عوامل انهيار «داعش» في لبنان

خطر داعش، هذا الوهم الذي امتد على 3 سنوات انهار في ثلاثة ايام.. كيف؟

أكَّد مصدر عسكري لبناني أنّ تقدّم الجيش السريع حصل نتيجة عوامل عدّة، ابرزها التحضير الذي تمَّ طيلة الفترة الماضية، ووضع خطة مدروسة، حيث لم يتأثّر الجيش بالضغط الذي حاول البعض ممارسته عليه. اضافة الى تصميمُ الجيش على إنهاء الظاهرة الإرهابية، والغطاءُ السياسيّ الداخلي الذي أعطيّ للجيش، إضافةً إلى الثقة الدولية بأدائه. ومفاعيل الدعم الغربي للجيش، حيث إنّ الأسلحة الأميركية ذات أهمية في الحرب الدائرة، اضافة الى أبراج المراقبة التي بناها البريطانيون والتي ساهمت في كشف مواقع الإرهابيين.

إقرأ ايضا: داعش في الموصل: «فص ملح وداب»

كما أكّد المصدر بحسب جريدة “الجمهورية” على تقهقر قوّة “داعش”، حيث إنّ استراتيجية الجيش في ضرب تحصينات الإرهابيين وشلِّ حركتِهم ساهمت في انهيارهم السريع، مقابل سلاح الطيران الفاعل في اليومين الأوّلين من المعركة. وبحسب مصادر متابعة، أن اليوم، سيكون اليوم الأخير للعملية العسكرية، حيث ستُعلَن نهاية المعركة، على أن تستمر عملية تنظيف المناطق المحرَّرة.

لكن مصادر أخرى، رفضت تحديد سقف زمنيّ لانتهاء العملية، واشارت الى أنّها قد تنتهي اليوم أو غداً أو بعد فترة، وهذا رهن بتطور مسار المعركة، والقضاء على “داعش”. ويبقى مصير العسكريين المختطفين رهن المجهول مما قد يعيق طريق الحل لهذه القضية الانسانية. وقد احتل “داعش” الجرود منذ العام 2014، وساهم من خلال احتلاله هذا بارسال العديد من السيارات المفخخة الى كافة المناطق في لبنان.

اضافة الى اختطافه عددا من العسكريين الذين لا زالوا مجهولي المصير. ورغم اختطاف التنظيم الارهابي لأحد المسؤولين فيه، اضافة الى استسلام عدد من عناصره لحزب الله في القلمون السوري الا ان المفاوضات لم تبدأ بعد.

وكانت سرت معلومات في اليوم الاول للمعركة عن العثور على جثث في احد مواقع “داعش” في الجرود اللبنانية، بحسب ما نقلت قناة “أم تي في” اللبنانية، الا ان الخبر كان نوعا من سبق صحفي، ادى الى التلاعب باعصاب الاهالي الذين يعانون منذ ثلاث سنوات نتيجة انقطاع اخبار الاسرى كليّا.

ومن المعلوم ان تنظيم “داعش” يختلف في سياسته فيما يتعلق بالأسرى عن “النصرة كون النصرة دخلت في مفاوضات مع اللواء عباس ابراهيم وافرجت عن عدد كبير من الاسرى لديها مقابل اسرى في سجن رومية لدى السلطات اللبنانية.

عرف السوريون دولة العراق والشام (داعش) حيث يعيد البعض تأسيس “التنظيم” الى اطلاق  الرئيس العراقي السابق نوري المالكي لعناصر القاعدة من سجن أبو غريب العراقي، حيث أفلت أكثر من 1000 مقاتل عبروا الى سورية. يؤكد عارفون ومراقبون بحسب موقع “كلنا شركاء” ان هناك فروقا جوهرية بين “داعش” و”النصرة”.

فـ”داعش” لا يهمه اسقاط النظام، فهو اتخذ قرارا بحصر نشاطه في الشمال والشرق السوري، بينما النصرة على رأس اولوياتها اسقاط النظام.
و”داعش” يحمل مشروعا سياسيا واضحا وجليّا، وهو انشاء دولة على الاراضي السورية، تحكمها الشريعة الاسلامية بحسب تفسيرها للشريعة، بينما لا تفكر جبهة النصرة بذلك، بل يؤكد ناشطون ان قادتها ينوون ترك السلاح بمجرد سقوط النظام.

اما قادة “داعش” فاغلبهم من جنسيّات عربية، وكثر من عناصرها ليسوا بسوريين، بينما النصرة اغلب قادتها ومقاتليها سوريين، ولا تحمل التشدد الديني الذي يحمله “داعش”.

ومن حيث العدد، فان عناصر”داعش” يصل الى حوالي 3000 مقاتلا، ويعتمد على تمويل خفيّ لا احد يعرف مصدره، اما عدد مقاتلي “النصرة” فيساوي عدد مقاتلي “داعش”، ويعتمد على الغنائم واستثمار بعض آبار البترول في شرق سورية. اما جبهة النصرة لا تعادي المسيحيين. بينما “داعش” لا يعنيه الامر كثيرا.

إقرأ ايضا: #وسقطت_دولة_الخرافة في الموصل!

ومع انتهاء “داعش” في الموصل ولبنان وقريبا في تلعفر يكون “داعش” قد انحسر في الرقة ودير الزور ليولد من جديد باسم جديد ربما بحسب حاجة الاجهزىة الاستخبارية له.

السابق
زهورٌ بأشكال غريبة.. جميلة!
التالي
الرئيس ميشال عون سيزور طهران