ترامب يتراجع… وظريف يرى الصواريخ «جميلة»

تراجع الرئيس الاميركي دونالد ترامب عمَا وعد به خلال حملته الانتخابية، بتمزيق الاتفاق النووي مع ايران، لكنَه وجه تهديداً بعقوبات لا تتصل به في وقت يرى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن تطبيق الاتفاق يجري من جانب إيران على أفضل وجه أمَا الولايات المتحدة فتنتهكه.

في 14 تموز من العام 2015، أُبرم الاتفاق النووي بين ايران والدول الكبرى. وفي 17 كانون الثاني من العام 2016، دخل الاتفاق النووي حيَز التنفيذ، حيث أعلنت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الإيراني في فيينا، أن إيران التزمت ببنود الاتفاق النووي الموقع مع الغرب، كما تمّ الإعلان عن بدء رفع العقوبات التي كانت مفروضة على إيران والمتعلقة ببرنامجها النووي.

وما إن ولَى عهد الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما حتى بدأ الرئيس الجديد دونالد ترامب يتوعد لإيران كلما سنحت له الفرصة. وكانت من أبرز الوعود التي قطعها ترامب في حملته الانتخابية تكمن بإفشال الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الكبرى مع طهران، لكن ترامب نكث بالوعد ولم “يلعب بالنار” إنَما فرض عقوبات تتصل ببرنامجين عسكريين فقط، بحسب مسؤول أميركي.

وأضاف المسؤول طالباً عدم نشر اسمه، إن إدارة ترامب تعتبر “استناداً إلى المعلومات المتوفرة لدى الولايات المتحدة”، أن طهران “تلتزم بالشروط” التي ينص عليها، مما يعني عدم فرض أي عقوبات أميركية عليها بسبب برنامجها النووي. لكن المسؤول لفت إلى أن الإدارة الأميركية تعتزم فرض عقوبات على إيران، بسبب برنامجين عسكريين تطورهما، أحدهما للصواريخ البالستية والآخر للزوارق السريع، معتبراً أن”إيران تبقى أحد أبرز مصادر التهديد لمصالح الولايات المتحدة والاستقرار الإقليمي”.

كان ترامب يرى الاتفاق على أنه “أسوأ” اتفاق تبرمه الولايات المتحدة الاميركية في تاريخها على الإطلاق، ولكن وعده هذا ظلَّ كلاماً في الهواء. وقد ذكر المتحدث باسم الرئاسة الأميركية شون سبايسر أن وزير الخارجية ريكس تيلرسون سيصدر بياناً عن اتفاق إيران النووي.

في سياق متصل، أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” بأنها المرة الثانية التي يرفع فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب التقرير حول إيران والذي لابدّ أن يكون دورياً كل ٣ أشهر. والجدير بالذكر، انه منذ دخول الاتفاق حيَز التنفيذ، يتعين على الإدارة الأميركية أن “تصادق” عليه كل 90 يوماً أمام الكونغرس، أي أن تؤكد أمام السلطة التشريعية أن طهران تحترم مفاعيل الاتفاق .وأشارت الصحيفة إلى أن كبار مستشاري الإدارة عقدوا اجتماعاً الأربعاء الماضي وأوعزوا للرئيس ترامب الحفاظ على فعالية الإتفاق النووي ومن بينهم وزيرا الدفاع والخارجية، ومستشار الأمن القومي، ورئيس هيئة الأركان المشتركة.

وأوضحت “نيويورك تايمز” أن الرئيس ترامب استغرق نحو ٥٥ دقيقة من الاجتماع في محاولة لثني توجهات مسؤوليه لكنه لَم  يفلح. وكان مستشار السياسة الخارجية للرئيس الأميركي أشار في حديث لـ “بي بي سي” في تشرين الثاني من العام الماضي، إن الرئيس سيطالب خلال ولايته بإجراء تغيير على الاتفاق النووي الإيراني، ويشير إلى أنه سيطلب من الإيرانيين تجديد أو تغيير بعض الأمور في الاتفاق وسيكون هناك نقاش حول ذلك.

في المقابل، حذّر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف واشنطن من أنّ إيران قد تنسحب من الاتفاق النووي في حال تمّ انتهاكه بشكل كبير، بالتزامن مع صدور تقريرلخبراء في الأمن القومي الأميركي طالبوا فيه الرئيس الأميركي بالالتزام بالاتفاق النووي بصيغته دون أي تعديل واعتباره أساساً لتحقيق أهداف الولايات المتحدة الأخرى لا سيما محاربة الإرهاب وداعش في الشرق الأوسط.

اقرأ أيضاً: هل يلغي ترامب الإتفاق النووي مع إيران؟

وفي حديث خاص للميادين، قال ظريف “إنهم يبحثون عن العنوان الخطأ.. إيران هي الشريك الطبيعي في محاربة العدو المشترك لأننا نؤمن بأن تلك القوى المتطرفة العنفية تمثل تهديد أكبر لهم مما هي تهديد لنا”، نافياً أن يكون هناك أي اتصال بينه وبين الإدارة الأميركية الحالية.

وعن العقوبات الأميركية، رد ظريف قائلاً “تثيرون مسألة أن إيران تخضع لعقوبات بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان، فيما الدول التي لم تسمع بالإنتخابات والتي تقطع رؤوس البشر هم حلفاؤكم ولا يتعرضون لأي عقوبات من أي نوع كان”.

وعن ردّه على الاتهامات الأميركية  بأن إيران انتهكت الاتفاق النووي بإجراء تجارب باليستية، واستخدام صواريخ كتلك التي أطلقتها نحو مقار داعش في دير الزور من كرمانشاه.أجاب ظريف “أوضحنا بجلاء في الإتفاق النووي وتوصلنا إلى توافق على عبارة الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية، ونحن لا نمتلك رؤوساً نووية بالتالي فإننا لا نصمم صواريخ لتحمل شيئا لا نملكه”.

وتابع ظريف إن “الصواريخ هي وسيلتنا في الدفاع، نحن لا نشتري أسلحة بقيمة ١١٠ مليارات دولار من الأسلحة الجميلة،إننا ننتجها بأنفسنا سواء كانت جميلة أو غير ذلك  وآمل أن يأتي يوم لا يحتاج فيه أحد لإنتاج أو شراء هذه الأسلحة”، مؤكداً “لن نستخدم صواريخنا إلا للدفاع عن النفس”، ومشدداً “إنه إلتزام نأمل أن يقدمه الآخرون أيضاً، بأنهم لن يستخدموا أسلحتهم الجميلة إلا في حالة الدفاع عن النفس.. إنه التحدي”.

اقرأ أيضاً: إيران تكشف حجم الاستثمارات الأجنبية بعد الاتفاق النووي

 

السابق
«الهيئة».. ودراستها العجيبة لـ«التبرج والسفور»
التالي
المستقبل الغامض للبنان ومؤسساته الأمنية