فرنسيس فوكوياما: «أمريكا دولة فاشلة»

فرنسيس فوكوياما يصف امريكا بالدولة الفاشلة رغم انه اشتهر في القرن الماضي بكتابه (نهاية التاريخ والانسان الاخير) الذي ينظر لسيطرة الليبرالية الامريكية على العالم.

ذكرت صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” أن كاتب المقالات السياسية والاجتماعية الأمريكي النافذ فرنسيس فوكوياما انتقد الاحتجاجات اليساري – الليبرالية ضد دونالد ترامب.

إقرأ ايضا: فيروس الليبرالية و اللوثة اليسارية

نشر المفكر الشهير فرنسيس فوكوياما قبل ربع قرن كتابا حمل عنوان “نهاية التاريخ والإنسان الأخير” حول الحتمية المزعومة لانتصار الديمقراطية الليبرالية في أنحاء العالم كافة. وفي شهر كانون الأول الماضي، كتب مقالا لمجلة “بروسبيكت” تحت عنوان لا يقل جاذبية: “أميركا دولة فاشلة”. ونشر قبل أيام قليلة في مجلة “بوليتيكو” النافذة بين وسائل الإعلام الناطقة بالإنكليزية.

وبحسب رأي الفيلسوف، فإن النظام السياسي الأمريكي، الذي كان قائما قبل مجيء ترامب، كان “عديم الأهلية”، وإن الاحتجاجات الجماهيرية من قبل “الأوساط الديمقراطية” ضد قطب المال، لن يكون بمقدورها على الأرجح إحداث أي تغيير نحو الأفضل.

وكتب فوكوياما أن “الخبير الاقتصادي المختص بالدول الفاشلة دارون عاجم أوغلو قال إن نظام “التوازنات والضوابط الداخلية” الأمريكي ليس بتلك القوة، التي يظنها الاميركيون. وإن هذه “الضوابط والتوازنات كثيرة بشكل غير مبرر، وأصبح ضروريا تبسيط نظامنا السياسي، لكي تستطيع السلطات العمل بشكل أكثر حزما”.

ويقول الفيلسوف الأمريكي إن “السبب الحقيقي لظهور حاكم مستبد مثل ترامب، هو شلل النظام السياسي الحالي. غير أن إثارة هذا الشلل بشكل أكبر، هو وسيلة سيئة للخروج من الوضع، مهما دعا اليساريون إلى المقاومة”.

ويخلص الكاتب إلى أن “أحد أسباب فوز ترامب هو إحساس الناخبين الصائب بما فيه الكفاية بأن النظام السياسي الأميركي في كثير من النواحي أصبح عديم الأهليةـ وأن هذا النظام أصبح رهينة بيد مجموعات النخب ذات النفوذ، والمصابة بالشلل بسبب عدم قدرتها على اتخاذ قرارات رئيسة”.

وفوكوياما هو عالم وفيلسوف واقتصادي سياسي، مؤلف، وأستاذ جامعي أميركي. اشتهر بكتابه نهاية التاريخ والإنسان الأخير الصادر عام 1992، والذي جادل فيه بأن انتشار الديمقراطيات الليبرالية والرأسمالية والسوق الحرة في أنحاء العالم قد يشير إلى نقطة النهاية للتطور الإجتماعي والثقافي والسياسي للإنسان. ارتبط اسم فوكوياما بالمحافظين الجدد، ولكنه أبعد نفسه عنهم في فترات لاحقة.

وقد حصل والده يوشيو فوكوياما على الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة شيكاغو حيث قام بتدريس الدراسات الدينية، أما والدته توشيكو كواتا فولدت في كيوتو باليابان وهي ابنة شيرو كواتا، مؤسس قسم الاقتصاد في جامعة كيوتو وأول رئيس لجامعة مدينة أوساكا.

وقد ساعدت فوكوياما طبيعة عمل والده في التعرف على النخبة الفكرية في عصره وتحديد مساره الأكاديمي، فتخرج من قسم الدراسات الكلاسيكية في جامعة كورنيل، حيث درس الفلسفة السياسية على يد ألن بلووم. وحصل على الدكتوراه من جامعة هارفرد حيث تخصص في العلوم السياسية، وكان موضوع رسالته التي نال بها درجة الدكتوراه عن السياسة الخارجية السوفياتية.

انتمى فوكوياما إلى معسكر المحافظين الجدد في أوج قوتهم فكان أحد موقعي رسالة موجهة للرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش عقب أحداث أيلول 2001، تطالبه بإسقاط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

السابق
حشيشة كيف على شاطئ صور!
التالي
ضاحي خلفان يرحّب بقرارات ترامب: ليس بالضرورة أن تستقبل أمريكا شعوبا متخلفة