«تحقيق» عن الأزهر في مجدل عنجر: حقيقة أم تجنٍّ ؟

من الإتهامات الموجهة إلى المؤسسات الدينية إنها تخرّج إرهابيين، إنطلقت فكرة تحقيق الإعلامية كلود أبي ناضر هندي تحت عنوان «الازهر : بين الشريعة والعلم» في برنامج "تحقيق" الذي عرض قبل يومين على قناة الـ "ام تي في"، إلا أنه ووجه بإمتعاض في الشارع السني.

فكرة تحقيق الإعلامية كلود أبي ناضر هندي سلطت الضوء على دور جامعة الأزهر في البقاع المؤسسة التربوية الدينية القائمة في مجدل عنجر قلعة المسلمين السنة في لبنان. تم التناول في التحقيق التعاليم الدينية والطلاب فيه كما الهيئة التربوية.

 

وطبعا لا يمكن الحديث عن الأزهر دون التطرق إلى جغرافيته حيث يبعد كيلومترات عن الأراضي المشتعلة والحرب ذات الطابع الديني والطائفي في سوريا.

 

في الوثائقي أكّدت أبي ناضر على أن “الأزهر لن يتحوّل نقطة إنطلاق من تلامذته نحو دمشق، رغم أن عددا من خريجيه ناصروا التنظيمات الإسلامية عبر الأعمال العسكرية متسائلةً ” هل للعلم الديني الذي يتلقوه دور في التعبئة؟“.

 

وكان الجواب من  مفتي زحلة – البقاع الشيخ خليل الميس حيث إعتبر أن كل ما يتم تداوله في هذا السياق إفتراء، مشيرا أن المسلم يواكب العالم العربي وما يدور في المنطقة من حروب وفتن لافتا إلى أنه عندما تشاهد هذه الأمة المؤامرات، فان عليها أن تقدم المساعدة للمظلوم، فمن يعمل على نصرة أخيه ليس إرهابيا إنه مظلوم”. مؤكدا أن من في السجون ليسوا إرهابيين“.

 

حساسية هذه النقطة بالذات بغض النظر عن طريقة المعالجة المتبعة في الوثائقي، أثارت إمتعاض لدى البعض من الطائفة السنية، على الرغم من أن أبي ناضر دخلت إلى الأزهر وأجرت المقابلات مع مسؤوليه وبعضا من طلابه كما الهيئات التعليمية فيه. حيث طرحت الأسئلة وتمت الأجابة عليه من قبل المعنيين الذين أكدوا بدورهم أن لا يمكن تحميل مؤسسة الأزهر مسؤولية من ينحى عن الطريق ويسلك طريق التطرف.

 

إضافة إلى هذا الجانب عرض الوثائقي تعريف عن النشاطات اليومية في الأزهر والطرق التعليمية إضافة إلى أدواره الإيجابية العديدة. من “أسماء” المتفوقة والحاصلة على شهادة جامعية في إختصاص التغذية وغيرها من المتفوقين الذين تخرجوا على يد الأزهر، الى المتطرفين الذين تخرجوا ايضا من الأزهر وأُدينوا بالإرهاب وسُجنوا في هذه التهمة منهم الشيخ عمر الأطرش والشيخ لؤي الترك والشيخ عرفان المعربوني.

 

إلا أن ما ورد في الوثائقي حول هذه النقطة لم يلقَ إستحسان لدى البعض من المسلمين السنة إلى حد انه تم إعتبار الاعلامية أبي ناضر أنها تفتري على الأزهر وعلمائه في هذا التحقيق بإعتبار أنه صحيح أنه كان في البداية بريئا ومنصفا للمؤسسة، فبعد أن تحدث عن النماذج المشرقة فيه ختم بأن الأزهر خرج إرهابيين ايضًا بإعتبار أن الشيخ الأطرش قد اعتقل بتهمة “إرهابية” وهو لم يحكم بها بعد، ولا يحق بالتالي قانونا للمحطة أن تدينه، وهي بهذا تتجاوز القضاء، إلى ذلك تتهم معدة البرنامج الشيخ المعربوني الذي اختطف في وضح النهار في البقاع ولم تقم الدولة اللبنانية وأجهزتها بواجباتها بحمايته وإعادته لكونه مواطنا لبنانيا! وعلى رغم ذلك تتهمه  “الإعلامية أبي ناضر” بالإرهاب.

