تفاصيل جديدة بقضية محاكمة قاتل جورج الريف

جورج الريف

في آخر مستجدات محاكمة قاتل جورج الريف المدعو طارق يتيم أمام محكمة الجنايات في بيروت، فقد حضرها ثلاثة أطباء نفسيين في قاعة المحكمة.

اقرأ أيضاً: قاتل جورج الريف: «طعنته لأنه شتمني ولم أكن تحت تأثير المخدرات.. ولستُ نادماً»

في الواقع، لم تكن إفادة الدكتور أحمد عيّاش، في المحكمة، متعارضة بعمق مع إفادة الدكتور رامي بوخليل ومِن بعده الدكتور إيلي كرم. لكنّ وكيل الادعاء استفزّته إفادة عيّاش، ربّما لأنّه تحدّث عن “طفولة معذّبة” للمُتّهم، وأنّه نشأ بعيداً عن والديه في مؤسسة خيريّة، وأنّه تعرّض ذات مرّة لاعتداء مِن عسكريين سوريين بالسكين، وبالتالي فهو “لديه شخصيّة غير متّزنة ومفرطة في انفعالاتها”. إضافة لافتة أخرى مِن عيّاش جاء فيها: “هذه الظروف تجعل أشخاصاً كهؤلاء يشعرون بأنّ المجتمع لم يُنصفهم، وأنّ حتّى الربّ لم يُنصفهم”. لكن في المقابل قال أيضاً: “هذه الظروف لا تؤدّي إلى فقدان الوعي”. رد الفعل المفرط جاء، هذه المرّة، مِن جانب المحامي وكيل جهة الادّعاء، الذي أساء لعيّاش وقال له “لقد اشتروك”. تدخّلت القاضيّة ورفضت تعليق المحامي. لغة العلم غير محبّذة عادة عند الجهة المتضرّرة، حتّى وإن كانت مجرّدة وفي العموم، وبالتالي نُصبح هنا أمام “نفسيّة” تحتاج نفسها إلى تقويم. هل سيكون للتحليل النفسي، على الطريقة الفرويديّة، في اللاشعور أو اللاوعي، أثر على قرار المحكمة في البراءة مثلاً؟ كلا، وإلا لوجب فتح أبواب السجون الآن لكل نزلائها. هل سيكون له أثر في تخفيف العقوبة؟ هذه واردة، وإن كانت غير ملحوظة في نصوص القانون، وإنّما تبقى مستبعدة بحسب مصادر قضائيّة، لكن القانون نفسه أعطى للقاضي أيضاً مساحة في “حق التقدير”.

اللافت أن الدكتور كرم أفاد أيضاً عن “وعي وإدراك” المُتهم لحظة الجريمة، لكنّه “لم يكن يُريد القتل، بل أراد ضرب الريف لإسكاته، كونه فعلها سابقاً مع غيره وأسكتهم”. المُتهم عمل سابقاً “مرافقاً” لأحد النافذين. كانت مهمّته “الضرب”. كانت مهنته. أين ذاك النافذ الآن؟ لنا أن نتخيّله على سرير وثير ينفث سيجاره الفاخر بعد حمّام لطيف. بحسب التحقيقات، يتيم لم يطعن الريف، وإنّما ضربه تكراراً بعقب السكين، بهدف الإيلام، وبالفعل أصيب في النهاية بـ”صدمة الألم” وفارق الحياة. أمّا الدكتور الأول، بوخليل، فأهميّة إفادته أنّها تؤكّد معاينته ليتيم قبل نحو أسبوعين مِن الجريمة. كان للمُتّهم سوابق متنوّعة.

السابق
الطائفية من دون إلغاء الطوائف.. ريمون اده يموت مرة أخرى
التالي
بالادلة والبرهان: رسائل فايسبوك ومايكروسوفت تثبت عبقرية مجد الدهيني