بقلم سمير قصير

هذه نسخة طبق الأصل من رسالة كلّفني سمير قصير فجراً نقلها إليكم، لمناسبة التوقيت الرسمي لذكرى اغتياله الثانية عشرة، في نحو الساعة التاسعة من صباح 2 حزيران 2005.

اقرأ أيضاً: عقد على رحيل سمير قصير: عودوا الى الساحات

إعلان

“أنا سمير قصير، أخاطبكم أيها المواطنون المدنيون الأحرار بلغة بسيطة مباشرة، خالية من التفلسف والكذب والخبث والتعقيد واللفّ والدوران.

إفهموا جيدا: لقد خَسَّرَنا المؤتمَنون على “الاستقلال الثاني” كلّ ما أنجزتموه بكفاحكم الوطني النبيل من أجل إقامة دولة الحرية والحقّ والقانون.

أنا سمير قصير، أقول لكم قبل فوات الأوان، إنه لم يعد ثمة مجال للسكوت أو للانصياع. هؤلاء كلّهم، الذين لطالما “سرقوا” أفكاركم وقيمكم وشعاراتكم و… أصواتكم، و”جيّروها” لمصالحهم وحساباتهم وصفقاتهم وتنازلاتهم المهينة، هؤلاء كلّهم لا يمثّلونكم، ولا علاقة لهم بكم. فلا تدعوهم يواصلون “سرقة” ملكيتكم الحصرية هذه.

أمس، توافقوا على “النسبية الذكية”، وعلى فتح دورة استثنائية لمجلس النوّاب من اجل إمرار مشروع قانون للانتخابات يؤمّن لهم مرةً أخرى السيطرة شبه الكاملة على الجمهورية، من طريق السيطرة على… نوّاب الأمة.

أنا سمير قصير، أقول لكم إن ما توافقوا عليه يجب أن يكون هو بالذات وسيلةً في أيديكم، ومناسبةً لكم لقلب الطاولة عليهم.

إذهبوا إليهم في عقر دارهم، في عقر هذه “النسبية الذكية”، أياً تكن دوائرها، وأصواتها التفضيلية، وفخاخها ودهاليزها العلنية والسرية.

لا يغرنّكم شيء. ولا تنغشّوا بشيء. لم تعد المسألة مسألة حرية أو استقلال أو كرامة أو سيادة.

لم تعد المسألة مسألة 14 آذار أو 8 آذار. هذا كلّه أصبح، يا للمرارة، صابوناً بصابون.

الجمهورية في خطر. “الاستقلال الثاني” في خطر. يجب أن تدافعوا عن الجمهورية وعن الاستقلال.

سمير قصير

أنا سمير قصير، أقول لكم ما يأتي: المطلوب منكم أن تتمرّدوا عليهم، كما تمرّدتم في الرابع عشر من آذار 2005، فنزلتم نزولكم التاريخي المهيب إلى الشارع، وخرجتم الخروج الأبيض الذي لا لبس فيه، على إرهاب الأمر الواقع، وعلى موازينه، وعلى رموزه، ووضعتم الأسس العظيمة التي ينبغي الانطلاق منها لمواصلة النضال في سبيل الجمهورية المدنية.

لقد أسقطوا كلّ الشعارات التي رفعتموها، وجعلوها طعماً للوحل والفضيحة والفساد. باعوا كلّ شيء من أجل السلطة. وها هم قد عقدوا اتفاق الولاء أخيراً في ما بينهم لمعاودة الاستيلاء على السلطة من طريق “النسبية الذكية” التي تؤمّن لأطرافهم سبل إحكام الخناق على احتمالات “التغيير والإصلاح”… بموافقة حَمَلة شعار “الإصلاح والتغيير” وبركتهم بالتأكيد.

أيها المواطنون المدنيون الأحرار،

أنا سمير قصير، أدعوكم إلى رفض المزايدات.

أدعوكم إلى الجوهر. إلى التوحد، وإلى التنازل عن الأنانيات.

لا تزحطوا على قشور الموز. أوعا قشور الموز!

أنا سمير قصير، أدعوكم إلى تأليف اللوائح المشتركة، وإلى إعداد الماكينات الانتخابية الموحدة.

أنا سمير قصير، أدعوكم إلى التواضع. وإلى الذكاء.

كونوا أذكياء.

زلزِلوا الأرض من تحت أقدامهم. فاجئوهم، كلٌّ في عرينه.

نساء ورجالاً، مرشحات ومرشحين، في لوائح مشتركة، حيث يمكن الترشح، وإحداث الخروق.

أنا سمير قصير، لم يقتلوني فحسب. لم يقتلوا الرفاق الأحرار فحسب. إنهم يحقنونكم باليأس.

إنهم يحاولون الآن الإجهاز على الروح.

لا تسمحوا لهم بقتل الروح”.

السابق
سقوط طائرة من دون طيّار في البقاع
التالي
ما هي تكلفة تركيب الطاقة الشمسية للمنازل؟