بين السلسلة الشرقية وسوريا إعادة تموضع أم انسحابات؟

خبر إخلاء «حزب الله» مواقعه في السلسلة الشرقية اللبنانية المحاذية للحدود السورية والذي أعلنه الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله خلال خطابه الاخير، كان محل إهتمام في الاروقة الديبلوماسية في بيروت، ما يشير الى أن إخلاء «حزب الله» لمواقعه على الحدود الشرقية مع سوريا، انما يؤكد ما تردد عن إتصالات دولية مع لبنان لدفعه باتجاه نشر قواته الشرعية على طول الحدود الشرقية مع سوريا في إطار خطة استراتيجية أميركية – روسية لضبط تواجد تنظيم «داعش»، وحصاره داخل الحدود السورية.

مصادر أمنية أكدت لـ «المستقبل»، أن انسحاب «حزب الله» من السلسلة الشرقية ليس كاملاً، انما ظل للحزب بعض المواقع والمراكز التي كانت في الاساس وقبل اندلاع الثورة في سوريا عام 2011، لا بل قبل دخول الحزب عسكرياً الى المناطق السورية، والكل يتذكر أن بعض المواقع سبق وأن تعرضت لغارات اسرائيلية عام 1994 من بينها موقع عين كوكب.

وعلمت «المستقبل» أن «حزب الله» الذي عمد الى إخلاء مواقع له كانت تتوزع من بلدة طفيل وصولاً الى جرود بلدات حام ومعربون والطيبة والخضر ونحلة، لا زال يحتفظ بمواقع ومراكز تعتبر حساسة واستراتجية بالنسبة الى قيادة الحزب العسكرية في جرود بريتال وصولاً الى جرود بعلبك ونحلة، لضرورات عسكرية وفق ما يراه خبراء في «حزب الله»، وهي مواقع محصنة ومجهزة بتجهيزات متطورة وقائمة فوق أنفاق يتردّد أنها تصل الى العمق السوري، وسبق أن أشرف على انشائها خبراء في الهندسة العسكرية الايرانية.

واعتبرت أوساط أخرى أن إخلاء الحزب لبعض مواقعه يعود الى مخاوف من غارات اسرائيلية قد تستهدفه وسط طبيعة جبلية جرداء يعتبرها الحزب غير ملائمة من الناجية العسكرية، اذ يتعذر على المقاتلين فيها الاحتماء والاختباء، كما طبيعة السلسلة الغربية، لذا فانه في المفهوم العسكري توضع مثل هذه المناطق تحت سيطرة النيران لمنع العدو من الاقتراب أو التمركز فيها أو تنفيذ عمليات ابرار.

إقرأ أيضاً: هل جاء انسحاب حزب الله من السلسلة الشرقية بطلب من قوى خارجية؟

واذا تركزت الأنظار باتجاه الانسحابات من السلسلة الشرقية اللبنانية، فانه في المقلب الآخر السوري كان «حزب الله» يقوم بعملية إعادة انتشار أو إعادة تموضع أو تبديل لوحداته، بحيث ذكرت مصادر خاصة لـ«المستقبل» أن قيادة «حزب الله» وبالتنسيق مع القيادة العسكرية الايرانية، باشرت منذ أسابيع بسحب أبرز وحدات النخبة العسكرية في الحزب المنتشرة في مدن ومناطق سورية توقفت فيها العمليات العسكرية وصارت تحت سيطرة التحالف الدولي، وقام الحزب بنقل هذه الوحدات الى أماكن حساسة عسكرياً في لبنان، مقابل إحلال وحدات قتالية من سرايا المشاة أقل كفاءة من الناحية العسكرية.

اعادة تموضع وتبديل

أما التبديلات العسكرية – وفق المصادر – فجرت كما يلي:

1- سحب وحدة «الرضوان» بالكامل من الاراضي السورية، وهي القوة الخاصة والرئيسية لدى «حزب الله»، الى جانب وحدات خاصة أخرى، واستبدالها بوحدة «بدر» التي انتشرت في ريف حلب الشرقي والشمالي.

2- استعادة وحدة «عزيز» من محيط تدمر، واستبدالها بوحدة «القائم» حتى اشعار آخر.

3- تركيز وحدة «الرضوان» في جنوب لبنان، وصولاً الى مناطق مزارع شبعا بجاهزية عسكرية عالية جداً، ودعمها بوسائل لوجستية مميزة.

4- الابقاء على وحدة «الجليل» في جاهزية كاملة مع سراياها القتالية وأسلحتها.

5- ابقاء وحدة «نصر» بجاهزيتها الكاملة كوحدة احتياط في «حزب الله». وهذه الوحدة تتلقى أوامرها مباشرة من الأمين العام لـ «حزب الله» عبر المسؤول العسكري في الحزب الحاج ذو الفقار.

الأسباب الإيرانية

وفي المعلومات، ان قيادة الحرس الثوري الايراني وافقت على الانسحابات الجزئية والتبديلات العسكرية لـ«حزب الله» من سوريا بعد لقاءات عقدت بين الايرانيين ومسؤولين عسكريين في الجيشين الروسي والسوري في دمشق، وذلك لأسباب عدة:

1- تراجع المعارك في معظم المناطق والمدن السورية التي سيطر عليها جيش النظام، وتمكّنه من إحكام قبضته الامنية عليها، ولوجود عسكري روسي في هذه المناطق، حيث بات وجود «حزب الله» العسكري فيها غير مجد من الناحية العسكرية.

2- سعي «حزب الله» الى تعزيز تواجده العسكري في الجنوب اللبناني، وعلى الشريط الحدودي الممتد من البقاع الغربي وصولاً الى حاصبيا وشبعا خوفاً من عمليات عسكرية اسرائيلية من ناحية منطقة درعا – الجولان، وخوفاً من حرب اسرائيلية مفاجئة.

3- تخفيف الأعباء العسكرية اللوجستية على «حزب الله» وإحلال سرايا من عناصر مشاة مقاتلة في الحزب في بعض الاماكن والمواقع السورية التي تغادرها قوات النخبة.

4- السماح للجناح العسكري لـ «حزب الله» بتجميع قواه وباعادة التموضع والتركيز على مواجهة اسرائيل.

إقرأ أيضاً: التهديدات الاسرائيلية ضدّ حزب الله حقيقية أم حرب نفسية؟
وأكدت مصادر أمنية لـ «لمستقبل» أنه انتقلت الى منطقة تدمر في سوريا منذ أسبوع كتيبة لـ «حزب الله» تسمى «كتيبة الامام الحسين»، وأن تدمر صارت منطقة عسكرية خاضعة للحزب يمنع حتى على الجيش السوري الاسدي التواجد فيها بسبب ما حصل من خيانات سابقة في صفوف هذا الجيش، الذي عاد وخسر تدمر أمام تقدم قوات تنظيم «داعش». لذا فان «حزب الله» حالياً وبالتنسيق مع القوات الروسية يسيطر بالكامل على تدمر.

السابق
جهة تابعة لداعش تختطف مواطناً من عرسال
التالي
عقوبات قد تشمل عون وبرّي وصعوبة بمهمة الوفد الى واشنطن