حزب الله يدخل القسم «الجهاديّ» الى جميع وحداته!

حزب الله
في مؤتمره الداخلي الأخير، الذي بقيت مقراراته سرا، سرب حزب الله خبر تغيير محدد وهو القرار بادخال كلمة جهادي على اسماء الوحدات فيه، فما هو مغزى ذلك؟

بدأ حزب الله مؤخرا ورشة متكاملة من أجل التكيّف مع مختلف الأوضاع، فشهد إجراءات تنظيمية داخلية، أدت الى تغيير في العديد من المواقع التنظيمية واستحداث مواقع جديدة مع تبديلات في المواقع والمسؤوليات، حيث أدى هذا التغيير الى التأكيد على الدور الجهاديّ للحزب على كافة المستويات.

اقرأ أيضاً: وقف اطلاق النار في سوريا يضع مصير حزب الله على المحك

فعلى الصعيد السياسي، أولى الحزب الوضع اللبناني الداخلي اهتماما بارزا حيث حقق الحزب انجازات داخلية مهمة من خلال إيصال حليفهم الاستراتيجي العماد ميشال عون الى كرسيّ الرئاسة بعد تعطّل دام لسنتين ونصف، ومن خلال تشكيلة الحكومة الجديدة والحضور البارز لحلفائه داخل الحكومة الحريرية.
كل هذه النجاحات أتت نتيجة علاقات الحزب الايجابية مع أهم طرف مسيحيّ لبناني منذ العام 2006، وهو التيار الوطنيّ الحرّ. ويعمل الحزب حاليّا على تطوير وتحسين علاقاته مع أبرز نقيض سياسي له، أي حزب القوات اللبنانية، اضافة الى سعيه تحسين علاقته مع الزعيم الدرزيّ وليد جنبلاط.
اما خارجيّا، فالحزب مرتاح للتطورات في كل من سوريا والعراق واليمن، حيث أكد السيد حسن نصرالله أكثر من مرة على الانتصار، لاسيما في حلب والموصل، وان حربهم على الإرهاب قطعت مرحلة متقدمة، علما ان الحزب لا يزال يطرح الحل السياسيّ للأزمة السورية وان التعاون الثلاثي الروسي – الإيراني – التركي هو المدخل لأي حلّ.
كل هذه الانشغالات لم تمنع حزب الله من تجهيز كوادره ووضعهم في جهوزية كاملة وتامة لأية تطورات ميدانية قد تنطلق من الجبهة الجنوبية. فكل هذه النيران المشتعلة من حول الحزب لم تمنعه من إقامة ورش عمل داخليّة لبلورة رؤية سياسيّة جديدة للمرحلة المقبلة من خلال اعادة دراسة التطورات التي حصلت في السنوات الخمس الأخيرة، وربما هو تعويض عن عدم انتخاب أمين عام جديد للحزب الذي يعمل على التمديد له عند كل ولاية باعتبار انتفاء البديل والوريث المناسب.
ونتيجة هذه الورش قال مصدر اعلامي مطلعة على شؤون الحزب “ان ثمة تغييرات جذرية طالت بنية حزب الله الداخلية من أجل معالجة كل الثغرات التي تظهر، منها إعفاء نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ نبيل قاووق من منصبه وتسليمه قيادة وحدتين جديدتين سميت بما بات يُعرف بـ”العمل الوقائي”.

حزب الله
وبحسب التقسيم المعتمد فان الحزب ينقسم اداريا الى “تنفيذيّ” و”جهاديّ”. فالتنفيذي مرتبط بالعمل السياسي مباشرة. أما الجهادي، وهو الإطار السريّ للحزب، فقد الحقت به جميع الوحدات، ربما إسميّا، دون إلغاء المجلس التنفيذي المُعلن، بمعنى ان كل وحداته اصبحت وحدات جهادية كالوحدة الماليّة الجهادية، والوحدة الإعلاميّة الجهادية.
علما ان التغيير لم يطل منصب نائب الأمين العام للحزب بخلاف ما أُشيع، فلا يزال، الشيخ نعيم قاسم مسؤولا عن العمل الحكومي، مع الابقاء على عضوية مجلس الشورى أيضا دون أية تغييرات، اذ لم تتعدَ التغييرات الوحدات الصغيرة.

وتبقى هذه التغييرات، التي لم تطل منصب الأمين العام لحزب الله أيضا، هدفها تحسين العمل الحزبيّ وتعديل بعض الأمور التنظيمية بما يتلائم والظروف الآنيّة التي يمرّ بها الحزب.

ولمزيد من التوضيح، شرح اعلامي مطلّع على شؤون حزب الله، رفض الكشف عن اسمه، لـ”جنوبية” أسباب التغييرات الأخيرة في الحزب، حيث اكد أن “مغزاها وأسبابها الفعليّة الناتجة عن المؤتمرهي تغييرات داخلية، وأهم هذه التغييرات ان يصار الى التعميم على الوحدات على انها كلها مديريات جهادّية”.

ومعنى ان كل وحداتها جهادية يعني “الجهاد بالمعنى المباشر العسكري، وكل هذه الوحدات مرتبطة بالجهاد”. واضاف بالقول: “كان سابقا هناك ما يسمى بالمجلس الجهادي، والان جاء هذا التعميم ليضم هذا العنوان، اذا كل من يعمل في الحزب هو جهادي”.

“وهذا، بحسب رأي المحلل الإعلامي، له علاقة بالمنحى الثقافي أكثر منه بالمعنى المباشر. فالان، وبعد مضيّ هذه السنوات تبّين ان الحزب هو معنيّ بالجهاد فقط”.

وردا على سؤال من ان حزب الله لم يجعل أولوياته العمل الحكومي سابقا؟، قال “وهذا لا يعني التخليّ عن الموضوع الداخليّ، ولكن هو بشكل من الأشكال تعزيز للوجود الاساس لهذا النهج. فاذا رجعنا الى نقطة الصفر التي تأسس الحزب على اساسها نتذكر انه عندما ذهب وفد من الحزب لزيارة الإمام الخميني بُعيد انتصار الثورة في إيران قال لهم عليكم بالمقاومة”.

اقرأ أيضاً: الأحزاب اللبنانية وسياسة التجويع: جريمة الضاحية «نموذجاً»

وحول ان كان للأمر علاقة بما طُرح مؤخرا من دعوة الحزب للعودة من سوريا؟ رد هذا المصدرالإعلامي، بالقول “ربما هذه الإنعطافة تمثّل عمليّة شد عصب داخليّ، ولا علاقة لها بالعودة من سوريا، بل ان كلمة جهاديّ هي كل ما له علاقة بالأعداء، وكل ما له علاقة بالتكفيرين الذين هم أيضا حلفاء اسرائيل”.

السابق
كلب الرئيس بوتين الخارق أنقذ حياته مرات عدة
التالي
الجيش الروسي في حلب مشروع لإحتلال سوريا