اللبنانيون والجيش: غرام متبادل …

الشعب لبنان البلد المدنيّ المنفتح الديموقراطي يرى في جيشه صورة ايجابية عنه، مخالفة لصورة الجيوش العربية القمعيّة. فما هو سرّ هذه العلاقة البينيّة الايجابيّة.

اهلا “يا وطن”… هذه الجملة التي يفهم جميع اللبنانيين معناها. وقلما تجد من يرفض هذا المصطلح. فالجيش اللبناني على عكس معظم الجيوش العربية محبوب وقريب من المواطنين. كما يرى”رصيف 22”.

إقرأ ايضا: هل يخوض الجيش اللبناني الجزء الثاني من المعركة ضد «داعش»؟

فللجيش رمزية خاصة في اذهان اللبنانيين تشبه الى حد بعيد رمزية المقاومة وقدسيتها. في لبنان لا يزال الجيش المؤسسة التي تجمع حولها جميع اللبنانيين دون تفرقة الا ما ندر من متطرفين اسلاميين الذين يقولون بتكفير الدولة.

يجمع اللبنانيون على مناصرة سياسة ومواقف قادة المؤسسة العسكرية مهما اختلفت. لان الجيش اللبناني عكس الجيوش العربية في المحيط الاقليمي لا يلعب دور المؤسسة القمعية، بل هو مؤسسة تساعد وتساند مدنيا قبل المساعدة العسكرية. هو مؤسسة جامعة عابرة للطوائف. وغالبا ما ينزل الجيش إلى الشارع بين المواطنين ليمارس مهام قوى الأمن الداخلي. كما اوردت “النهار”.

فالجيش السوري بنظر مواطنيه اداة قمع كونه عانى من جيشه ما لم يمر على اللبناني حتى عملاء اسرائيل لم يعذبوا على يد القوى الامنية بشكل عام رغم محاولات بعض الجمعيات الغربية افساح المجال لكلام حول الجيش فيما يخص التعذيب في سجون المحكمة العسكرية الذي ابطلته التقارير التي صدرت عن الجيش حول الامر.

وتعود محبة اللبنانيين للجيش الى عوامل عدة منها، اهمها: حرص الجيش على ابعاد العسكريين عن التجاذبات السياسية في لبنان وعدم تدخلهم بالسياسة. وبحسب الدستور اللبناني ترتبط قرارات الجيش بمجلس الوزراء مجتمعا. كما نقلت “تحولات”.

مع الاشارة الى ان الجيش اللبناني تسلم مهامه تدريجيا من الجيش السوري البالغ عدد 80 ألف جندي في العام 2005 والذي كان سيطر على لبنان طيلة 30 عاما، وكان قد دخل عام 1976، وخصوصا الحواجز والمراكز. اضافة الى الاحتلال الاسرائيلي في الجنوب منذ العام 1978 حتى العام 2000.

وقد لعب الجيش اللبناني دورا وطنيا جامعا إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وانسحاب القوات السورية من لبنان، والانقسام السياسي الحاد، اذ حافظ هذا الجيش على علاقات ايجابية مع الجميع ولم يتفق اللبنانيون على شيء كما اتفقوا على الجيش. لدرجة ان آخر ثلاثة رؤساء مروا على لبنان هم من قادة الجيش، العماد إميل لحود، والعماد ميشال سليمان، والعماد ميشال عون. عدا عن ان الرئيس فؤاد شهاب الراحل كان قائدا للجيش.

إقرأ ايضا: عبد الغني عماد: معركة الجرود ليست ثمناً كافياً لتخفيف العقوبات الأميركية على حزب الله

فقد اثبتت عقيدة الجيش نجاحها في كسب ثقة غالبية الشعب اللبناني والقوى السياسية بالمؤسسة العسكرية ومكنت المؤسسة من استمرار العمل في مختلف الظروف والازمات.

وكانت عملية تحرير جرود عرسال الاخيرة، قد فتجت الباب واسعا امام اللبنانيين ليطالبوا الجيش بقتال الارهابيين بدلا من حزب الله. علما ان معلومات صحفية نقلت ان تحرير الجزء الثاني من جرود عرسال من ايدي “داعش” سيكون على يد  الجيش اللبناني.

السابق
العثور على مقبرة جماعية لـ«جبهة النصرة» في الجرود وتحضيراتٌ لمعركة مع داعش
التالي
رسالة إلى نصرالله: تكفي إشارة من إصبعك لنخوض اللجج ونبذل المهج ونقتحم بالموت