حزب الله ضحية إعلامين… تعظيم وتهشيم!

سببت معركة جرود عرسال منذ بدايتها حتى نهايتها حالة من ردود الفعل المتباينة حول الدور الذي لعبه حزب الله، ولوحظ مغالاة في تعظيم انجاز الحزب العسكري وكأنه احتل القدس من ناحية اعلامه النصير ، بالمقابل هناك من جعله ارهابيا بمصاف داعش والنصرة من ناحية الاعداء والخصوم.

انتهت عسكرياً معركة جرود عرسال بعدما تقدم حزب الله إلى العديد من المواقع الاستراتيجية على حساب جبهة النصرة، لتبدأ مرحلة التفاوض على الأسرى .

هذا الحدث وإعلان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله أنّ ما حدث هو نصر كبير، فان ذلك أثار جدلاً، بين إعلام موال للحزب هلل له، وإعلام قلل من شأن المعركة متسائلاً “أي انتصار ينتهي بتسوية!”.

اقرأ أيضاً: الجيش يستعد والمعركة مع «داعش» تقترب

فمن جهة رأت قناة ال “ال بي سي” في مقدمتها ان حزب الله قد انتصر في هذه المعركة وان التفاوض بات سيد الموقف لينسخب النصرة من الجرود
وكانت الـmtv قد سبق لها أنّ خيرت اللبنانيين بين نصرالله والتلي، مشيدة بتضحيات المقاومة في الجرود التي ترى ان رغم خلافها بنقاط محددة مع حزب الله الا ان ما يحصل اليوم هو مختلف، وان من يخوض معلركة ضدّ ارهابيين يجب ان نكون معه.

اما قناة الجديد فرأت ان حزب الله قد حقق انتصاراً وان المحاربون قد استاراحوا قائلة ” الرجالَ لا تبكي عِزةً وإنّ لنصرِ اللهِ رجالاً متى أرادوا أراد هُم مَسحوا الدمعةَ بتحيةٍ أرقَّ منها بالسلامِ على ساكنِ قلوبِ الملايين بالسلامِ على مَن يصدَحُ بكلمةِ الحقِّ في وجهِ الطغاةِ والشياطين بالعهدِ على الولاء وبإشارةٍ مِن الإصبعِ تكفي لخوضِ اللُّجَجِ وبذلِ المُهَج واقتحامِ الموتِ بالموت. ”

أما المنار و nbn فكانوا يتابعون لحظات النصر بكل فخر، وعلى خطاهم جريدة الأخبار وسائر المواقع الالكترونية المحسوبة على محور الممانعة.
اما الإعلام المعارض لحزب الله فرأى أنّ ما حصل في جرود عرسال هو ليس حرباً وإنما تسوية فالصحافي والكاتب عماد قميحة أشار إلى أنّ المعركة مرتبطة بزيارة الحريري إلى امريكا والتكلم عن العقوبات الاقتصادية، وأنّ هناك مناورة عسكرية قام بها حزب الله مع مواكبة إعلامية ضخمة.
اما الصحافي علي الامين فرأى أنّ ليس هناك من انتصار إلا على لبنان من قبل حزب الله وتساءل الامين في “عن اي انتصار يتحدث نصرالله وان كان يتحدث عن تلاقي الأميركي-الروسي الذي يترجم بابعاد ايران فهذا لا يمكن لنصرالله أن يعتبره انتصاراً”.

ومن جانية راي نوفل ضو ان نهاية المعركة العسكرية بهذا الشكل ليست انتصاراً وإنّما هي تسوية.

من جانبة رأى الإعلامي نديم قطيش أنّ ما يحدث في جرود عرسال هو تقاتل بين ميليشيا حزب الله وميليشيا النصرة، منتقداً الـmtv التي خيرت اللبنانيين بين التلي ونصرالله، ليتساءل إن كان لا بد للبناني أن يختار بين إرهابين.

اقرأ أيضاً: أين يكمن «الانتصار الكبير» الذي تحدث عنه نصرالله؟
الانقسام الإعلامي رافقه انقسام عبر مواقع السوشيل ميديا، فهنا من غرّد للمقاومة، وهناك من قارن بين حزب الله والنصرة من جهة الإرهاب معتبراً أنّ المعركة هي معركة إيرانية، وأنّ لبنان لن يكون منتصراً لأنّ الذي انتصر هو منطق الدويلة.

هذا الانقسام يعكس حال التعصب السياسي السائد لدى الموالين للحزب والمعارضين له، وهو ما يسود الساحة اللبنانية حاليا، خصوصا مع ما يجري من تناحرطائفي على مستوى المنطقة.

السابق
اجتماع ديبلوماسية الرباعي العربي لتقييم «التزام» الدوحة!
التالي
«الأسير» في السجن الإنفرادي منذ 24 شهراً و وضعه الصحّي سيء جداً