وفاة البيك اليساري وعقل «ثورة الأرز» سمير فرنجيّة

غيب الموت النائب السابق سمير فرنجية عن عمر ناهز الـ 71 عاما، وذلك اثر مرض عضال كان يعالج منه في السنوات الاخيرة.

سمير فرنجية هو إبن رجل الاستقلال الراحل حميد بك فرنجية الذي كان الشقيق الأكبر لرئيس الجمهورية الراحل سليمان فرنجية (1970- 1976).

اقرا ايضا: سمير فرنجية.. رحل قديس الميثاق وإمام الحوار

في مقال للكاتب الصحافي عبد الحاج في صحيفة العرب اللندنية نُشر في 2014/05/24 كشف فيها سمير فرنجية عن فصول من حياته السياسية، فقال ان وعيه الساسي بدأ يتبلور بعد هزيمة حزيران 1967 والخيبة العربية “التي نقلت لبنان إلى مواقع أكثر راديكالية، لدرجة اعتبار أن الحزب الشيوعي “يميني”، وهنا بالذات صار الاقتراب أكثر فأكثر من الثورة الفلسطينية. كانت شبه بديل عن التيّار الناصري، على سبيل المثال. كما أنّ اليسار نفسه سريعاً ما تزاوج مع المسألة القوميّة، وكان رئيس الحزب الشيوعي يومذاك نقولا الشاوي. وكان سمير مع مجموعة من الطلّاب ناقم أشدّ النقمة على هذا الوضع، فوجدوا أنّ الحزب الشيوعي هو الأكثر تنظيماً في تلك الفترة من الناحية الراديكالية. يقول فرنجية: “انتسبتُ إلى الحزب الشيوعي لأقل من سنة واحدة، وخرجت على خلافٍ ولكن الصداقات بقيت”.

اغتيال جنبلاط والتحوّل

وفي مقالة العرب الآنفة الذكر يكشف فرنجية انه تعرف على كمال جنبلاط من خلال رفاق له في الجامعة، شماليين، كانوا في الحزب التقدمي الاشتراكي، هم من عرفوه إليه، ويذكر فرنجية “بأن اللقاء الأول كان ودياً جداً، خصوصاً تجاهي، لأنّه في الانتخابات الرئاسية عام 1952، كان كمال جنبلاط مؤيداً لكميل شمعون، ويذكر أنه اعترف له: “أنا أخطأت يومها في تأييدي لكميل شمعون، أخطأت تجاه والدك، ثم التقينا في جبهة المعارضة في 1957 التي كنت فيها مع والدك”. وكان والدي أمين سر الجبهة. واستمرت صداقتنا الودّية حتى اغتياله”. ويضيف ” أذكر أنني سألته قبل اغتياله بيوم واحد عمّا يفعله، قال لي إنّه يقوم بترجمة كتاب، وجلسنا نتناقش فيه. وكانت المرة الأخيرة التي رأيته فيها”.

اقرا ايضا: من هو سمير فرنجية؟

ويوضح فرنجية “موقفي من النظام السوري أعيده إلى هذا الحدث. كيف تجرأ السوريون وقتلوه؟ خصوصاً أن لا أحد حامت حوله أية شكوك في اغتياله سوى السوريين، وهذه الصدمة هي التي جعلتني أتساءل:”ماذا بعد؟”. ويؤكد ان النظام السوري  كان مسؤولا عن 70 بالمئة من مشاكل لبنان.

مفكّر ثورة الأرز

خاض فرنجية العام 2000 الانتخابات النيابية عن المقعد الماروني في دائرة الشمال الثانية، لكنه انهزم أمام جان عبيد، ليشارك في العام 2001 بتأسيس لقاء قرنة شهوان المناهض للوجود السوري، وشق الطريق بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري إلى “انتفاضة الاستقلال” في العام 2005 ليصبح أبرز أركان قوى “14 آذار” وعرف بانه كان عقل ثورة الأرز ومفكّرها التي نالت عطف العالم الحرّ اجمع بوصفها ثورة ضدّ الهيمنة السورية، وهي اسفرت عن انسحاب القوات السورية من لبنان بشكل نهائي بعد شهر في 26 نيسان عام 2015.

ترشَّح فرنجية للانتخابات النيابية العام 2005، وفاز بأحد المقاعد المارونية الثلاثة عن دائرة زغرتا. كان لفرنجية عتبٌ على المسار الذي اتخذته “14 آذار” بعد مرور أكثر من 10 سنوات على انطلاقتها، إذ اعتبرها باتت بلا مشروع.

أسس فرنجية لقاء “سيدة الجبل” مع فارس سعيد ومستقلين في قوى “14 آذار”. وفي تشرين الأول من العام 2016، كُرِّم في قصر الصنوبر في احتفال ضمَّ جمعاً من محبيه بدعوة من السفير إيمانويل بون، الذي قلده وسام الشرف الفرنسي من رتبة “كومندور” باسم الرئيس فرنسوا هولاند.

نهاية العام الفائت 2016، منحته أكاديمية هاني فحص للحوار والسلام في دورتها الأولى “جائزة هاني فحص لصناع السلام” تقديراً لعطاءاته ومبادراته في هذا المجال.

السابق
هكذا نعى سياسيو وإعلاميو لبنان الـ«بيك» سمير فرنجية
التالي
A wicked investment in Ain El Helwe