رأي الانتخابات الإيرانية والدلالات المتنوعة

شكلت الانتخابات الايرانية الرئاسية محطة مهمة على صعيد الوضع الايراني الداخلي او لجهة التعاطي الايراني مع الاوضاع العربية والاسلامية والدولية.

ويمكن تسجيل الملاحظات والدلالات التالية من هذه الانتخابات:

اولا: حجم المشاركة الشعبية الكثيفة والتي وصلت الى نحو 71% وهذه اشارة لاهتمام الشعب الايراني بالانتخابات الرئاسية والانتخابات المحلية التي تزامنت مع الاولى.

ثانيا: المنافسة القوية بين المرشحين ولا سيما بين الرئيس الدكتور حسن روحاني واية الله السيد ابراهيم رئيسي وهذا يؤكد عدم حسم الامور مسبقا.

ثالثا: المناظرات والحوارات التي حصلت قبل الانتخابات والتي تميزت بالصراحة والوضوح وعرض كل المشكلات التي يواجهها الشعب الايراني اليوم.

إقرأ أيضاً: الإيرانيون يقترعون لروحاني «المحامي» و«المنفتح»

رابعا: عدم اتخاذ المرشد السيد علي خامنيء اي موقف واضح من المرشحين وعدم تحيزه لطرف دون اخر ودعوته للشعب الايراني المشاركة الكثيفة في الانتخابات بغض النظر عمن سيربح.

خامسا: رغم ان بعض المؤسسات الايرانية الرسمية قد تكون منحازة للمرشح ابراهيم رئيسي فان ذلك لم يؤدي الى اعطائه تميزا عن الرئيس روحاني وخصوصا عبر وسائل الاعلام وهذا جعل المنافسة قوية.

سادسا: لقد شكل فوزر الرئيس حسن روحاني من الدورة الاولى وبفارق كبير عن منافسه الاولى رسالة واضحة من الشعب الايراني بالاستمرار بالنهج الذي اتبعه روحاني وخصوصا لجهة الانفتاح والتواصل مع الاطراف العربية والدولية بغض النظر عن الخلافات بين ايران وهذه الاطراف.

سابعا: جاءت الانتخابات عشية زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب للسعودية وعقده عدة قمم عربية واسلامية وقد يكون احد عناوينها مواجهة ايران، وبالمقابل اكد الشعب الايراني التفافه حول قيادته ونظامه السياسي وعدم تأثره بما سيحصل في القمم ولم ينتظر نتائج القمم كي يحسم قراره.

ثامنا: ان هذه الانتخابات تؤكد قوة ايران ونظامها السياسي ورغبة الشعب الايراني وقيادته بالحوار والتواصل وهذا يتطلب تجاوب عربي واسلامي ودولي مع هذه الرسالة وان على جميع المعنيين بما يجري من تطورات وصراعات الاستفادة من هذا المناخ الايجابي من اجل البحث عن حلول للمشاكل.

إقرأ أيضاً: الشعب الايراني اختار الاعتدال مع روحاني ولكن ماذا عن خامنئي؟

واخيرا فان علينا كلبنانيين وعرب ومسلمين ان نستفيد من هذه التجربة الديمقراطية التي تقدمها الجمهورية الاسلامية الايرانية وان نحافظ ايضا على ديمقرطيتنا وان نطورها نحو الافضل.

 

السابق
وداعاً ولاية الفقيه
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 24 ايار 2017