حزب الله.. الملف الأبرز في اللقاء المرتقب بين نتنياهو وترامب

إسرائيل تعتبر ان الملف الإيراني النووي أقل خطراً من تمدد حزب الله على مختلف جبهات حدودها.

لم يعد الحديث عن حرب بين حزب الله وإسرائيل بمثابة خبر ثانوي، خصوصاً وأن الفترة الحالية تشهد إشتعال أكثر من فتيل للتوترات بين الخطوط الممتدة من إسرائيل وحزب الله وسوريا وإيران وصولاً إلى قلب الإدارة الأميركية الجديدة التي تركز هجومها على طهران.

يقترب موعد زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى اميركا للإجتماع مع قيادات واشنطن والبحث في ازمات الشرق الاوسط وعلى رأسها المخاطر التي تهدد الأمن الإسرائيلي والتركيز على توسع النفوذ الإيراني في المنطقة ككل وإنتشار أذرعتها العسكرية. حزب الله ليس فقط على حدودها الشمالية بل على حدودها الشمالية الشرقية مع سوريا.

ولا تفرق الحكومة الإسرائيلية بين إيران وحزب الله، ففي الاونة الاخيرة تلقت الحكومة الإسرائيلية سلة من الوعود لمكافحة تضخم عتاد وعديد ونفوذ حزب الله، وكان سفير روسيا في إسرائيل قد أكد بأن التنسيق الإسرائيلي – الروسي جارٍ على قدم وساق في سوريا، وأن روسيا لن تسمح لحزب الله بالحصول على الاسلحة النوعية والصواريخ المتطورة.

إقرأ أيضاً: إيران وحزب الله يخالفان فتوى الخميني.. واسرائيل تؤكد: لا مستقبل لهما

وتحدثت مجموعة مقالات عن إستعدادات إسرائيلية لمعركة جديدة ضد الحزب، فقد اشارت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إلى حديث الوزير الإسرائيلي يوعاف غلانات عن أن الجيش يضع خططا لمنع تحول منطقة الجولان إلى جبهة جديدة كما غزة والجنوب اللبناني. وبحسب يديعوت أحرونوت فإن غلانت عرض خلال إجتماع الحكومة الإسرائيلية وثيقة تتألف من 16 صفحة تتحدث عن سعي سوريا وإيران ولبنان إلى تشكيل محور شرير يحيط بالحدود الإسرائيلية. وتتضمن الخطة 3 مراحل على الجيش والامن الإسرائيلي تطبيقها بالكامل وتتصف الخطة المقدمة من غلانات على بعد إستراتيجي عسكري يتوجب تنفيذه قبل فوات الآوان.

وتشير الخطة المقدمة إلى نقاط ضرورية تعيّن كيفية العمل لمنع الهيمنة الشيعية على دمشق وتحويل سوريا إلى ممر آمن من إيران إلى معاقل حزب الله. وبحسب غلانت فإن على إسرائيل العمل على تثبيت سيادة إسرائيل على الجولان ودفع الدول للإعتراف بذلك. وستكون الخطة موضع إهتمام روسيا وأميركا واوروبا والدول السنية الغاضبة من التمدد الإيراني، وإحد النقاط الاساسية هو إشتراط إعادة بناء سوريا من الدول الحليفة لإسرائيل بقبول النظام السوري الجديد بالتخلي عن الجولان كجزء من الاراضي الإسرائيلية.

إقرأ ايضا: تورط إيران وحزب الله في تدريب الميليشيات الحوثية في صعدة

وفي المقابل أشار موقع “زا تاور” (الاميركية الاسرائلية) إلى أن وسائل حزب الله تطورت إلى مستوى تتيح له الهجوم عبر البحر على إسرائيل مستخدماً قوارب سريعة وقوات كومندوس. ويشير الموقع إلى سيناريو عسكري وارد الحصول يتحدث عن إحتمال تسلل مجموعات للحزب إلى داخل مستوطنة نهاريا المحاذية للأراضي اللبنانية وتعود الصحيفة للمقارنة بين الحزب وما اظهرته حركة حماس من قدرات خلال عام 2014.

وكانت حماس قد إستخدمت وسائل عسكرية لضرب المنشآت الإسرائيلية عبر البحر خلال حرب 2014، وبحسب الموقع الأميركي الإسرائيلي فإن حزب الله من المؤكد أنه يتمتع بقدرات تفوق تلك التي تمتلكها حركة حماس، لذلك يقوم الجيش الإسرائيلي بالوقت الراهن بوضع أجهزة إستشعار دقيقة ترصد تحرك القوارب الصغيرة السريعة أو أي حركة مشبوهة كتسلل لقوات بحرية للحزب داخل المياه الإسرائيلية.

من جهة اخرى اشار صحافي “روسيا اليوم” مارتين جاي إلى ان اللقاء المرتقب بين ترامب ونتنياهو سيأتي على ذكر افضل السبل لمكافحة تنظيم داعش المنتشر في مناطق متعددة في سوريا، ولكن نتنياهو يتخوف بحسب صحافي “روسيا اليوم” من أن تقع المدن المحررة من يد التنظيم الإرهابي بيد إيران وحزب الله.

وفي موقع “ستارز أند سترايز” الأميركي ورد تقرير أشار إلى ان نتنياهو سيركز خلال لقائه مع ترامب على ملف حزب الله بالتحديد. ويضيف التقرير إلى ان إيران تتعرض للضغوطات يجب مضاعفتها عبر دق إسفين بينها وبين حزب الله من خلال رفع وتيرة تلك العقوبات وتشديدها بشكل قاسٍ يجعلها تفكر جيداً في حال ارادت الإستمرار بدعمها للحزب.

أما شبكة “بي بي سي” البريطانية فتحدثت عن شعور القيادة الإسرائيلية بالتعقيدات العسكرية واللوجستية في جبهة الجولان السوري، وذلك لأن الأرض وعرة جداً مما قد يؤثر على اداء الجيش الاسرائيلي في حال اقدامه على عمل عسكري في المستقبل، كذلك فإن الحرب السورية غيرت وجه المنطقة المحاذية للحدود الإسرائيلية من الجانب السوري والذي تنتشر به ألوية عسكرية موالية لداعش وتوسعت به دائرة النفوذ الايراني.

وتضيف الشبكة أنه بحسب مدير مركز الدراسات لشؤون الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب أشر سوسر فإن ايران باتت أقرب من أي وقت مضى من اسرائيل بعد نجاح العمليات العسكرية التي يقودها الأسد، ولم يعد الخطر على إسرائيل قادم من الحدود اللبنانية بل أصبح الخطر ممتد على طول الحدود السورية. ويصف سوسر الوضع بانه اخطر ما وصلت إليه إسرائيل، ذلك أن إسرائيل لم تصل إلى مستوى التهديدات كهذه من قبل. كما ختمت شبكة “بي بي سي” تقريرها بالإشارة إلى ان الجيش الإسرائيلي يشعر بالخطر الكبير من حزب الله، فرغم تلقيه ضربات قوية في سوريا إلا انه إكتسب خبرات قتالية كبيرة.

 

السابق
رضا بهلوي الثاني قريبا في البيت الابيض بدعوة من ترامب
التالي
المستقبل: نبحث عن قانون انتخابي لكل اللبنانيين