ولاية «أرزان»: حكم العسكر.. البوط أولاً!

ها هي ولاية «أرزان» تكتب فصلاً جديداً في الديكتاتورية، تلك الولاية الواقعة في شرق موزمبيق.

يوثق تاريخ «أرزان» حكاية تتعلق بالوالي، والذي كان في بدايته القائد العسكري لها.

يُحكى أنّه في إحدى مراحل تكوّن هذه الولاية اقتحمها المحتل غصباً فبطش بها وبشعبها، وحاصر القلعة الملكية ودكّها بأسلحته وكاد أن يقتحمها مما دفع القائد العسكري للهروب تاركاً خلفه رعية سلّموه مصيرهم، ومجموعة من المقاتلين الشجعان واصلوا الدفاع عن القلعة، حيث أنّهم لم يدركوا أنّ قائدهم الذين كانوا يقاتلون خلفه قد ترك ساحة المعركة وتخلّى عنهم وعن الولاية ليبيت مطمئناً في بلاد الواق واق، فيما سقطوا هم جميعهم ضحية قضية، قضية فرّ من رفع الصوت بها!

هذه الحكاية، يحاول أتباع الوالي الحالي تجاهلها، فينشطون الذاكرة فقط بإنجازاته العسكرية، دون التوقف عند هذا الحدث المفصلي في تاريخهم والذي حوّلهم إلى جماعة نُكّل بها لأعوام من قبل “بوط” المحتل فيما كان الوالي يدخن سيجارته ويتمتع بالمناظر الخلابة رامياً إليهم التصريحات الهرقلية المسكنة بين الفينة والأخرى!

مؤخراً شهدت «أرزان» تصادماً بين الشعب والعسكر، مما جعل بعض أحرار الولاية يطالبون القائد العسكري بالمحاسبة، وبإجراء محاكمة عادلة، هذا الصوت، واجهه أتباع الوالي أنفسهم، فحوّلوا حناجره إلى خونة طالباً إجراء فحص وطنية لهم، لتعود ثقافة “البوط” الذي حسب أهل الولاية أنّها قد انطوت مع خروج المحتل إلى التداول. وليولد المقدس مجدداً مع خطوط حمر تقمع الحريات.

يرى البعض أنّ ما يقوم به أتباع والي «أرزان» هو انعكاس نفسي لما عانوه من تنكيل لأكثر من عشرة أعوام قبل عودة قائدهم منصباً نفسه والي، فيما يطالبهم البعض الآخر بالاستقالة من محاضراتهم الوطنية وبمساءلة واليهم نفسه عن حق المقاتلين الذين سقطوا يوم تخلى عنهم وعن بزّته العسكرية باحثاً عن أمنه. أن يسألوه أيضاً أين كانت دماؤهم وهو يصافح القاتل في مصالحة عقدها معه!

السابق
ابن طرابلس ونائبها… وضحيّة حرب البعثَيْن
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 17 تموز 2017