بعد كلام جعجع «الجديد»… نائب قواتيّ يرّحب بالتخلّص من «النصرة» على الحدود

على عكس العادة، يبدو أن رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع اختار مغازلة حزب الله ، هذا الغزل تمثل بـ "تقدير لجهود الحزب المبذولة في جرود عرسال" مشيراً إلى أن "هذه المعركة استفاد لبنان من نتائجها".

هو اجتماع ترأسه رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع محاطاً بمجموعة من مرشحي القوات للانتخابات النيابية المقبلة وفي حضرة مجموعة من الإعلاميين في إحدى القاعات في معراب حيث قام زميلٌ صحافيٌ عائدٌ لتوه من إيران بإهداء خبز إيراني للمسؤولة الإعلامية في معراب أنطوانيت جعجع التي بادرت الى تقاسمه مع الحاضرين من إعلاميين و”كوادر قواتية”.

كلام “جديد” لـجعجع بحق حزب الله، فهذه هي المرة الأولى التي لا يتنكر فيها للمكاسب التي حققها الحزب في معاركه في جرود عرسال، مقدراً المجهود بالقول:”الله يحمي كل الناس”، معتبراً أن معركة الجرود هي ايجابية بالنسبة الى لبنان عموماً بالاضافة الى ان التخلص من “جبهة النصرة”و”داعش” سيريح مجموعة من القرى الحدودية امتداداً من رأس بعلبك والقاع حتى عرسال.

صمت القوات اللبنانية كان بمثابة مفاجآة هذه المرة، ففي العادة، يقوم الدكتور جعجع بعقد مؤتمر صحفي يتناول فيه تصريحات ضد “مصادرة الحزب لقرار الحرب والسلم”. هذا الصمت يفسره البعض انه محاولة لفتح قناة اتصال بين القوات اللبنانية وحزب الله في حين أن آخرون يرون أن صمت جعجع يعود الى أنه لا يمكن إغفال أن هناك قرى مسيحية قريبة لعرسال أصبحت محمية بعد هذه المعركة من الارهابيين.

الجواب أتي من عقر دار القوات، فقد رأى نائب “القوات اللبنانية” جوزيف المعلوف في حديثه لموقع “جنوبية”  أنه “منذ زمن ويد القوات اللبنانية ممدودة للجميع بمن فيهم حزب الله لأن الأخير يُعدّ شريكاً ومقوماً من مقومات البلد”. ويضيف المعلوف ” ان الحزب يشكل مع غيره من الاطياف السياسية، الفسيفساء ذو الألوان المتنوعة، التي يقوم عليها البلد”.

ويعود المعلوف ليؤكد أنه “من الصحيح القول أن القوات لديها خلاف استراتيجي مع حزب الله لكن من وجهة نظر القوات فإن ما يجري اليوم في جرود عرسال ،ضمن ما يُعرف في اطار الحرب السورية، هو لتصحيح خلل ما أي المجموعات المسلحة التي تتهدد لبنان والقرى الحدودية”.ويلفت المعلوف أن “الحامي الأساسي هو الجيش اللبناني والأخير يساعد على أكمل وجه في مواجهة المتطرفين بكل حزم وقوة”.

وعما اذا كان هناك حوار رسمي بين القوات والحزب، ينفي المعلوف وجود أي قنوات واضحة للتواصل واذا كانت موجودة سيُعلن عنها ولن تكون سرية”. ويعتبر المعلوف أن ” حزب الله مكون أساسي في العملية السياسية فهناك تعاون سياسي ضمن إطار التشريع وقد تلاقت القوات اللبنانية وحزب الله في ملفات متقاطعة لخدمة المصالح العامة”.

ويختم المعلوف بالقول ان ” ما يُهم القوات اللبنانية هو تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وهذا إيمان قاطع خصوصاً لجهة إعادة تكوين السلطة من خلال قانون الإنتخاب، والتلاقي تحت غطاء الدستور، مؤكداً أن الأهم هو الوصول لليوم الذي يصبح فيه خيار السلم والحرب في يد الدولة اللبنانية فقط، قائلاً: “الله يرحم كل اللي عم بيموتوا بالجرود دفاعاً عن الوطن ويشفق علينا بالوضع القائم”.

اقرأ أيضاً: جعجع: جولة حزب الله لاعلاميين على الحدود خطأ استراتيجي

وفي هذا السياق، ذكَر جعجع أمس بمقولة أن ” الغاية لا تبرر الوسيلة” قائلاً: “هدفنا الأساسي كان ويبقى بناء دولة حقيقية في لبنان، لا توجد على يمينها او شمالها منظمات تتفرد بخيارات وسياسات، تشمل انعكاساتها كل اللبنانيين”.ويرى جعجع ان “مشروع حزب الله أكبر بكثير من مساحة الداخل، فهذه المعركة الدائرة في جرود عرسال هي جزء من الحرب االسورية التي يشارك فيها حزب الله لحماية النظام السوري وسيكون لها انعكاسات على مشروع الدولة ككل ومع ذلك لبنان استفاد من نتائج هذه المعركة”.وأشار جعجع الى ان الحزب أذكى بكثير من “النصرة”، ولديه عقل استراتيجي مهم. لكنه، في المقابل، يرفض “شيطنة” حزب الله، بقوله:” نحن لسنا أعداء، ومن غير المقبول ان يشيطن أحدنا الآخر”.

اقرأ أيضاً: هل بدأ التقارب بين حزب الله والقوات؟

السابق
هيئة تحرير الشام تنشر صور جثث عناصر حزب الله الذين قضوا في معارك القلمون
التالي
إصابة مسؤول عمليات جبهة النصرة