كتاب جديد للامام شمس الدين يفنّد مشروعية الطاعة والخضوع لدولة اسلامية

الشيخ محمد مهدي شمس الدين
«مفهوم الأمة ومشروعية تعدد الدول» كتاب جديد، غير منشور، للشيخ محمد مهدي شمس الدين (رحمه الله) يصدر في مطلع شهر أذار المقبل، عن (مؤسسة الإمام شمس الدين للحوار).

للكتاب أهمية استثنائية كونه يعالج إحدى أهم قضايا الاجتماع الإنساني من جهة وإحدى أهم قضايا الفكر الإسلامي السياسي في القرن الأخير وفي العصر الحالي، ألا وهي قضية الحكم والدولة في الإسلام. ويتطرق الكتاب بشكل خاص إلى مشروعية إقامة ووجود دول متعددة للمسلمين، وأن لا وجوب اطلاقاً لخضوع المسلمين في كافة أنحاء العالم الإسلامي لدولة واحدة في حال نشوئها، أو في حال كانت موجودة، وأنها لا يحق لها فرض واجب الطاعة عليهم.

اقرأ أيضاً: عندما دعا الإمام شمس الدين الى «دولة لا دين لها»…

يعالج الشيخ شمس الدين في هذا الكتاب هذه القضية الهامة والخطيرة في آن معاً في منهجية دقيقة وعلمية صارمة، كما هو معروف عنه، ويعتمد مقاربة فقهية مقارنة بين مختلف المدارس (المذاهب) الفقهية الإسلامية.

وفيما يلي بعض الإشارات الأولية من الكتاب وسيليها في الأيام المقبلة بحثان مكتملان حول مسألتين من المسائل التي يعالجها.

· …إن العلاقة بين الإنسان والله هي علاقة فردية، علاقة أفراد، وليست علاقة جماعات. [وهذه العلاقة] تنتظم جميع البشر إذا لوحظت من جانب الله باتجاه الإنسان، وتنتظم معظم البشر إذا لوحظت من زاوية اتجاه الإنسان نحو الله. وعلى هذا فكل المؤمنين – على تنوع إيمانهم – أمةُ واحدةُ من حيث التقائهم جميعاً على نقطة واحدة هي الإيمان بأصول الإيمان الكبرى وفي مقدمها الإيمان بالله.

· السؤال الأول- هل الأمة الإسلامية والدولة الإسلامية متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر؟ فالأمة تلازم الدولة فكما أنه حيث لا أمة لا دولة، كذلك حيث لا دولة لا أمة؟

اقرأ أيضاً: الإمام شمس الدين يحضر في ذكرى غيابه السادس عشرة

· السؤال الثاني وهو: هل الأمة والدولة متساويتان هل أن الدولة الإسلامية تساوي الأمة الإسلامية؟ بمعنى أن هذه الدولة، وإن كانت قائمة في وطن معين من أوطان (دار الإسلام) وكانت دولة لقوم محددين محدودين من أقوام أمة الإسلام، فهي أيضاً دولة الأمة الإسلامية كلها ودولة دار الإسلام كلها؟ ومن حقها – بل لعله من واجبها – أن تمارس سلطتها على جميع الأمة – حتى الخارجين عن رقعة سلطتها الفعلية – وعلى جميع (دار الإسلام) – حتى في الأصقاع التي هي خارج أراضيها؟
ما هو الدليل على وجوب إقامة دولة إسلامية واحدة للأمة الإسلامية في جميع (دار الإسلام) يحكمها إمام واحد، بعد وفاة النبي عند سائر المسلمين على غير مذهب الشيعة الإمامية في الإمامة؟
وما هو الدليل – عند الشيعة الإمامية – على وجوب إقامة دولة إسلامية واحدة يحكمها حاكم واحد بعد غيبة الإمام المعصوم الثاني عشر؟

السابق
ترامب سيُمنع من إلقاء خطاب له في مجلس النواب البريطاني!
التالي
التصعيد الأميركي ضد إيران حقيقي أم خطابي؟