في شركات السيارات العالمية يتم إجراء فحص نهائي قبل المصادقة على إطلاق السيارات الى السوق التجاري. إحدى هذه الإجراءات تتمثّل في عملية فحص لتسرّب المياه والهواء إلى داخل السيارة في حالة الإقفال المُحكم للزجاج؛ حيث توضع السيارة في غرفة محاكاة لظروف طبيعيّة، فيها عواصف هوائية وضخ مياه من كل الإتجاهات.. ومن ثم يُحلّل المهندسون بيانات حسّاسات إستشعار التسرُّب وبعد ان تجتاز السيارة هذا الاختبار يتم المصادقة على أهلية استخدامها.
لكن، هذا الإجراء بالتحديد، الصالح لجميع دول كوكب الأرض، غير كافٍ لفحص التسرُّب للبنان، حيث إنّ الشركات المصنِّعة غاب عنها ان السيارة لربما ستدخل في أجواء مغايرة لتلك التي في غرفة المحاكاة المعتمدة لديها. فعندما تدخل السيارة في أجواء مطمر “الكوستا برافا” بالأوزاعي او مطمر “سيلين” في صيدا، حيث لا ينفع معها إغلاق الزجاج بإحكام ولا حتى الضغط على الزر بقسوة.. وبالتالي يجدر بالشركات المصنِّعة إجراء تعديلات طارئة لأجهزة المحاكاة لديها، أو ارسال صناعاتها واختبارها على أرض الواقع وحينها فليشمِّر المهندسون عن سواعدهم وليرونا كيف بإمكانهم إطلاق سيارة واحدة للسوق.. واحدة فقط.
