«الترامبية» تُنعش أحزاب اليمين المتطرف في الغرب

العداء والكراهية يزدادان في الغرب تجاه المسلمين، ومن كان من الاحزاب الغربية منبوذا كأحزاب اليمين المتطرف، بات اليوم وبعد صعود «الترامبية» يجد له مناصرين ومؤيدين، كل ذلك بسبب «الداعشية» الاسلامية التي نبتت في مدارس الوهابية.

مع مجيء دونالد ترامب على رأس الولايات المتحدة، واتخاذه قراره الشهير بمنع دخول اللاجئين من سبع دول إسلامية وعربية أعطى دفعا قويا لليمين المتطرف في الغرب، وخاصة الولايات المتحدة الامريكية. ويعتبر هذا الموقف المناهض لفكرة حقوق الانسان التي يُنادي بها الغرب.

إقرأ ايضا: أحد منفذي هجوم ميونيخ من اليمين المتطرف الألماني!

ويأتي تصاعد اليمين المتطرف في العالم، مع ازدياد ظاهرة “الإسلاموفوبيا”، لترتفع من مظاهر العداء تجاه الجاليات الإسلامية. وتنقسم الأحزاب اليمينية إلى يمين تقليدي ويمين متطرف، التي تتميز باستخدام العنف للحفاظ على التقاليد والأعراف، والتعصب القومي، والتعصب الديني، ومعاداة المهاجرين عموما، والمسلمين بشكل خاص. ومن ابرز مواقف اليمين الاوروبي المتطرف: الوقوف ضد دخول تركيا “المسلمة” إلى الاتحاد الأوروبي”المسيحي”. ووقف تنامي حركة المهاجرين العرب والأفارقة إلى أوروبا.

مارين لوبان

ومن هذه الأحزاب اليمينية المتطرفة المناهضة للإسلام:

الجبهة الوطنية في فرنسا

يعرف هذا الحزب السياسي الفرنسي(Front national) باتجاهه اليميني المتطرف، أسسه جان ماري لوبان الذي يحمل عداءً كبيرا للمسلمين، ومن أبرز ما يدعو له كثير من أنصار حزبه إلى عدم مساواة المسلمين بالمسيحيين. وتتزعمه حاليا مارين لوبان، منذ 16 كانون الثاني 2011. وصعدت شعبية الحزب اليميني المتطرف عقب الهجمات التي تعرضت لها فرنسا خلال العامين الماضيين. وتركز لوبان في حملتها الانتخابية في نيسان 2017 أمام الناخبين حول”هل ستسمح أو لا تسمح بنمو الإسلام الراديكالي. وتظهر استطلاعات الرأي ان لوبان ستتمكن من الوصول للجولة الثانية في الانتخابات التي ستجرى في 2017.

حزب الشاي في أمريكا

توصف هذه الحركة السياسية الأمريكية(TPM) بأنها “عنصرية” تؤيد إسرائيل بشدة، وتعارض التقارب مع العالم الإسلامي، وهي ستار يواري الجمهوريون وتطرفهم وعداءهم للإسلام والمسلمين. والمعروف عن علاقات هذه الحركة مع المنظمات المتطرفة التي تعادي المسلمين في بريطانيا وأمريكا، مثل منظمة “أوقفوا أسلمة أمريكا”. نشأ حزب الشاي عام 2009، ويقوم على رفض الأفكار التقدمية الاجتماعية والغضب من المؤسسة السياسية، ومعارضة سياسات الكونغرس الاقتصادية، ومعارضة الأجانب خصوصا المسلمين. وليس للحركة أية قيادة مركزية، وتحظى بتمثيل في مجلس النواب ومجلس الشيوخ. ومن أهم الشخصيات السياسية الجمهورية المنتمية إليها المناهضة للمسلمين: سارة بالين، ومايكل جونز، وآرمي ديك.

France's far-right National Front political party leader Jean-Marie Le Pen arrives for a news conference before a political rally for the upcoming regional elections in Marseille March 7, 2010. The placard reads "No to Islam." REUTERS/Jean-Paul Pelissier (FRANCE - Tags: POLITICS RELIGION ELECTIONS)

حزب البديل من أجل ألمانيا

يعرف “حزب البديل من أجل ألمانيا” (Alternative für Deutschland) بعداوته للجاليات المسلمة في ألمانيا، كونه يعتمد على الشعوبية المعادية للإسلام، وبات يحتل مكانا في برلمانات عشر ولايات. وكان الحزب قد اعلن في برنامجه الانتخابي منع الحجاب في الجامعات والمؤسسات العامة، ومنع ختان الأطفال المسلمين واليهود. كما يعمل على الضغط من أجل حظر المآذن والأذان والنقاب. ونقل عن ألكسندر غوالاند، نائب رئيس الحزب أن: “أسلمة ألمانيا تمثل خطرا يجب أخذه بعين الاعتبار”.

