المرشد الأعلى ووزير أرمينيا وخطاب الحريري الباسيلي

ثلاثة حوادث سيطرت على المشهد اللبناني مؤخراً..

المشهد الأوّل:

فقط في لبنان؛ وزير للسياحة (أواديس كيدانيان) يقول إنه “يفضل أرمينيا على لبنان”.

فقط في لبنان؛ يبقى الوزير وزيراً بلا مساءلة ولو أساء إلى دولة كبيرة ومؤثرة وذات شعبية في لبنان، إلى درجة القول: “لا أشجع أي شيء مع تركيا ولا أريد منتجاتهم ولا أريد علاقة معهم وأنا سعيد لوجود مشكلات عندهم”.

فقط في لبنان؛ أقلية أرمنية لا يشكك أحد بوطنيتها، ولا يسائلها سياسي عن خياراتها، وتخضع الحكومات المتعاقبة لرغباتها، وفرض وزرائها، وتحظى ب6 نواب /128/، ووزيرين في حكومة /24/، وهي أقل من 4% من اللبنانيين… وذلك حرصاً على العيش المشترك.

لو قال مواطن عادي إنه يفضل قيام دولة قومية تلم شتات العرب؛ لقالوا عنه رجعي بلا وطنية، ولو قال مسلم ملتزم، أنه يؤمن بدولة إسلامية تلم المسلمين؛ لقالوا عنه تكفيري متشدد. اما أن يُلحق رئيس أكبر حزب أرمني نفسه بدولة ما؛ فمنسوب الوطنية لديه يؤهله لرتبة وزير.

المشهد الثاني:
سعد الحريري (خلافا لنسق مواقفه السابقة): “لبنان يقترب من نقطة الانهيار بسبب ضغوط استضافة 1.5 مليون لاجئ سوري، وأخشى من اضطرابات قد تندلع بسبب التوتر بينهم وبين المجتمعات اللبنانية”.(13/3/2017)

للانصاف؛ لا ينبغي ان ينكر أحد عبء ملف اللاجئين على كل صعيد؛ لكن -وللعدل- لا ينبغي لرئيس حكومتنا أن يستعير لغة العنصريين والطائفيين، ويضيف إليها التهويل (قال وزير الطاقة في حكومة الحريري في اليوم نفسه محرضا على السوريين: “النازحون السوريون يحرمون اللبنانيين من 5 ساعات تغذية يومياً – قصده انهم يزيدون الاستهلاك- “.

إقرأ أيضاً: كلام باسيل ضدّ السوريين يتفاعل والناشطون يصفونه بالعنصرية

للعلم؛ فإن لبنان هو البلد الوحيد الذي يدفع فيه اللاجىء بدل إقامة للأمن العام، وهو الوحيد الذي لا يقدم لهم شيئا من ميزانية الحكومة، بل يستفيد مما تقدمه الجهات المانحة ومن التحويلات للسوريين في لبنان…وهو الوحيد بالتأكيد الذي قال على مدى ثلاثة عقود إننا والسوريين شعب واحد في دولتين>
مصطفى زهراني، القريب من الخارجية الإيرانية يعترف:” كنا متفائلين.. اعتقدنا أن الحرب في سوريا ستكون لفترة قصيرة.. اعتقدنا أن العدو ضعيف، ولا إستراتيجية لدينا للخروج من الحرب في سوريا” (31/3/2017)

عجباً لأمرهم؛ يتحدثون عن الصمود ست سنوات في وجه شعب، ولا يرون صمود ثورة على أعتى الأنظمة قمعية، وعلى دولة عظمى، وأخرى إقليمية، وشذاذ الافاق من كل أصقاع الأرض.

المشهد الثالث:

ثم قرر السيد حسن “مرشد الجمهورية” ليلة أمس (31/3/2017) أن يريح أجهزة الدولة اللبنانية، وأن يتولى رجاله مباشرة حملة مداهمات في الضاحية، “عاصمة جمهورية المقاومة”، لقمع المخالفات، وتوقيف الحشاشين والمخلين بالأمن.

إقرأ أيضاً: حزب الله يسقط هيبة الدولة وينشر عناصر ملثمة في برج البراجنة

هذا هو حجم الموضوع لا أكثر… وهو لا يتعارض مع خطاب القسم، ولا يضرب صورة العهد والحكومة … وليخسأ الذين يريدون المس ب “الثلاثية الذهبية” (شعب وجيش ومقاومة) من “عبيد” السفارات “الصغار”.!

السابق
بالفيديو: صيدا غارقة في الأمطار
التالي
جيش النصر لـ«جنوبية»: الأسد استخدم الكيمياوي في حماة