وآخرها ما أدلى محمد إسماعيل مستشار سيف الإسلام القذافي بتصريح لـ”نيويورك تايمز” قال فيه إن “الإمام موسى الصدر قتل بعد مشادة مع العقيد القذافي، وأن جثته ألقيت في البحر، وإن السلطات الليبية كذبت حين قالت إنه غادر ليبيا”، وذلك بحسب (RT).

علما أن نجل القذافي هنيبعل، المسجون في لبنان، لا معلومات لديه هو وأخوته عن الجريمة. كما تبين، وقد نُقل ان عبد السلام جلود، “الرجل الثاني” في ليبيا، والمقيم حاليا في إيطاليا، هو المسؤول عن عملية الإخفاء الشهيرة.

ولا تزال القضية من دون نهاية رغم مرور 39 عاما، رغم الجهود التي بُذلت بعد سقوط نظام القذافي، فحالة الفوضى التي تشهدها ليبيا تمنع أية محاولة للكشف عن ملابسات عملية الاخفاء الخطيرة هذه.

ويبقى لافتا ان حركة أمل بعد ترؤوسها من المحامي نبيه بري، استحدثت منهاجا جديدا وخطا مذهبيا صرفا بعد ان كانت لبنانية وطنية في خطاب الصدر، اما فيما يخصّ حزب الله الطرف الشيعي الثاني في لبنان لم يتعرّف على فكر السيد موسى الصدر الا حديثا حيث تبيّنت افكاره المدنية في كثير من كتاباته وبعد ان اعادت طهران اكتشافه من جديد في عصر الرئيس محمد خاتمي.

ورغم خروج الجهتين الشيعيتين الكبيرتين أمل وحزب الله عن خطه الذي رسمه لناحية الفكر والممارسات العملييين والدفاع عن الفقراء والمحرومين والمستضعفين، الا انهما استفادا من افكاره لجهة مقاومة اسرائيل نظرا لوعيه المبكر للخطر الاسرائيلي وللخطرالطائفي.

إقرأ ايضا: هل تنكرت حركة أمل لفكر الإمام الصدر؟

ويظهرالامام الصدر كأنه يعيش اليوم بيننا، حين نستعيد نصوصه السياسية والوطنية.. ما يطرح التساؤل التالي: كم كان نظره ثاقبا؟ فهل ان اخفاءه يعود لرياديته ولنظرته السبّاقة السبّاقة للاحداث بزمن طويل؟

السابق
بالصورة: هذا هو الإيراني الذي فاوض عليه حزب الله في الجرود
التالي
حسين يوسف: أطالب بإعدام المتهمين بقتل أبنائنا في سجن رومية!