حزب الشعب القومي البريطاني

أعلن هذا الحزب (British National Party) اليميني المتطرف بشكل علني على لسان رئيسه “نيك غريفين” أنه ضد الإسلام ومعاد له. وأشار إلى أنه قرأ القرآن ولم يجده كتابا دينيا، وإنه “كتاب يعلم كيفية الانتصار على الأمم الأخرى، وأنه يتعارض مع الثقافات الأخرى، وأنه لا يتوافق مع الديمقراطية، وكذلك لا يتوافق مع حرية المرأة بالنمط الغربي”. وأنه “لا يرغب في رؤية راية الإسلام ترفرف فوق بريطانيا”.

حزب بريطانيا أولا

يشارك حزب “بريطانيا أولا” الحزب القومي البريطاني، في معاداته للإسلام، ومطالبه بإلغائه في بريطانيا، وحظر جميع النشاطات المتعلقة به. ويعرف الحزب بعدائه التام للإسلام.

حزب الاستقلال في بريطانيا

حقق حزب الاستقلال اليميني (UK Independence Party) مؤخرا تقدما ملحوظا على المستوى السياسي في بريطانيا، ويمكن ملاحظة نقاط تشابه عديدة بين برنامج هذا الحزب، وسياسة الجبهة الشعبية في فرنسا، خصوصاً فيما يتعلق بطرد المهاجرين وتحميلهم مسؤولية الأزمات الاجتماعية في أوروبا. ويتفق الحزبان حول الدعوة إلى تطبيق نظرية “عدم التسامح”، وعدم التساهل مع المهاجرين والمسلمين. ويعتقد حزب الاستقلال أن النقاب ليس من الإسلام، وأنه يهدد المساواة بين الجنسين، ويعمل على تهميش المرأة، ويشكل خطرا على الأمن العام.

حزب من أجل الحرية في هولندا

تأسس حزب (Party for Freedom) الهولندي عام 2006، وهو صاحب توجهات يمينية متطرفة معادية للأجانب، خصوصا المسلمين. ومؤسس الحزب هو خيرت فيلدرز، الذي أثار عاصفة من الاحتجاجات في العالم الإسلامي بسبب إنتاجه لفيلم “فتنة”، وبسبب تصريحاته المتكررة ضد الإسلام. ففي انتخابات 2010، حاز هذا الحزب 24 مقعدا من أصل 150 في مجلس النواب في البرلمان، ما جعله ثالث أكبر الأحزاب. ويحظى هذا الحزب المتطرف بعشرة مقاعد في مجلس الشيوخ في البرلمان الهولندي و5 نواب في البرلمان الأوروبي. وأعلن أن التزايد السريع في أعداد المسلمين في “هولندا” ودول الاتحاد الأوروبي يبعث على “القلق الكبير”.

حزب الشعب في الدنمارك

يعرف حزب “Dansk Folkeparti” كأشهر مهاجم للمهاجرين بشكل عام، والعرب بشكل خاص منذ سبعينيات القرن الماضي. ومؤسس الحزب هو الراحل موينز غليستروب، في عام 1987 قال: “الإرهابيون الإسلاميون من منطقة الشرق الأوسط لا يحتاجون للحضور إلى بلدنا للقيام بطعن بعضهم بالسكاكين والفؤوس وافتعال الحرائق. هؤلاء كالجرذان في المجاري. لم يجر تقديم غليستروب إلى أية محاكمة، على الرغم من الجدل الذي أثارته تصريحاته، إلا أنه نجا منها بحجة حرية التعبير. استمرت تصريحات غليستروب كأحد أهم مراجع التطرف اليميني في البلاد، حتى أنه صرح لإحدى القنوات بأن “المجرمين في العالم هم المسلمون”.

اليمين المتطرف في اوروبا

السعي لتشكيل جبة يمينية موحدة 

وفي سبيل تدعيم  وتوحيد المواقف كلها، تسعى ماري لوبان لعقد مؤتمر لتشكيل جبهة موحدة لليمين المتطرف بأوروبا بالتعاون مع زعماء أحزاب اليمين المتطرف والشعبويين الأوروبيين، وتأسيس جبهة موحدة قبيل انتخابات عدة ستحصل على كامل مساحة القارة الأوروبية من اجل توحيد موقف اوروبا من الاسلام والمسلمين.

السابق
برّي: استنفدتُ كل ما لديّ.. هاتوا قانونكم
التالي
إعلامية لبنانية ضريرة تدخل غينيس بأطول بث مباشر