اقرأ أيضا: هكذا يتغلغل حزب الله في مجدل عنجر وبرالياس والسعديات

 

هذا نموذج ممّا تم تداوله عبر مواقع التواصل، وقد تواصلت “جنوبية” في هذا الشأن عضو المكتب الإعلامي لـ “حزب التحرير” عبد اللطيف الداعوق الذي رأى أن مقاربة الموضوع كان فيها نوع من التجنّي”. وأضاف “كان يجب التطرق في التحقيق عن كيفية الإعتقالات ولمماطلة في المحاكمات”. وتابع ” إن معدة البرنامج حاكمت الضحية قبل أن يُحاكموها قضائيا“.

 

ورأى  الداعوق أن “الإعتقالات تمّت من دون أمر قضائي، متهما الإعلام أنه يعارض الرأي العام ويبرر للسلطة القمع الحاصل”. مشيرا إلى أن أبي ناضر “حاكمت الأطرش بتقريرها في حين انه لم يحاكم بعد في التهمة الموجهة له“.

 

وخلص إلى أن “الإسلام ليس تعبدي فقط بل هو يتدخل بالأمور السياسية أيضًا، إلا أن رسالة أبي ناضر في تحقيقها كان املائيا “إلتزموا بدراسة الفقه فقط ولا تتدخلوا في الشأن السياسي“!

اقرأ أيضا: وهّاب يدّعي قضائيا ومختار مجدل عنجر يطمئن مناصريه

أمام هذه الإتهامات كان لا بدّ استيضاح رأي الاعلامية أبي ناضر صاحبة التحقيق والتي ردت عبر “جنوبية” بالقول إنها “لم توجّه التهم إلى أيا من المذكورين بل جاء في التحقيق  عبارة “وجهت إليهم اتهامات..” وحتى أنه تم إجراء مقابلة مع والدة الشيخ الأطرش التي دافعت عن إبنها واستنكرت التهم الموجهة إليه بإعتبار أنها تجني”. وتابعت “فمن باب الموضوعية تمت إعطاء مساحة في التحقيق لرأي أهل أحد المتهمين“.

وأكدّت أبي ناضر أن “التحقيق تمت معالجته بمنتهى الموضوعية والشفافية وتم عرض الأفكار دون إعطاء رأي شخصي من قبلي فتم إعطاء المجال للشخصيات بالتعبير عن ارائهم والرد على الأسئلة الموجهة اليهم دون التدخل”. مشيرةً إلى أن “التحقيق قدم تعريفا عن معهد الأزهر ولم يكن المقصود منه إعطاء صورة سلبية عنه وكان العمل على عكس المشهدية والوضع في المنطقة بشفافية“.

كما توجهت أبي ناضر بالشكر إلى القييمين على الأزهر الذين لبّوا نداءهم وتعاونوا مع فريق عمل “تحقيق” عبر أعطائهم مساحة واسعة من الحرية للتصوير والتنقل بحرية تامة“.

وخلصت أبي ناضر على التأكيد انها “حرصت على أن تكون شفافة في نقل الموضوع ومعالجته دون إعطاء راي خاص لمعرفتها مدى حساسية الموضوع“.

https://www.youtube.com/watch?v=8w5aCIA6ENY

السابق
من هو الاسطورة «كارلوس» الذي يحاكم في فرنسا؟
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء الواقع في 14 اذار 2017