هل أميركا مستعدة للحرب ضد إيران؟

هل تؤدي الحرب النفسية بين اميركا وإيران إلى حرب عسكرية؟

قبل أسبوع من الغارات الأميركية على قاعدة الشعيرات في حمص، قال القائد العام للقيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية الجنرال جوزف فوتيل أن أكبر قوة مزعزعة لإستقرار الشرق الاوسط هي إيران. الجنرال فوتيل، مؤكداً على ضرورة إستمرار التجهيز على كافة الصعد العسكرية لمواجهة التهديد الإيراني وهزيمته.

ونتيجة تداعيات الـ59 صاروخ توماهوك بعد ان أطلقتهم البوارج الحربية الأميركية على أهداف دقيقة في سوريا، أصدرت إيران وسوريا وروسيا ومعهم حزب الله ليل امس (الأحد) بياناً مشتركاً حذروا فيه من إقدام أميركا على خطوة جديدة تستهدف قواعد نظام بشار الأسد في سوريا، وأكد حزب الله أن ما فعله ترامب في سوريا ما هو إلا تصرف أحمق، يدل على قلة إستدراك أميركا لصراعات الشرق الأوسط مؤكداً على مواصلة الحملة العسكرية لكسر أميركا الداعمة للمنظمات الإرهابية على حسب زعمه.

من جهة أخرى تحدثت وكالات انباء دولية، عن حصول غارات عسكرية على معاقل لحزب الله في مدينة فليطة في سوريا، بالتزامن مع الغارات الأميركية على الأسد، ويحذر الإسرائيليون من ان الاوضاع المعقدة في المنطقة قد تؤدي إلى إندلاع حرب بين حزب الله وإسرائيل، تزداد أرجحية حصولها على اثر إندفاع أميركا للقضاء على الأسد الداعم الأساسي لحزب الله بالإضافة إلى حماسة حكومة نتنياهو بضرب الحزب في سوريا.

ومن جهته طرح موقع “بي جي ميديا” الأميركي، سؤال “كيف يمكن لأميركا تحقيق إنتصار طويل الأمد على إيران” رغم إنخراط الاخيرة في تحالف يتطور بإستمرار ضد الولايات المتحدة الأميركية، وبحسب كاتب المقال مايكل ليدن فإن إستماتة طهران بالدفاع عن بشار الأسد شخصياً، يؤكد أن سقوطه يعني سقوطها.

إقرأ أيضاً: وثائقي قناة المنار يُربك الإسرائيليين

ويضيف الموقع، أن أميركا قد تندفع لتحطيم بشار الأسد، ولكن عليها ان تأخذ بعيّن الإعتبار التواجد الإيراني الروسي في سوريا، لذلك فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى رفع عديد الجيش الاميركي، ولكن لا يعني ذلك إحتلال مساحة أرضية “كانت تسمى سوريا”. ويقترح الكاتب على الإدارة الأميركية أن تستفيد من الشرخ الحاصل بين السلطة الإيرانية وشعبها، في حال قررت الإطاحة بالأسد.

ولكن الباحث في الشؤون الإستراتيجية وليام أستور يقدم قراءة مختلفة للصراع الإيراني الأميركي المرجح أن يتطور فوق الأراضي السورية، بعد تأكيد المسؤوليين في واشنطن على ان خيار إستهداف الأسد مرة جديدة ليس مستبعداً، ووافقت من جهتها بريطانيا، الحليف الإستراتيجي لأميركا في الحروب، على إستهداف الأسد من جديد، بتصريح الخارجية البريطانية، التي أكدت اليوم (الأثنين) على ان ضرب الأسد من جديد خيار وارد.

يقول وليام أستور في مقاله في “ألترنت” الأميركي، أن إيران تعد أبرز آفة في الشرق الاوسط، بعد أن اثبتت قدرتها على إرباك الإدارات الأميركية منذ بوش وصولاً إلى أوباما وستسعى إلى إرباك إدارة الرئيس الجديد دونالد ترامب، بسبب أجندتها المتكاملة، ورؤيتها الاستراتيجية التي تنفذ بحذافيرها في الدول العربية، منطلقة من نجاحها في حصد الإنتصارات بعد الإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين على يد الجيشين الاميركي والبريطاني. وتضيف “إنترنل” أن الجنرالات الاميركيين مؤمنين بأن إيران تلعب دائماً مع أميركا في المنطقة الرمادية، ما بين السلم والحرب، وقد إستفاد الحرس الثوري الإيراني من ذلك لتطوير أداؤه العسكري في الدول المجاورة لبلاده.

إقرأ ايضاً: إسرائيل تبحث إقامة منطقة عازلة على طول حدودها مع سوريا

يشرح الكاتب الدور السلبي الذي لعبته السياسات الاميركية في المنطقة، ويتساءل ما إذا كان ترامب يمتلك رؤية صريحة وواضحة حول اي حرب مقبلة مع إيران، فقد أدت الحرب في اليمن والعراق وسوريا إلى زعزعة أمن المنطقة عبر إقدام الدول على التسلح وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية.

ويلوم وليام استور، السياسات الاميركية في العراق وقبلها في ايران حين إستغنت عن الشاه رضا بهلوي، وبحسب الكاتب فإن اميركا فشلت منذ زمن بعيد في الشرق الأوسط، وترفض بأن تنظر إلى أخطاءها الجسيمة والإعتراف بها، وتتفاقم خطورة الفشل مع وجود متحمس للحرب كترامب، يريد الإستمرار في نهج المواجهات التي سببت لأميركا الكثير من الأخطاء الفادحة في المنطقة.

ورغم إستبعاد عدد كبير من الخبراء العسكريين اندلاع نزاع عالمي جديد، إلا أن عدد من الخبراء يقرأون ما حصل في سوريا مؤخراً بالتوازي مع توتر حاد بين اميركا من جهة وروسيا وإيران من جهة اخرى، على انه مؤشر لإنهيار القواعد التي على اسسها منع نشوب حرب كبرى جديدة، وبهذا التوجه يقول مركز “نيوزيلاند هيورد” ان الغارة على الأسد، قسمت العالم إلى محورين واضحين في صورة تشبه الحرب العالمية الثانية، فالمحور الاول تتزعمه اميركا، ويضم كندا وبريطانيا وفرنسا وقطر والسعودية والاردن، بينما المحور الثاني تتزعمه روسيا وإيران وفنزويلا وكوريا الشمالية والجزائر ولبنان، ولا يستبعد المركز النيوزيلندي ان يزداد تمسك كل محور بخصائصه العسكرية ونفوذه.

 

 

السابق
رئيس حركة حماة الديار يشارك في الذكرى السبعين لتأسيس حزب البعث
التالي
سقوط صاروخ أطلق من صحراء سيناء المصرية على اسرائيل