«حماس».. ودورها في القطيعة العربية القطرية

فجأة ومن دون سابق إنذار انهارت صورة الوحدة العربية التي رسمت في قمة الرياض 2017. فهل ان "حماس" ستكون الضحية الأولى؟ وما سرّ انتفاضة معظم الدول العربية بوجه قطر؟ وكيف يرى المحلل السياسي الدكتور طلال عتريسي أبعاد وخلفيات هذه الخطوة؟

رغم التوتر الأخير بين كل من قطر من جهة، والسعودية ومصر والبحرين والإمارات من جهة أخرى، والذي يعود في خلفياته الى دعم قطر لحركة حماس، الا ان مفاجأة فجّرتها مصر عبر السماح بدخول يحيى السنّوار يرافقه وفدا قياديا من حماس، كان غادر قطاع غزة، عبر معبر رفح البريّ، متوجها إلى القاهرة، للبحث في “قضايا متعلقة بالعلاقات الثنائية”.

إقرأ ايضا: ممثل حماس في لبنان: الإرهاب هو «الاحتلال الاسرائيلي»

وتهدف الزيارة الى التباحث مع المسؤولين المصريين حول العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها ودراسة المستجدات على الساحة الفلسطينية وسبل دعمها. كما سيبحث موضوع الحصار على قطاع غزة، ودور مصر المقدر في التخفيف منه.

مما يعني ان العلاقات بين مصر و”حماس” تسير بشكل طبيعي. فما هو سرّ التعثر في علاقة قطر ببقية الدولة العربية تحت عنوان تهمة مساندة “حماس”؟

وكان قد خرج الى العلن مباشرة، خبر أثار الاستغراب، ومزيدا من التعليقات، يتحدث عن قرار قطري بطرد أربعة آلاف عنصر من حركة “حماس” مقيمين في قطر، وعلى رأسهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق في “حماس”.

الا ان بيان حركة “حماس” الرسميّ الذي صدر أمس الأحد، كذّب هذا الخبر المُلفق، الذي بدا وكأنه استجابة لضغوط خارجية على الدوحة، وكان صدر تصريح صحفي تعقيباً على هذا الخبر يؤكد انها عبارة عن مزاعم إعلامية بشأن طلب قطر مغادرة قيادات حماس لأراضيها.

إقرأ أيضا: حماس والجهاد… من رحم الإخوان المسلمين الى ايران

حيث اعتبر حسام بدران، الناطق باسم “حماس”، إن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام مؤخرا من تقارير مغلوطة ومزاعم حول لائحة قدمتها قطر بأسماء عدد من قيادات حماس، وأنها طلبت مغادرتها الأراضي القطرية هو كلام يجافي حقيقة الواقع، بغرض تشويه الصورة، ومحاولة التأثير على علاقات الحركة الخارجية…”.

واللافت هو هذه الزعزعة العربية التي أتت مباشرة بعد قمة الرياض، التي اتفق اعضاؤها على مواجهة إيران، لا قطر الدولة الشقيقة، التي تحارب ضمن التحالف العربي في اليمن، كما تدعم المعارضة المسلحة في سوريا وقياداتها في كل من مؤتمري جنيف وآستانا.

ولمزيد من الاطلاع، وفي اتصال مع المحلل السياسي الدكتور طلال عتريسي الذي أكد لـ”جنوبية” بالقول “اعتقد ان خبر طرد حمساويين من قطر فيه شي من الصحة، وان نفته حركة حماس، لكن الرقم مستحيل ان يكون صحيحا. فقد يكونوا عشرات الافراد او مئات فقط وليس 4000 كما قيل”.

“وبرأيي ان سرّ هذه الفورة ضد قطر، يعود الى رفض قطر المساهمة في الصفقة السعودية “الترامبية”، حيث من المفترض ان تكون قطر من ضمن المموّلين لثمن الصفقات”.

“وما يجري من حرب على قطر انه تحت عنوان ان قطر تدعم الاخوان، نسأل لماذا استفاق العرب الان؟ فالجميع يعرف بعلاقة قطر بالإخوان. لكن السعوديون شعروا ان قطر قد خدعتهم وتركتهم يتورطون بالصفقات المُبالغ فيها لوحدهم. والسعودية ترى ان قطر منتفعة من الأمر، والهجوم الاعلامي انصب على السعودية لوحدها، بالاضافة الى طموحات محمد بن سلمان بالزعامة، وبرأي بن سلمان انه اذا ارادت قطر ان تخالفنا فلنربها، وكل ذلك بتنسيق بين محمد بن زايد ومحمد بن سلمان”.

ويرى الدكتور عتريسي ان “قوة قطر في تحالفاتها، فهم يرونها دولة صغيرة، لكنها قوية بتحالفها مع الإخوان، وهم منتشرون في كل انحاء العالم، ويشكلون قوة لا يُستهان بها، اضافة الى وجود القاعدة الأميركية على اراضيها”.

إقرأ ايضا: أيّ عنف في كنف الحركات الإسلامية الفلسطينية؟

“والسؤال الذي يطرح نفسه: هو لماذا تورطت مصر بهذا الموقف؟ فالرئيس عبد الفتاح السيسي يتخذ قراراته هذه الفترة تحت آلة الضغط السعودية. ويعود التناقض في قضية استقبال “حماس” بوفد قوي، ومقاطعة قطر من جهة ثانية، الى حاجة مصر للدعم السعودي في ظل الوضع الاقتصادي المزري. علما ان الوفود الحمساوية كانت تقوم بزيارات مستمرة في عهد حسني مبارك ومستشاره عصام سليمان”..

ويتابع عتريسي “فمصر موزعة بين همها الاقتصادي مع السعودية، وهمها الأمني مع غزة”.

لكن “زيارة وفد حماس اليوم يعبّر عن موقف مصر التاريخي، لان مصر لا يمكنها ان تقطع مع غزة، كونها تعتبر غزة جزءا منها، و”حماس” تريد ان تبرهن للقاهرة انه لا علاقة لها بالتفجيرات التي تحصل في سيناء. من هنا لا يمكن لمصر قطع العلاقة مع “حماس”، وبالوقت نفسه لا يمكنها ان تقطع مع السعودية، لان وضعها الاقتصادي صعب جدا”.

إقرأ أيضا: استبعاد الإخوان المسلمين عن لائحة الإرهاب الاميركية يثير تساؤلات

وفي رد على سؤال حول كيفية تحوّل الاتفاق في القمة العربية من مواجهة ايران الى مقاطعة قطر؟ اعتبر عتريسي ان “إيران تستفيد من هذه التوترات، وهي التي لم تقطع مع الدوحة، وظلت العلاقات موجودة. علما ان العلاقات اليوم أفضل من السابق. والتدّخل الاميركي لدى السعودية قد يُعيد العلاقات العربية – العربية الى ما كانت عليه، لانه هناك قاعدة عسكرية في الدوحة”.

ويبقى السؤال: هل تغذي هذه الصراعات المصالح الاميركية في الخليج؟

 

 

السابق
نصف قرن على «الهزيمة»… مشرق عربي ولد من رحمها
التالي
لافروف يعلق على قطع العلاقات: قرار خاص!