طرح «المؤتمر التأسيسي» من قبل الوزير طلال ارسلان يثير تساؤلات!

طلال ارسلان
بشكل واضح وصريح دعا وزير دولة لشؤون المهجرين رئيس "الحزب الديمقراطي" طلال ارسلان إلى مؤتمر تأسيسي فما المقصود منه في هذا التوقيت بالذات؟

أثارت دعوة وزير المهجرين رئيس “الحزب الديمقراطي” طلال ارسلان، أمس، الى وجوب عقد مؤتمر تأسيسي يعيد صياغة نظام هذا البلد، أثارت بلبلة عند بعض الأطراف السياسية التي حذرت من خطورة هذا التصريح لأنها دعوة صريحة للانقلاب على اتفاق الطائف. وهي وصفة لحرب جديدة بين اللبنانيين، سيما أن اتفاق الطائف أنهى 15 سنة من الحرب.

اقرأ أيضاً: مبادرة نصرالله إلى مؤتمر تأسيسي .. فلنرحب بها

وكان ارسلان، أكد في مؤتمر صحفي “ان استمرار العمل بالنظام العرفي وخارج الدستور هو ما يدمر كل البنى التي توحد الشعب اللبناني”، معتبرا ان “هذا النظام يقوم على قواعد طائفية ومذهبية، وما نقوم به اليوم يتناقض بالكامل مع قواعد الدستور انه نظام الأبارتايد”.

وقال مستبقا الهجوم “إن كانت تسميتنا لعقد مؤتمر تأسيسي أزعجت البعض، نقول لهم سموا ما تشاءون بل يجب الدعوة الى حوار وطني عام، أو أي اسم آخر لتطبيق الدستور بكل مواده”.

والجدير ذكره ان فكرة المؤتمر التأسيسي ليست وليدة اللحظة، إنما يتبناها “حزب الله”، ودعا اليها بشكل مباشر عام2012 عندما اقترح أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله «مناقشة خيار بناء الدولة وتطوير الفكرة إلى عقد مؤتمر تأسيسي وطني عنوانه بناء الدولة»، وحينها وُوجه بمعارضة شديدة من قبل مؤيدي اتفاق الطائف اللذين رأوا ايضا في هذه الدعوة أن الحزب يهدف من ورائها الإطاحة بـ«المناصفة» ونهاية كيان لبنان للوصول الى فرض دولة ولاية الفقيه.

ومن هنا تبدو مدى حساسية طرح فكرة المؤتمر السياسي، لذا فالمستغرب طرح النائب طلال ارسلان في هذا التوقيت بالذات لاسيما أن ردود الفعل إزاء هذا الطرح متوقعة. حتى ان البعض اوحى ان الدعوة لصياغة نظام جديد تُخفي نيّة تعطيل الانتخابات النيابية، من خلال عرقلة التوافق على قانون جديد للانتخابات النيابية من قبل محور 8 آذار.

في هذا السياق، أكّد عضو كتلة “المستقبل” النيابية النائب عمار حوري “نحن نتمسك بإتفاق الطائف كونه الأساس، والعودة عنه تأخذنا إلى المجهول”. وأضاف “إنهاء اتفاق الطائف يعيد الأمور إلى المربع الأول”. وأشار إلى أن “تكرارنا لوجوب التمسك باتفاق الطائف والدستور يأتي من هذا المنطلق، وهو كلام يستند إلى حماية لبنان بوجه العواصف”. وخلص حوري “لا يمكن العودة عن الطائف بعدما دفعنا ثمنه آلاف الشهداء ومعوقي ومفقودي الحرب، وأي بديل عنه هو خطر مؤكّد”.

عمار حوري

بالمقابل، رأى الصحافي والمحلل السياسي جوني منيّر في تصريح لـ”جنوبية” أن: “توقيت دعوة إرسلان لمؤتمر تأسيسي لافتة. وقد يكون هذا التصريح ينطلق من خلال مسألتين الأولى الواقع الدرزي الصعب مع أي صيغة انتخابية جديدة تُطرح، وكذلك العودة إلى قانون الستين سيعيد الطائفة الدرزية إلى حجمها الطبيعي”.

أما الإعتبار الثاني، بحسب منيّر “فهو من منطلق تحالفه مع حزب الله الذي دعا سابقا إلى مؤتمر التأسيسي بشكل مباشر على لسان الأمين العام السيد حسن نصرالله تحت عنوان إعادة إنتاج صياغة حكم جديدة أو طائف جديد يدخل معه الحضور الدرزي في الدولة مع امكانية إقامة مجلس الشيوخ”.

إلى ذلك رأى مستشار الرئيس سعد الحريري الدكتور داوود الصايغ لـ”جنوبية” أن: “الدعوات السابقة لمؤتمر تأسيسي لم تكن بهذه الصراحه، حتى أن نصرالله لم يتحدث عنها بشكل مباشر وصريح. إذ كانت الدعوات تصدر من قبل البعض بشكل خافت لأن المؤتمر التأسيسي يعني كتابة الدستور اللبناني من جديد، وبالتالي هو إعادة بناء نظام جديد وقواعد جديدة للوفاق الوطني”.

كما إستبعد “أن يكتب لهذه الدعوات النجاح لأنه سبق وبُني النظام على توازن وركائز منذ عام 1920”. وتابع “ولا أعتقد أن أحدا يريد الخروج من النظام الحرّ والنظام البرلماني كما الخروج من الاجماع العربي”.

داود الصايغ

كذلك أشار الصايغ الى أنه “يجب طرح تساؤل على اصحاب هذه الطروحات، ما هو المقصود منه؟ فهل يقصد إعادة توزيع الكوتا والمشاركات الطائفية في النظام؟”. وأضاف “مهما كان الدافع لا يوجد أسباب تبرر ان تحارب الثوابت وان يتغيّر الدستور”.

اقرأ أيضاً: نعم لمؤتمر تأسيسي يرضي الشيعة ويوقف تسليحهم

وخلص داوود الى أنه “مطلب سياسي لا أمل له إطلاقا في الوصول الى نتيجة ما دام الجميع متفقين على العيش معا دون طغيان فئة على أخرى”.

السابق
شاهد كيف يأكل اللاعبون الموز بطريقة مضحكة أثناء المباريات
التالي
حوري: تمسكنا بإتفاق الطائف هو الأساس والعودة عنه يأخذنا إلى المجهول