الاسلاميون ناصروا بلال بدر في عين الحلوة واسقطوا وقف اطلاق النار

لم يكتب للاتفاقية ولوقف اطلاق النار الذي أبرم أمس بين القياديات الفلسطينية مجتمعة ان ينفّذ في مخيم عين الحلوة، فتم خرقه لاحقا للتواصل الإشتباكات طيلة ليل أمس داخل احياء المخيم.

كان من المفترض أن يعود الهدوء صباح اليوم إلى مخيم عين الحلوة بعد خمسة أيام من الإقتتال بين القوة الأمنية المشتركة المدعومة من حركتي فتح وحماس من جهة، ضدّ مجموعة بلال بدر المتطرفة من جهة أخرى . اذ تم خرق الإتفاق الذي أجمعت عليه القيادات القيادة الفلسطينية السياسية والإسلامية، لجهة، غض النظر عن تواري بلال بدر عن الأنظار، بشكل يحفظ ماء وجه حركة فتح، مع حفاظ القوة الأمنية المشتركة على حضورها ونفوذها بشكل يضمن لها الانتشار في حي الطيرة لبسط الأمن.

اقرأ أيضاً: قنبلة عين الحلوة: لبنانية لا فلسطينية

فقد واصل مسلحو بدر حتى مساء أمس، إطلاق النار من منازل تحصنوا فيها ومارسوا القنص من مواقع لم يخلوها، لتعود الأمور إلى نقطة الصفر، لكن المفارقة الآن أن بلال بدر دخل مرحلة التواري عن الأنظار. لذا لم يكن الحسم العسكري قابلا للتحقيق، كما التسوية لم يكتب لها التنفيذ بفعل صراع النفوذ القائم في المخيم.

لذلك فقد عادت الاشتباكات بوتيرة مرتفعة الى حي الطيرة صباح اليوم، وسط معلومات تشير أن بدر ومجموعته عادوا الى مربعهم ، وشنوا أكثر من هجوم على مسلحي فتح.

وهنا تطرح مجموعة من التساؤلات هل يمكن لمجموعة بهذا الحجم الصغير يفترض أن تكون هامشية بالمقارنة مع الجهة المقابلة ان تصمد في الاشتباكات بمفردها؟ وبالتالي هل يمكن لهذه المجموعة ان لا تتلقى دعم وتستمر في القتال؟

وهنا تطرح إشكالية حول من يساهم بمساندة مجموعة بدر ويهدف إلى عدم حسم المعركة؟ لا سيما أن صمود بدر في تلك الإشتباكات يشير إلى عدم إمكانية حركة فتح (الطرف الأكثر مشاركة بالقتال) ان تحسم المعركة.فحسم المعركة سيكون له تداعيات سلبية عليها. فهل المقصود هو ضرب عصفورين بحجر واحد عبر إضعاف فتح وجماعة بدر في آن واحد من جهة. ومن جهة ثانية فتح المجال للفصائل الإسلامية أن تكون الآمرة الناهية في عين الحلوة؟ خصوصا أن حركة فتح أكثر الأطراف مطالبة بمعالجة شاملة للسلاح الفلسطيني وهو ما برز على لسان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي دعا عند زيارته للبنان قبل شهرين إلى سحب السلاح الفلسطيني الى خارج المخيمات دون انتستجيب الدولة اللبنانية لطلبه، وهو ما يطرح مخاوف جدية عن تحول المخيم إلى ساحة استنزاف للفسلطينيين وقنبلة قابلة للتفجير في أي وقت.
لذا فإن مسار المعركة بهذا الشكل يطرح مخاوف جدية من ذهاب الأمور لتداعيات خطيرة قد تصل حدّ تدمير المخيم وتهجير أهله، لكن هذه المرة سيقال أن المسؤول عن ذلك الفلسطينيين أنفسهم.

وفي هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث مع مدير مركز “تطوير للدراسات الاستراتيجية والتنمية البشرية الكاتب السياسي الفلسطيني هشام دبسي الذي أشار إلى أن “خرق اتفاق وقف اطلاق النارالذي تم وفق اتفاقية حلّ شامل لقضية جماعة بدر جاء من قبل القوى التي كان من المفترض انها مع الإجماع الوطني القاضي بإنهاء بلال بدر وجماعته وتسليمه، لكن التدخلات الخارجية غيّرت من موقف القوى الإسلامية التي أصبحت في صف بدر وتشكل درعا له”. وتابع “هذا ما أدى إلى خلل في انتشار القوى الأمنية وبالتالي عودة الاشتباكات التي تتحمل مسؤوليتها القوى الإسلامية والقوى التي تنحّت جانبا في موقف المتفرج فقط”.
كما أشار الى أن “الشيخ ماهر حمود كان رأس الحربة لهذا الإتفاق وتوليد موقف لبناني وفلسطيني من أجل الوصول لهذه الصيغة التي لم تكن فتح راضية عنها، وجاءت الوقائع لتسير إلى أن التوافق العام لم يكن في الميدان متساو حيث بدا موقف آخر”. لافتا إلى أن “بعض القوى الاسلامية مع الاسف قدمت المساعدة لبدر”.
وعن هدف هؤلاء بمساندة بدر وجماعته قال دبسي “أنهم لا يريدون سيطرة فتح على المخيم فضلا عن الرعاة المحليين كانوا يسعون للوصل لتسوية لا تؤدي في نهاية المطاف إلى إستسلام بدر أو تسليم نفسه”.
ورأى دبسي أنه “لا يمكن عزل ما يحدث في عين الحلوة عن الأزمة الإقليمية والوضع في سوريا، خصوصا أن النظام إستخدم المخيمات سابقا من اجل إطالة عمره وهو ما حصل في مخيم البداوي ونهر البارد”. مضيفا أن “النظام له مصلحة في وضع يده على المخيمات واستغلال اللاجئين كدفعة على الحساب بشكا يؤمن بقائه”.

اقرأ أيضاً: التهديدات بنقل معارك عين الحلوة الى صيدا يؤرق المسؤولين

وخلص دبسي الى أن “المسألة هنا تتطلب من الفصائل التعاون الكامل مع القياديات والشرعية الفلسطينية من اجل الحصول على حالة منضبطة في المخيم. فطالما هناك مجموعة كمجموعة بدر بالشكل عسكرية وفي المضمون استخبراتية لن تهدأ الأمور حتى يتم تسليمه أو قتله في المعارك الدائرة ، لكن القوى الأخرى المرتبطة لا تريد هذه النهاية التي تطمئن اللبنانيين والفلسطينيين معًا”.

السابق
الصورة الأولى المسربة لـ«بلال بدر»
التالي
الحزب اللبناني الواعد: مسرحية شعبوية قد تؤدي إلى إنهيار الوطن