تقارب «المردة» – «القوات».. كيدية في وجه باسيل؟

ا الذي يجمع بين تيار المردة والقوات اللبنانية؟

أخذ  التقارب المُستجد بين تيار المردة والقوات اللبنانية حيّزاً كبيراً من النقاش السياسي على الساحة اللبنانية، وذلك بعد سلسلة الزيارات قامت بها “القوات” الى بنشعي، واخرها زيارة الوزير يوسف سعادة بإسم المردة معراب، للقاء سمير جعجع  بحضور ممثل “القوات” في اللجنة المشتركة بين الحزبين طوني الشدياق. وقد حملت هذه الزيارة طابع خاص سيما انها تحصل للمرة الاولى في معراب وحى أنه مجرّد حصول اللقاء هو “الحدث” بغض النظرعن المضمون الذي تم تناوله بين الطرفين.

واللافت ان اللقاء لم يكن سري إنما أخذ الطابع الرسمي عبر إصدار المردة بيانا حول مضمون اللقاء  جاء فيه أن “الطرفان لتطور العلاقة بينهما، إضافة الى تناول أبرز المواضيع الحالية في لبنان”.

إقرأ ايضًا: هل من تحالف انتخابي بين المردة والقوات قريب

سلسلة اللقاءات هذه فتحت الأسئلة في الكواليس السياسية عن خلفيات هذا الإنفتاح وعما إذا كان سينتج عنه تحالفات انتخابية من جهة وان كان سيطيح من جهة أخرى  بـ”تفاهم معراب” المهدد بفعل خلافات التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية حول ملفات التعيينات والكهرباء.

 

وعلى الرغم مباركة التيار الوطني هذا التقارب، بعض الأوساط تتحدث عن “كيدية سياسية ” وراء هذا التقارب، وأن جعجع يريد بذلك توجيه رسالة قاسية للعونيينلامتعاضه من أداء رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، اما المردة فليس خافيا على احد القطيعة بينها وبين التيار الوطني وخصوصا باسيل. وبالتالي ما يجمع العدوان التاريخيان الرغبة في إستفزاز صهر الرئيس.

 

وفي هذا السياق، أجرت “جنوبية” حديثًا مع رئيس جهاز الإعلام والتواصل في “القوات اللبنانية” شارل جبور الذي أكّد أن لا شيئ مستجد بشأن التقارب بين المردة والقوات، “فبالنسبة لنا الأولوية بناء علاقات طبيعية مع معظم القوى السياسية خصوصا ان المردة شريك في الحكومة اللبنانية”.

وأضاف “صحيح ان العلاقات التاريخية بين الطرفين سيئة والتي تحولت إلى دموية في الحرب اللبنانية إلا أن إتفاق الطائف جاء ليضع حداً لمرحلة الإقتتال وأسّس لمرحلة جديدة لكن الوجود السوري حال دون إجراء مصالحات بين القوى السياسية بل تقصّد بناء حواجز على قاعدة فرّق تسد”.

والإعتباران الأساسيان لتقارب المردة – القوات هو اولا طي صفحة الماضي وثانيا تحييد الملفات الخلافية إن كان لجهة العلاقة مع سوريا أو الموقف من سلاح حزب الله المرفوض بالمطلق بحسب ما شرح جبّور. وتابع “العمل جار على الحرص إلى عدم جعل الملفات الخلافية تعطل التوافق بين الفريقين سيما أنه كما هناك اختلافات هناك أيضا تقاطع في الرؤية بين المردة والقوات  في عدة ملفات داخل الحكومة كملف الكهرباء على سبيل المثال “.   إلّا أنه شدّد على أن “هذا لا يعني أن القوات مستسلمة للأمر الواقع، إنما ستظل على موقفها إزاء الاسح الغير الشرعي حتى تستعيد الدولة تأثيرها قوتها”.

إقرأ ايضًا: جعجع: فرنجية 8 آذار أصلي بينما عون 8 آذار تايواني

إلى ذلك اشار جبّور أن “القوات لم تُرد أن يكون التواصل مع المردة بواسطة طرف آخر بل لجأت إلى التواصل معها بشكل مباشر وهذا يفتح الباب امام تحالفات وتمديد للقواعد ويساهم ايضا وتنفيس الإحتقان وهو ما يفتح الطريق امام جميع الخيارات سيما أن تيار المردة قوى مسيحية لديها وجودها في لمنطقة معينة لذا يجب أن يكون هناك بالتالي تحالف وانفتاح عليها “. لافتا إلى أن هذا لا يعني هناك تحالف انتخابي محسوم ولا يعني أن هناك لقاء بين الرئيسين جعجع وفرنجية محسوم ولا حتى يعني انهيار ورقة تفاهم”.

وفي سؤالنا عما إذا كان هدف المردة والقوات “الكيدية” السياسية نظرا لخلاف الأخيرة مع التيار الوطني الحر أكّد جبور أن “القوات لا تبني علاقة على علاقة أخرى، إنما تحرص على الانفتاح على جميع القوى المسيحية، فالعلاقة مع التيار الوطني استراتيجية وقد نحجت بإحداث خروقات في عدة ملبفات منها الرئاسة والانتخاب”. مشيرا إلى أن “الانفتاح ضروري للمحافظة على التوازن في البلاد  ولكن هذا لا يعني التطابق مع الفريق الآخر في جميع المواقف وبإدارة الشأن العام”.

وخلص بالقول “لا يجوز أن تؤثر الخلافات ببعض الملفات على العلاقات السياسيةـ فالعلاقة مع التيار له حيثياته كما ان التقارب مع المردة له ظروفه”.

السابق
خطوط حمر دولية حول التوازنات اللبنانية: لبنان لن يكون تحت الوصاية الإيرانية!
التالي
فارس كرم: الله يحمي بشار الأسد!