طرائف من البلد

يحصل فقط في لبنان ان يقول رئيس الجمهورية ويكرر امام الجميع انه يريد قانون انتخاب لإفساح المجال امام الكفاءات وايصال الكفاءات ولكن الجميع يعرف ان الترشيح هو للصهرين واحد في إمارة البترون والآخر في إمارة كسروان. طبعاً هذا هو اهم معيار للكفاءة.
نبيه بري اطلق البارحة حملة على حديث رئيس الجمهورية عن حصر التمثيل بالطوائف وعلى فكرة جبران باسيل (الصهر الذي لا يُرفض له اقتراح) بان يكون تأهيل كل مرشح ضمن مذهبه وليس ضمن الدائرة الانتخابية. بري اعتبر ان هذه الطائفية لعب بالوطن دون ان يتذكر ان اقتراحه بإنشاء مجلس شيوخ طائفي الى جانب مجلس نواب طائفي اي مجلسين على قاعدة التخلف المذهبي والطائفي هو من نفس عيار أفكار باسيل لعب بالوطن والهوية الوطنية عدا انه مخالف للطائف اي للميثاق الوطني.
ينسى بري ان حلم جبران وعمله متركز على بناء إمارة مذهبية من وحي الإمارة التي بناها بري.. ولاية جبران على المسيحيين كولاية بري على الشيعة بإسم الحقوق المزعومة والتي تتحول الى مغانم …..
البلد لم يعد يحتمل سرقات الطبقة السياسية التي تمتد الى كل المجالات ولا تتوقف عند حدود والجميع يتحدث عن هذه السرقات بدءاً من ملف تلزيمات بلوكات النفط وصولاًً الى البواخر التي كهربت الأجواء بين عون وجعجع. سرقة واحدة لا احد يتكلم عنها هي سرقة الهوية الوطنية اي منع اللبناني من ان يكون له هوية غير الهوية المذهبية أو الطائفية. كل مماحكاتهم حول قانون الانتخاب تتركز على منع ان يكون النائب ممثلاً لبلده ولشعبه كما ينص الدستور بل حصر التمثيل بالمذهب والطائفة.
سرقوا البلد عندما استطاعوا سرقة الهوية الوطنية.
اخيراً من اطرف ما سمع اللبنانيون هذا الأسبوع ان الجيوب المنتفخة تغمز من قناة تعويم الجيوب في سياق معركة الحصص حول بواخر الكهرباء.

السابق
الرقص على قبور الطغاة
التالي
«الاتحاد» لمصطفى ناصر تنطلق في 15 أيار