بعد باسيل.. عون يخرج عن خط عون!

جبران باسيل
الحملة على جبران باسيل من بعض حلفاء التيار الوطني الحر، تقوم على ارضية ان جبران باسيل طائفي ويبالغ بموضوعة حقوق المسيحيين وتصل اتهامات هذا البعض له بأنه يخرج عن خط الرئيس العماد ميشال عون وينقلب عليه... فهل فعلا باسيل ينقلب على الجنرال ويخرج عن خطه؟

آخر “النهفات” التي يتم تداولها في اوساط حزب الله وبعض المحيطين به، ان التيار الوطني الحر الذي اسسه وقاده العماد ميشال عون بدأ بالخروج عن خط الجنرال، بل يذهب البعض الى الايحاء بان هناك انقلابا جارٍ من قبل باسيل على خط العونية السياسية. لا شك أن العماد ميشال عون الذي وصل الى سدة الحكم بدعم المقاومة الاسلامية، ولكن ايضا برضوخ من قبل تيار المستقبل لهذا الخيار الذي طالما عارضه. رغم ما عبّر عنه اخيرا زعيمه الرئيس سعد الحريري عن ندمه لعدم انتخاب العماد عون في العام 2008 خلال مقابلة اجرتها معه محطة روتانا الخليجية (تعرضه كاملا ظهر غد الجمعة) وكانت “جنوبية” تفردت بنشر مقتطفاً من هذا الحوار امس (الاربعاء) الذي اجراه الزميل احمد عدنان.

اقرأ أيضاً: التيار الحر يتمسّك بالتأهيلي ضدّ «الممارسات الطائفية»

اخر النهفات كما سلف هي في ادّعاء الدهشة والاستغراب، من مواقف الصهر الوزير جبران باسيل، الى حدّ اعتبار باسيل وكأنه القوة التي تتآمر على خط العماد ميشال عون السياسي، وانقلبت عليه، فبدا ان كل مطالبة بتحسين تمثيل المسيحيين من قبل باسيل، وكانها من خارج سياق خطاب العماد ميشال عون، فيما يتناسى اولئك أن ما سمي مشروع قانون الانتخاب الارثوذكسي، لم يكن اختراعا باسيلياً خاصاً، ولم يتبناه حزب الله كرمى لعيون الصهر، بل كان تعبيراً عن عمق التحالف مع التيار الوطني الحر وزعيمه انذاك الجنرال عون، ولم نلحظ في حينه اي عقدة طائفية في خطاب المقاومة الاسلامية بسبب تبنيه ولا اي انتهاك لطهرانية حزب الله بسبب السعي الى تحقيق نقاء التمثيل الطائفي او المذهبي في البرلمان.


التيار الوطني الحر الذي يترأسه اليوم جبران باسيل، ما كانت لتتحقق له رئاسة التيار (بعد رعاية الجنرال بالطبع) لولا نجاحه في الامتحانات السياسية والتعبوية التي خاضها عشية توقيع ورقة التفاهم مع حزب الله في شباط 2006 الى لحظة انتخاب العماد عون رئيسا بعد ست سنوات، وما بينهما من خطاب ترسخ وتبلور على قاعدة ان الحريرية السياسية او السنية السياسية هي من التهمت الدولة اللبنانية وسرقت حقوق المسيحيين، وما كان حرص حزب الله على اقالة الحريري من منصب رئاسة الحكومة من منبر الرابية، وعلى لسان الوزير المفوه جبران باسيل، الا محاولة تأكيد أن استعادة حقوق المسيحيين بدأت باسقاط حكومة الحريري آنذاك، وكل الخبرات التي اكتسبها باسيل بل جوهر المشروع السياسي الذي تبلور خلال عقد من الزمن، كان مفتاحه ولا يزال استعادة حقوق المسيحيين المسلوبة، لم نلحظ في كل هذه المحطات والمراحل ما يشير الى أن ذلك الخطاب والمشروع يتنافى مع عقيدة المقاومة الاسلامية، او يتعارض مع ايديولوجية الممانعة، بل كان الدعم كل الدعم والتحالف يرتكز على استعادة الحقوق المسلوبة للمسيحيين.
جبران باسيل كان امينا لهذا الخط ولهذه المدرسة التي لم يشذ عنها حتى اليوم، لكن ثمة من يريد ان يقول ان باسيل خرج عن خط الجنرال، وانقلب على العونية، والسبب على ما يبدو ان ثمة سوء فهم في “ورقة التفاهم” مع حزب الله لدى العونيين، ان حقوق المسيحيين هي تلك التي استولت عليها السنية السياسية اما الشيعية السياسية فهي براء من وضع اليد على حقوق المسيحيين كبراءة الذئب من دم يوسف.

اقرأ أيضاً: «حزب الله» مصدوماً: باسيل لم يختبر العيش المشترك!

يحارب جبران باسيل لأنه الأمين على خط العونية السياسية، ولأنه لم يخرج على جوهر قوة هذا التيار الذي لم تكن قوته ولا مرة بسبب شراسته في تبني سلاح حزب الله، بل في الذود عما يسميه حقوق المسيحيين والا ما معنى ان يفوز عون ومرشحيه في انتخابات 2005 فهل كان هذا الفوز هو بسبب موقفه من تحرير مزارع شبعا، ام بسبب ما اعتبر حينها في الشارع المسيحي استهانة من قبل الحلف الرباعي الذي كان حزب الله احد اطرافه، بحقوق المسيحيين؟ بل ذهاب حزب الله الى التفاهم معه عام 2006 كان في سبيل تحرير مزارع شبعا؟ ام الانحياز الى مطلب عون في استعادة حقوق المسيحيين المسلوبة؟
القريبون من حزب الله ولا سيما جهابذة الممانعة منهم اليوم، يرون في كل ترجمة لاستعادة حقوق المسيحيين بقانون انتخاب يحسن تمثيلهم في البرلمان، خروج عن خط الرئيس عون وانقلاب عليه، لذا جبران باسيل خرج عن خط عون، وما لا يخفى على اللبيب بعد كل ما تقدم ترقب النهفة المقبلة اذا لم يحصل تدخل الهي لاستعادة بعض من اماناته …هي الرئيس ميشال عون خرج عن خط عون…

السابق
حماس تلقي القبض على قاتل مازن فقها
التالي
نفايات المستشفيات في صيدا: مكانك راوح