محارق الاسد

في شبه تقشعر له الابدان لاساليب الابادة النازية، انكشف أمس انه بنيت في سوريا محارق بجانب مبنى السجن العسكري “سدنايا” الواقع على مسافة 45 دقيقة سفر من دمشق، لاخفاء الفظائع والتصفيات الجماعية التي ينفذها نظام الاسد.
وكانت وزارة الخارجية الامريكية التي كشفت النقاب عن هذه المعلومة الصادمة، قد أسندت التقرير بصور استخبارية كانت حتى الان سرية وسمح الان بنشرها. وتضمنت الصور صورا التقطها قمر صناعي من السنوات الاخيرة، ابتداء من العام 2013، يظهر فيها بناء متواصل في نطاق السجن سيء الصيت والسمعة. ووقف ستيوارت جونز، مساعد وزير الخارجية بالوكالة في شأن الشرق الاوسط امام الكاميرات امس وحمل المسؤولية عما يجري في سوريا لروسيا وايران ايضا الداعمتين لاستمرار نظام الاسد الذي يواصل ارتكاب الفظائع بحق أبناء شعبه.
“رغم أن معظم الفظائع موثقة جيدا، نؤمن بان بناء المحرقة هو مثابة مسعى لطمس اعمال الفظائع التي ارتكبت بشكل مكثف في السجن العسكري“، قال جونز في لقاء مع الصحافيين. “نحن مصدومون من الفظائع التي يرتكبها النظام في سوريا ومن الدعم غير المشروط الذي يتلقاه نظام الاسد من روسيا وايران”.
وادعى جونز بان “مصادر أمنية تعتقد بأن العديد من الجثث دفنت في مقابر جماعية. ونحن الان نعتقد بان نظام الاسد اقام محرقة في نطاق السجن يمكن من خلالها التخلص من جثث السجناء، بلا أدلة تقريبا. وتقدر الولايات المتحدة بان المحرقة تستخدم لاخفاء الادلة على القتل الجماعي عندما يتم تحقيق دولي”. وفي احدى الصور يظهر سطح المبنى حيث توجد المحرقة ويمكن رؤية الثلج على السطح يذوب كلما ارتفعت الحرارة في المكان.

اقرأ أيضاً : سجن صيدنايا.. جحيم الموت السوري

وافاد شهود عيان التقطتهم “امنستي انترناشيونال” بانه يعدم كل يوم شنقا في الحبس بين عشرين وخمسين سجينا من معارضي النظام. وبعد الاعدام تؤخذ الجثث الى المستشفى وفي شهادات الوفاة يكتب ان سبب الموت هو سكتة قلبية او اضطرابات في التنفس. والان حسب النتائج الاستخبارية التي وصلت الى الخارجية الامريكية، فان الجثث تنقل الى الحرق في محرقة كبرى بنيت في نطاق السجن، وذلك من أجل محو كل أثر في الميدان – كالقبر الجماعي – الذي يمكن أن يشكل دليلا على الفظائع المتواصلة في سوريا.
وحسب تقارير منظمة “امنستي انترناشيونال”، نقل السجناء في السجن سيء الصيت في ظلمة الليل من زنازينهم الى قبو السجن حيث اعدموا شنقا. وفي حالات اخرى اجريت لهم “محاكمة عاجلة” قبل الاعدام. في شهر شباط الماضي اعلنت المنظمة بان 13 ألف على الاقل من معارضي الرئيس السوري شنقوا سرا في سجن سدنايا في السنوات الخمسة الاولى من الحرب الاهلية في سوريا – بل ونشرت في الماضي رسومات تبين اساليب التعذيب الوحشية التي تعرض لها سجناء في الحبس.

اقرأ أيضاً : لماذا تحول نظام الأسد الى هدف اميركي بعد مجزرة خان شيخون؟
وحسب التقرير، كان الاعدام شنقا جزء من سياسة الابادة بأمر من كبار المسؤولين في نظام الاسد. الاف آخرون ماتوا في هذا السجن كنتيجة للتعذيب والتجويع، والقي بجثثهم في قبرين جماعيين كبيرين قرب دمشق. وكانت الجثث تلقى في ايام ثابتة: في كل يوم ثلاثاء من الاسبوع، في ظلمة الليل.
وكانت وزارة الخارجية نشرت النتائج بعد اسبوع بالضبط من لقاء وزير الخارجية الامريكي ريكس تلرسون مع وزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف. وبحث في اللقاء الموضوع السوري والفظائع التي يرتكبها الاسد. وتناول الناطق بلسان البيت الابيض شونس سبايسر الموضوع امس فقال ان “سوريا لا يمكنها أن تكون مستقرة وآمنة طالما كان الاسد في الحكم. نحن مستعدون للعمل مع روسيا وايران للسماح باستقرار سوريا والسماح للشعب السوري بان يقرر مستقبله بشكل حر. ولكن كي نعمل بالتعاون مع روسيا وايران عليهما ان يعترفا بالفظائع التي يرتكبها الاسد.

السابق
التيار العوني يناكف برّي ويتمسك بالتأهيلي
التالي
دوام موظفي المؤسسات الرسمية خلال شهر رمضان