الرئيس الايراني المقبل: محافظ أم إصلاحي؟

الانتخابات في إيران تتخذ طابعا تنافسيا على الملفات الداخلية. الا ان الرئيس المنتخب لا يخرج في سياسته الخارجية عن تصوّر المرشد الخامنئي الذي يعتبر الشخصية الاولى في الجمهورية الايرانية.

في التاسع عشر من أيار الجاري، يتنافس ستة مرشحين الى الانتخابات الرئاسية الايرانية التي ستجري، ثلاثة من التيار المعتدل، وهم الرئيس الحالي الشيخ حسن روحاني، واسحق جهانغيري (النائب الأول لروحاني)، ومصطفى هاشمي طبا (الذي تولى منصب نائب الرئيس خلال عهدي الرئيسين هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي).

إقرأ أيضا: الشيرازية وعداؤها للمرجعيات في العراق وايران

وثلاثة من التيار المحافظ، وهم عمدة طهران الحالي محمد باقر قاليباف (رئيس بلدية طهران)، ورجل الدين ابراهيم رئيسي (رئيس ضريح ووقف الإمام رضا في مدينة مشهد)، ومصطفى ميرسليم (رئيس المجلس المركزي لحزب الائتلاف الإسلامي). بحسب موقع الاناضول التركي.

وفي سياق الحملات الانتخابية في المحافظات للمرشحين الستة، شنّ الرئيس الايراني حسن روحاني هجوما عنيفا على المحافظين، أمام مؤيديه بالعاصمة طهران، كما أوردت وكالة إيسنا الطلابية. حيث قال إن “منطقكم هو منطق المنع، وليس لديكم شيء آخر لتقدمونه”. وان الشعب الايراني انتخبه في العام 2013 “لرفضه اولئك الذین لم یتقنوا سوى الاعدامات والسجون فقط طيلة 38 عاما”.

ومقابل هجوم روحاني الاصلاحي وتركيزه على الحريات العامة والاصلاحات السياسية، يرّكز المرشحون المحافظون على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي، وارتفاع نسب البطالة، ونقص فرص العمل.

مع الاشارة الى ان ايران هي أول جمهورية اسلامية في العالم تعلن انتماء النظام السياسي فيها الى المذهب الشيعي في كل مفاصل الحياة العامة، في منطقة تسمى الخليج 90 % من سكانها هم من السنّة او الوهابيين.

وكان الشاه الراحل مقرّبا من الغرب، وخاصة الولايات المتحدة الأميركية، لدرجة انه أطلق عليه لقب “شرطي الخليج”. وكانت العلاقات العربية مع ايران ما قبل الثورة علاقة مميزة الى ان انتصرت الثورة في العام 1979، وبدأ الصراع على الخليج بين كل من إيران من جهة، والسعودية والامارات العربية المتحدة وبقية الدول العربية من جهة اخرى.

وصعّد روحاني من نبرته، فوجه انتقاداته الى المحافظين بالقول: “تتحدثون عن التوظيف. هل تقبلون تشغيل النساء؟ فصلتم الآلاف منهن من العمل. وهل توافقون على تشغيل أهل السنّة؟”.

إقرأ أيضا: قرار ترامب ضد إيران.. للحد من نفوذها التوسعيّ في المنطقة

أما رؤساء ايران منذ انتصار الثورة، بحسب ويكسبيديا الحرة، فهم:
1- أبو الحسن بني صدر: الذي تم خلعه من قبل مجلس الشورى الإيراني.
2- محمد علي رجائي: إغتيل مع رئيس وزرائه محمد جواد باهنر.
3- علي خامنئي: لدورتين.
4- علي أكبر هاشمي رفسنجاني: لدورتين.
5- محمد خاتمي: لدورتين.
6- محمود أحمدي نجاد: لدورتين.
7- حسن روحاني: دورة أولى ويترشح لدورة ثانية 2017.


من جهة ثانية، اضافة الى منصب الرئيس والانتخابات الرئاسية، يبقى منصب المرشد االروحي وولي الفقيه هو الابرز. ويعتبر المرشد الروحي علي خامنئي هو الثاني بعد الامام الخميني مؤسس الجمهورية في العام 1979.

والى الان لم تصل أية إمرأة إيرانية الى سدة الرئاسة في إيران مطلقا. رغم ان الجمهورية اوصلت سيدات الى الوزارة والى مناصب عليا كالناطقة باسم رئيس الوزراء، وتمّيزت سياسة الجمهورية بابراز تشجيعها للنساء، على عكس ما هو الواقع العربي الذي يُبعد المرأة عن الشأن العام، اضافة الى الخلل في الشأن الاجتماعي الذي يفرض قانون الولاية على المرأة.

والانتخابات الايرانية هي الانتخابات الوحيدة التي تجري في بلد اسلامي قائم على النظام الديني، في محيط يوصف بالرجعية والتخلّف والتوريث السياسي. ففي محيط دول كالسعودية، والكويت، والامارات، والبحرين، وقطر، وعمان، والاردن، وسوريا تتوارث الأنظمة المناصب العليا دون أية انتخابات عامة او رئاسية.

السابق
تدشين الرادار الجديد في المطار
التالي
نصرالله: لا حرب اسرائيلية قادمة