خطاب نصرالله يتجاهل الغارات الاسرائيلية ويتفاخر بمحور المقاومة!

غابت الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مواقع استراتيجية تابعة لحزب الله وقافلة أسلحة عن خطاب السيد حسن نصرالله، فيما حضرت اليد الممدودة للتكفيريين؟

أطلّ السيد حسن نصرالله اليوم السبت على جمهوره وذلك في مناسبة ذكرى ولادة السيدة الزهراء (ع)، فخاطبهم من خلف شاشته الزجاجية عن فلسطين، العراق، سوريا، وسلسلة الرتب والرواتب والضرائب.

غير أنّ هذا الخطاب الذي أتى بعد 24 ساعة من الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مواقع الحزب في سوريا وشحنة أسلحة له، بإعتراف اسرائيلي نقلته القناة الثانية، وبتأكيد من رئيس وزراء العدو بنيامين نتيناهو بأنّ حزب الله هو هدف دائم لهم في سوريا، سقط منه هذا الحادث، عمداً لا سهواً.
فأمين عام حزب الله الذي لا يملك الحجة القوية للتملص من الرد بعدما أذاعه الإعلام الاسرائيلي الذي يثق بموضوعيته، إضافة إلى اعتراف نظام الأسد نفسه بالغارة وردّه العشوائي عليها وادعائه بإسقاط طائرة اسرائيلية، والذي سرعان ما دحضته الصور التي تناقلها الإعلام الأردني لبقايا الصاروخ السوري الذي دمرته مقاتلات العدو، تجاهل هذا الاستهداف جملة وتفصيلاً.

فسيد المقاومة الذي سبق له وأن هدد اسرائيل باستهداف مفاعلها النووي، وخزان الأمونيات، صمت عن مواجهة الغارات الإسرائيلية التي تستهدفه على الدوام والتي كان أوّلها بعد خطاب التهديدي، وثانيها يوم أمس.
ممّا يعني أنّ كلّ ما يتم ترديده تجاه اسرائيل من تصعيد كلامي لا يتخطى البروباغندا الخطابية.

إقرأ أيضاً: غارة «القطيفة» ونفي الإعلام الحربي: حزب الله يتفادى الاستدراج الاسرائيلي

في مناسبة مختلفة يسيطر على جو التشكيك والنفي حول الغارة وأهدافها، كان يمكن لجمهور حزب الله أن يؤكد أنّه ما من غارة وأن السيد لا يخوض في الشائعات وكلام “السفارات”، إلا أنّه وفي ظلّ التوثيق الإسرائيلي والأسدي، يٌظهر هذا التجاهل الذي أبداه نصرالله عجزاً عن الرد وريبة من الدخول في حرب جديدة لا تنفع بها عبارة “لو كنت أعلم” لاسيما وأنّ ما من غطاء دولي ولا حتى عربي.

 

فحزب الله الغارق مالياً وعسكرياً في المستنقع السوري هو ليس في وارد فتح جبهة مع اسرائيل ولو كان الثمن ذلك أن يبقى هدفاً مباحاً تستهدفه المقاتلات الإسرائيلية في وقتها وزمانها المناسب.

إقرأ أيضاً: الغارة الإسرائيلية عملية تمويه وأهالي حلب لا يفكرون إلا بالموت

تجاهل الغارة الإسرائيلية ليس المفارقة الوحيدة التي يمكن رصدها في خطاب السيد حسن نصرالله، وإنّما هناك نقطة ثانية وهي مدّ اليد للجماعات الإرهابية ودعوتها للإلتحاق بصفوف المقاومة إذ توجه إليهم نصرالله بالقول “أدعو التنظيمات التكفيرية إلى الخروج من محور العدو إلى محور المقاومة ومازال ذلك متاحا”.

هذه المهادنة مع الجماعات التي يصفها حزب الله بالتكفيرية، وحملات الجهاد بالأموال التي يطلقها عبر الإعلام والسوشيل ميديا ويرفع لها حتى اليافطات في ضاحيته، إضافة إلى تغاضيه عن الاستهداف الإسرائيلي تؤكد أنّ حزب الله في أسوأ مراحله المالية والتنظيمية، وكلّ ما يحتاجه هو استراحة محارب بعدما استنزفته الحرب السورية وقيدته العقوبات الأمريكية ونقص المال الإيراني.

السابق
من بنت لبنانية الى السيد حسن نصرالله
التالي
بحبك يا زعيمي بس قد ولادي…لا