الناشطون في لبنان مطاردون منذ انتخاب الرئيس عون

لا يزال الناشط أحمد أمهز محجوز بين القضبان على مدى سبعة أيام على خلفية منشور "فايسبوكي" بحجّة أنه مسّ الرؤساء الثلاث. ورغم مناشدة الجمعيات الحقوقية ومجتمع المدني بضرورة الإفراج عن أمهز إلا أن السلطات اللبنانية لا تزال تدير أذنها الصماء.

يشهد لبنان في عهد من عانى من الظلم وعاش في المنفى لسنوات طوال زيادة في المظلومية وتضييق على الحريات.

اقرأ أيضاً: كلّ ما تمارسونه جريمة: #الستاتوس_مش_جريمة

فمنذ دخولنا في العهد العوني شهدنا سلسلة ملاحقات واعتقالات بحق عدد من الشبان الناشطين على مواقع التواصل على خلفية آراء نقدية بحق مسؤولين لبنانيين ُنشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ومنهم باسل الأمين وحسن سعد، اللذان أوقفا لمدة ستة أيام في كانون الأوّل 2016، وآخرهم توقيف أحمد أمهز بتهمة المس بالرؤساء الثلاثة عبر تعليق فيسبوكي منذ يوم الثلثاء 21 أذار.
ورغم تضامن الجمعيات والمؤسسات التي تعنى بحرية التعبير عبر إصدار بيان للمطالبة بالإفراج عن الناشط أحمد أمهز، وتنفيذ عدد من ناشطي المجتمع المدني وقفة احتجاجية أمام قصر العدل، رفضاً لهذا التوقيف. وقد علمت “جنوبية” ان قاضي التحقيق بيار فرنسيس أصدر اليوم مذكرة توقيف وجاهية بحق أمهز بتهمة تحقير رئيس الجمهورية وكل من رئيسي مجلس النواب والحكومة ووكيله المحامي واصف الحركة استأنف القرار.
وقد ردّ الإستئناف من قبل المحكمة على أن يتم غدا تقديم طلب اخلاء سبيل. وبحسب معلومات “جنوبية” من الممكن إخلاء سبيل امهز يوم الأربعاء أو الخميس القادم.

وفيما يكفل الدستور اللبناني في مقدمّته وفي عدة مواد حريّة الرأي والمعتقد، غير أن قانون العقوبات اللبنانيّ يجّرم التحقير والقدح والذمّ في حقّ الموظفين العموميين في المواد 383 الى 386 منه، وتجيز المادة 384 من قانون العقوبات السجن من 6 أشهر إلى سنتين بتهمة تحقير رئيس الجمهورية أو العلم أو الشعار الوطني. لا يزال أمهز يقبع في السجن منذ 6 أيام فيما الياس هاشم ابن العميل الإسرائيلي عقل هاشم، وصل إلى بيروت صباح الاثنين الفائت عبر المطار، وتم توقيفه بجرم التعامل مع العدو، حيث انه كان يدرس في حيفا أثناء الاحتلال الصهيوني للجنوب قبل سنة 2000، ومن ثم انتقل للإقامة في الكيان الصهيوني بعد التحرير، وعاد إلى لبنان حيث تم سوقه من المطار مباشرة إلى المحكمة العسكرية التي حاكمته في اليوم نفسه سنة واحدة مع وقف التنفيذ .
لكن خيانة الوطن والتعامل مع العدو مباحة ويتم التهاون معها، أما المسّ “بالذات الرئاسية”، فهو اصعب من الذات الالهية، وهو ممنوع ودونه سجون وتحقيقات وربما تعذيب، والويل لمن يتجرأ على فعلها.
وفيما حاولت “جنوبية” التواصل مع وكيل أمهز المحامي واصف الحركة لمعرفة تفاصيل عن جلسة اليوم رفض الإدلاء بأية تصريح نظرا لعدم إعطائه الإذن بالتحدث إلى الإعلام من قبل نقيب المحامين.

اقرأ أيضاً: بعد باسل الأمين.. طارق شمالي يسجن ضحية لتغريداته أيضا

وكان أمهز قد أُحضر يوم الثلاثاء الى مخفر برج حمود بسبب ضبط سير، إلا أنه تم توقيفه بناء على بلاغ سابق بحقه بسبب ما نشره على فيسبوك. وقد نُقل في اليوم نفسه الى مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية للتحقيق معه. وعلى أثر ذلك، ادعت النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان بحقه تبعاً للمواد 383, 384 و386 من قانون العقوبات، وأحالته موقوفاً أمام قاضي التحقيق في جبل لبنان بيار فرنسيس الذي حدد جلسة لاستجوابه يوم الأثنين 27 آذار الذي يصادف اليوم.

السابق
وزراء خارجية العرب يتضامنون مع لبنان
التالي
ذاكرة الحرب اللبنانية واحتمالاتها «الآتية»