حقوق الاستاذ الثانوي

لم تعد القضية قضية مطالبة بالحقوق المادية المهدورة للاستاذ الثانوي، بل أصبحت قضية حفاظ على كرامته والحفاظ على موقعه الوظيفي بين سائر الوظائف الرسمية الأخرى.

بات الاستاذ الثانوي في نظر الكثيرين ذاك الانسان الطامع بأموال الدولة، الانسان الذي يحمّل الدولة والمواطنين فوق طاقتهم من اعباء، ناكرين بذلك حقه المتراكم والمهدور منذ سنوات مضت. بات ينظر اليه على انه الجلاد، القاسي الذي لا يبالي بحقوق الطلاب ومستقبلهم وشهاداتهم. ولم تؤخذ بعين الاعتبار حقوقه وتعبه كل تلك السنوات من أجل طلابه ومستقبلهم. هو يعمل على تأمين مستقبل الطلاب ولكن هل من أحد فكر بمستقبل هذا الاستاذ بعد تقاعده؟

اقرأ أيضاً: طلاب لبنان يعتصمون: لا للإفادة.. ولا لإستغلالنا في مطالب الأساتذة

لن أتكلم بالأرقام، فقد لا يفهم الكثيرون مضمونها، ولكن سأشرح بشكل مختصر ما يريده الاستاذ الثانوي، هو يريد ان يستعيد موقعه كموظف فئة ثالثة بالنسبة لدكاترة الجامعة في الفئة الثانية وبين الموظفين الإداريين من الفئة نفسها. هذه هي النقطة العالقة في السلسلة، فالأستاذ الثانوي ليس بحاجة لقيمة الدرجات الثلاث المادية، بل القيمة المعنوية للعشر درجات التي يطالب بها والتي تعيد اليه موقعه، الى جانب المس بالتقديرات الاجتماعية التي يدفع ثمنها الاستاذ من راتبه ومن جهده. هم يحسبون ساعات العمل في الثانوية وينسون ان للأستاذ ساعات عمل إضافية، فهو يحمل عمله الى منزله ويتابع التحضير وتحضير الامتحانات والسهر على التصحيح كل ذلك تحت ضغط التفتيش والدورات التي يخضع لها في ايام عطله وتوجيهات وأوامر عليه اطاعتها. الى أهالي الطلاب في الثانويات الرسمية اتوجه، الاستاذ الثانوي لن يخذل طلابه ولن يتخلى عنهم وهو حريص على تعليمهم ونيلهم الشهادة وهو سيعمل على تعويض كل ساعة تعليم فاتته خلال الإضراب المفتوح، ولن يتقاعس ابداً عن القيام بواجبه كاملاً تجاه طلابه.

اما كل ما يقوم به فهو أيضاً درساً للطلاب للمطالبة بحقوقهم في المستقبل وعدم التهاون بها وعدم الاذعان لأي سالب حق. ومن واجب الطلاب الوقوف الى جانب أساتذتهم في المطالبة بحقوقهم فسالب حق الاستاذ هو من يسلب الطالب حقه في التعليم المجاني وفِي نيل شهادته، وهو يعمل على خصخصة القطاع التربوي لصالح المدارس الخاصة والتي تدر عليهم الأرباح، بينما يصرحون بوقاحة ان قطاع التعليم الرسمي ليس بمنتج لخزينة الدولة، فهم حولوا حتى التعليم الى تجارة مربحة ونسوا ان اهم مكسب من التعليم هو انتاج عقول مفكرة وشباب واعٍ ومثقف هو مستقبل هذا البلد.

اقرأ أيضاً: السلسلة أخذها العسكريون ولا عيدية للمعلمين!

ماضون في الإضراب المفتوح على أمل ان تلقى جهودنا نتيجة مرضية ونحصل على حقوقنا ونستعيد موقعنا، وعلى أمل ان نجد آذان صاغية وضمائر واعية من قبل المسؤولين، وعلى أمل ان نلقى التفهم والدعم من قبل طلابنا وأهاليهم.

السابق
بعد الافراج عنه…الرئيس مبارك الى الفيلا الرئاسية
التالي
الأمن…سلعة إيرانية جديدة!